همتك نعدل الكفة
480   مشاهدة  

“التوربيني”.. سفاح طنطا الذي قتل أكثر من 40 طفلًا

سفاح طنطا
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تطفوا قضية ” قذافي فراج عبد العاطي” و المعروفة إعلاميًا باسم قضية” سفاح الجيزة” على السطح من جديد، وذلك بعد أن قرر محمد صلاح العزب، ومحمود زهران تأليف قصة مستوحاه من هذا الفعل الإجرامي ، لتكون عملًا دراميًا يحمل اسم ” سفاح الجيزة” يجذب الكثير من المشاهدات في مصر والوطن العربي.

ويحمل العمل الدرامي اسم ” سفاح الجيزة” لقاتل متسلسل قتل أربعة أشخاص في الفترة من 2015 لـ 2018، ولم تكن تلك القضية التي هزت الرأي العام هي أعنف جرائم القتل التي واجهاتها مصر خلال هذه الألفية، فهناك سفاح متسلسل آخر قتل هذه المرة أكثر من 40 طفل، في القضية التي عُرفت بسفاح طنطا.

سفاح طنطا
مسلس سفاح الجيزة

سفاح طنطا 

في منتصف الألفية الثالثة ظهر سفاح متسلسل، وأصبح اسمه ضمن أخطر السفاحين المتسلسلين في العالم، تعرض في طفولته للاغتصاب، فقرر الانتقام من المجتمع، ومن أكثر الطرق التي فضّل استخدامها في تعذيب ضحاياه كانت السلخ وبتر الأطراف والدفن على قيد الحياة، والسحل تحت عجلات القطارات.

عنه عُرف بتعذيب وقتل الأطفال بصورة وحشية، ولم تكن الاعتداءات على البنات كما العادة بل كانت على الذكور الذي قتلهم بأبشع الطرق دون أن يستطيع أحدا اكتشافه، ولم يكتفي بهذه الجرائم بل أسس عصابة إجرامية مهمتها تسخير الفتيات وإجبارهم على ممارسة الأعمال الغير أخلاقية، هذا الشخص يدعى”التوربيني” السفاح الأشهر في مصر.

جرائم التوربيني
في يوم 27 نوفمبر عام 2006 ، عثر عامل صيانة في محطة مترو شبرا الخيمة جثة لطفل مقتولة بوحشية، على الفور قرر العامل تقديم بلاغ عاجل للشرطة، ومع البحث وجدت الشرطة ثلاثة جثث وهياكل عظمية لأطفال على خطوط السكك الحديدية في ثلاث مدن مصرية وهم، القاهرة وطنطا والإسكندرية.

مع وجود ثلاثة جثث، بدأت الشرطة في حملة مكبرة في أنفاق القطارات الممتدة، ليعثروا على 12 جثة جديدة مقتولين بنفس الأسلوب والطريقة، ليجدوا أنفسهم أمام سفاح له نفس البصمة في القتل، ضحياه من الأطفال والعامل المشترك بينهم هو أنهم ذكور ومتقاربين في العمر، فكانت تتراوح أعمارهم من 11 لـ 13 سنة، واختار هذا السفاح المجهول بالنسبة للشرطة في ذلك الحين السكك الحديد لتكون مسرحًا لجريمته.

أما عن طريقة الوفاة فكانت واحدة إذ يتم الاعتداء الجنسي على هؤلاء الأطفال. بعد ظهور هذه الحقائق وجد المجتمع المصري أنه إمام صدمة كبيرة وسادت حالة من الرعب من هذا السفاح المجهول خصوصا أن الضحايا أطفال عمرهم لا يتعدى 13 سنة.

سفاح طنطا
سفاح طنطا التوربيني

تكثيف البحث عن السفاح المغتصب

وبسبب هذا الذعر تم تكليف عدد كبير من رجال الشرطة والبحث الجنائي في توسيع دائرة التحقيق إلى أن وصلوا لواحد من أطفال الشوارع المراهقين واسمه” أحمد سمير عبد المنعم”، وشهرته”بؤه” فقد اشتبهت فيه رجال الشرطة لارتباكه الدائم، فكثفوا التحقيق معه في قسم شرطة شبرا الخيمة إلى أن قرر الاعتراف بجرائم “التوربيني” وعصابته، التي كان هو من بين أفرادها.

ومع اعترافاته طلب من الشرطة حمايته من “التوربيني”، فالسجن أو الإعدام أهون عليه من الوقوع في يد هذا السفاح ، كما اعترف “بؤه” على فرد مهم من أفراد عصابة”التوربيني” و اسمه “محمد عبد العزيز السويسي ” وسرعان ما قامت الشرطة بإلقاء القبض عليه في مدينة طنطا.

كما اعترف “السويسي” أنه شارك في قتل 8 أطفال في طنطا تحديدًا على قضبان سكك حديد طنطا وكانت عملية القتل تتم بطرق عشوائية، وكما فعل”بؤه” فعل ” السويسي” إذ طلب من الشرطة حمايته من” التوربيني” خاصة وأنه على علاقة غير شرعية بزوجة التوربيني.

الجن تبرير الجرائم 

بعد تكثيف البحث تم إلقاء القبض على “رمضان عبد الرحيم” الشهير بـ”التوربيني”، وبعد التحقيقات اعترف بجرائمه المختلفة التي استمرت 3 سنوات، أما عن عدد الضحايا فلم يتذكر التوربيني عدد الأطفال الذي تخلص منهم بهذه الصورة الوحشية، وبرر سفاح طنطا جرائمه بأن محطة قطارات طنطا كانت مسكونة بالعفاريت والجن وهي من كانت تطلب منه التخلص من هؤلاء الأطفال بهذه الطريقة، ومع استمرار التحقيقات اعترف أن كل جرائمه كانت بكامل إرادته دون إحساس بالذنب أو التعاطف.

وخلال التحقيقات اعترف سفاح طنطا بارتكاب ثلاث عمليات اغتصاب لفتيات ثم تخلص منهن بنفس الطريقة التي تخلص فيها من الذكور، وقد كانت طريقته في التعرف على الفتيات هو اغتصابهن ثم التخلص منهن، وكانت الفتيات من محافظة البحيرة، وأخرى في القاهرة، وثالثة في بني سويف.

وعن الطريقة التي كان يُقنع بها الأطفال يقول “فرج سمير ” المشهور “بحناطه” أحد أفراد عصابته إن “رمضان” كان يُقنع الأطفال أنه سيأخذهم إلى الإسكندرية للتنزه، وأضاف كنا نصعد إلى أعلى القطار، ومع تحركه يبدأ “رمضان” في هتك عرضهم ثم يلقيهم تحت عجلات القطارات بعد أن يتبول في فم كل واحد منهم وآخرهم ضحية له في القليوبية.


يقول أحد المحققين حسب ما ذكرته الصحافة المصرية حينها أنه أثناء التحقيقات مع التوربيني أو سفاح طنطا تم اكتشاف ٣٢ ضحية وهذا هو العدد التي تم العثور عليه فقط، وهو أقل من العدد الحقيقي الذي لا يعرفه أحد ولا حتى القاتل نفسه.

واستكمل المحقق، في فترة البحث عنه، والتحريات والبحث عن الجثت التي كانت ف حالة بشعة، إلى أن تم إلقاء القبض عليه عن طريق أفراد عصابته واعترافاتهم، بعد أن كثفت الأجهزة الأمنية الأكمنة، وأضاف المحقق أثناء التحقيقات لم يبذل التوربيني أي مجهود لإنكار جرائمه، بل اعترف بها بكل فخر واعتزاز، بل الأعجب أنه ساعدنا في العثور على جثث الضحايا.

شغلت قضية “التوربيني” الرأي العام والصحافة والبرامج الحوارية، غير أنها تسببت في حالة من الصدمة والارتباك في الشارع المصري وقتها، وهنا بدأ أساتذة علم النفس والاجتماع في تحليل أسباب ودوافع سفاح طنطا وفقا للمعطيات حياته.

دوافع التوربيني لقتل الأطفال 

وكانت دوافعه تكمن في ظروف نشأته فقد ولد في عائلة فقيرة في طنطا، كان رمضان طفل هادئ يعاني من إعاقة ذهنية بسيطة وجعلته مسار للسخرية وسط عائلته وجيرانه والمعارف، حالة الأسرة المادية حالت دون معالجة الطفل رمضان كما حالت دون تعليمه.


في سن ١٢ عام خرج رمضان إلى الشارع وعمل في مقهى بمحطة سكة حديد طنطا ، ولأن حالة الطفل العقلية والمادية لم تكن مستقرة، فوقع فريسة سهلة لشخص بلطجي وخسيس يدعى “عبده التوربيني” ، هذا الرجل قرر استغلال “رمضان” ولم يكن يدفع له أجر نظير عمله وهذا ما عرضه للسخرية من أهله.

حاول “رمضان” مرارا المطالبة بحقوقه المادية نظير عمله، لكن “عبده التوربيني” اتخذ رد فعل قاسي اتجاه الطفل المراهق إذ اغتصبه فوق سطح أخد عربات القطارات المهملة في طنطا ، و اعتدى عليه جنسيًا وضربه في أماكن متفرقة بوحشيه، ثم ألقاها بقسوة على قضبان السكك الحديد، فوقع على أسياخ حديد وهو ما نجم عنه كسور وإصابات شديد الْخَطَر لازمته كعاهة مستديمة وهي حول في عينه الشمال .

لم يجد “رمضان” أحد يسانده لا أهله ولا الشرطة لذلك قرر أن ينتقم من المجتمع بعد وفاة ” عبده التوربيني” بصورة طبيعية دون أن يسترد كرامته لذلك تحول “رمضان ” الطفل الهادئ إلى مجرم وقرر استخدام اسم “التوربيني” في تحركاته لإثبات قوة ما .


وكان الأطفال هم سلاح ” التوربيني” أو رمضان لاسترداد كرامته المزعومة، إذ كان يعتدي عليهم بنفس الطريقة وفي نفس المكان الذي اعتدى عليه” عبده التوربيني” وكان يلقيهم تحت عجلات القطارات لتتحول أجسادهم إلى أشلاء لا يمكن التعرف عليها.

إقرأ أيضا
الأشجار ليست عمياء

ظاهرة التكرار القهري

تحول رمضان إلى هذه الوحشية بسبب حالة القهر والذل التي شعر بها وقت الاعتداء عليه، فيمَا عرفها علماء النفس بظاهرة التكرار القهري ومعناه حالة الشخص اللاواعية لخلق الصدامات عن طريق تكرار حدث معين لعدد كبير من المرات، هذه الحالة تكون شديدة القسوة إذا ما تعرضت الأشخاص لنفس الأذى الذي تعرضت له وهي صغيرة. لذلك “رمضان” أعاد نفس السيناريو مع حالات مشابهة له في السن والظروف الاجتماعية، كما أن “التوربيني” حسب التحليلات النفسية  كان ينتظر سيناريو مخالف لما تعرض له ، فقد كان ينتظر ظهور طفل يواجهه، وهذا لم يحدث وكان مستحيل أن يحدث بسبب عمر الأطفال الصغير .

سفاح طنطا
سفاح طنطا التوربيني


١٦ ديسمبر ٢٠١٠ تم تنفيذ حكم الإعدام على التوربيني أو سفاح طنطا وهو وواحد من شركائه في قضية قتل الأطفال واغتصابها، كما حُكم على باقي أفراد العصابة بالسجن لمدة ١٥ سنة، بسبب سنهم الصغير. سفاح طنطا وسفاح الجيزة وغيرهم هم أبالسة الأرض، جرائمهم كانت تحت عالم مظلم من الأحداث التي أودت بحياة أُناس برئية إلى الهلاك بصور بشعة.

الكاتب

  • سفاح طنطا مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان