التوترات عنوان قمة البحر الأسود في أنقرة.. مشادة بالأيدي بين وفدي روسيا وأوكرانيا
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تستضيف تركيا القمة البرلمانية للتعاون الاقتصادي بين دول البحر الأسود، والتي تأتي في فترة مشحونة بالخلافات بين الدول الأعضاء. فقد شهدت القمة توترات قبل انطلاقها بين تركيا وأرمينيا، ثم استهلت اليوم الأول لها بشجار لفظي تطور لمشادة بالأيدي وتدافع بين وفدي روسيا وأوكرانيا، خلال كلمة الوفد الروسي.
انعقدت القمة الثلاثون لاجتماع رؤساء برلمانات دول منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة البحر الأسود في جو مشحون بالتوترات، والتي بدأت قبل أن تنعقد القمة حتى. فقد أعلنت تركيا في اليوم السابق للاجتماع غلق المجال الجوي أمام أرمينيا، وفتحه فقط للطائرة المقلة للوفد المشارك في القمة؛ اعتراضًا على افتتاح “نصب نيميسيس” في العاصمة الأرمنية يريفان.
وكانت الخارجية التركية قد اعتبرت إقامة مثل هذا النصب خطوة استفزازية؛ حيث أوضحت في بيان لها أنه يرمز إلى تمجيد عملية إرهابية استهدفت ساسة عثمانيين مطلع القرن الماضي، إبان الأحداث التي اعتبرها الأرمن مذابح طائفية، ولا تزال تركيا ترفض الاعتراف بها حتى اليوم.
متابعون: إذا كانت تركيا عاجزة عن حماية الضيوف لماذا تستضيف القمة؟
شهد اليوم الأول لقمة البحر الأسود المنعقدة على مدار يومين، في العاصمة التركية أنقرة، توتر حاد بين وفدي روسيا وأوكرانيا، بدأ خلال كلمة نائبة رئيس الوفد الروسي، أولجا تيموفيفا، حين وقف أعضاء من الوفد الأوكراني في الخلفية رافعين علم منظمة “برافي سكتور” القومية.
الأمر الذي دفع رئيس البرلمان التركي “مصطفى شنطوب”، المسئول عن إدارة قمة البحر الأسود، لطرد الأعضاء الذين صمموا على مقاطعة كلمة تيموفيفا بترديد شعارات معادية لروسيا، والإصرار على رفع علم أوكرانيا والمنظمة اليمينية. كما فضلت رئيسة الوفد الأوكراني، آنا بورتوفا، ترك الجلسة أثناء كلمة الوفد الروسي، والتي لم تخلو من التدخلات الأوكرانية المستمرة.
الفيديو المتداول للواقعة أظهر تطور المشادات اللفظية بين الوفدين إلى شجار بالأيدي وتدافع، لم يستمر أكثر من دقيقة؛ إلا أنه بدا واضحًا كيف أفسد جو القمة المقامة في الأساس بغرض التعاون الاقتصادي. ومن جانبه حاول شنطوب فرض النظام في الجلسة، مؤكدًا أنه لن يسمح لأحد بإفساد الأجواء. كما شدد على دعمه لحرية التعبير وإتاحتها أمام الجميع؛ أمَّا التدخل واستخدام العنف فقد وصفه بأسلوب الشوارع لا البرلمانيين.
فيما علق متابعون على الفيديو متسائلين عن آلية التنظيم الفاشلة التي سمحت بمقاطعة الوفد الروسي بتلك الفجاجة، وتطور الأمور لمشاجرة بالأيدي لا تليق برجال دولة. وأضاف أحد المعلقين قائلًا “إذا كانت تركيا غير قادر على إنجاح الاجتماع، فلماذا لا تعتذر عن استضافته؟”.
وفي سياق متصل نشرت وسائل إعلام محلية فيديو آخر سجل عراكًا بالأيدي بين أعضاء الوفدين خارج قاعة الاجتماعات. ظهر به عضو بالوفد الأوكراني يمسك بعلم بلاده، ويندفع نحو أحد أعضاء الوفد الروسي ويدفعه بقوة، ليتدخل المنظمون لفض الاشتباك بعبارة “لا شجار”.
جدير بالذكر أن الفترة الأخيرة شهدت تقارب روسي تركي غير مسبوق، آخره افتتاح أول محطة طاقة نووية في تركيا بتنفيذ روسي، خلال حفل سبقه اتصال بين رئيسي البلدين، وتداول تصريحات تعد بمزيد من التعاون. ويعتبر محللون روسيا أحد أوراق أردوغان الرابحة خلال السباق الرئاسي المنتظر عقده في الرابع عشر من مايو/ أيَّار القادم.
اقرأ أيضًا
الفصل الأخير من الانتخابات التركية.. معركة أردوغان والمعارضة غير المحسومة
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال