التوقيت الصيفي والشتوي .. كيف فكر بنجامين فرانكلين في إطالة النهار
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
على الرغم من أن بنجامين فرانكلين كان يمزح في الغالب عندما اقترح تغيير التوقيت إلى التوقيت الصيفي والشتوي كتكتيك لتوفير الوقت في مقال ساخر عام 1784م، بعد أن فكر في تغيير الساعة ليتمكن من النوم مدة أطول، إلا أن الآخرين الذين اقترحوا الفكرة لاحقًا كانوا جادون تمامًا، ولكن هذه المرة كانت أهدافهم سياسية واقتصادية بحتة.
ما هو التوقيت الصيفي؟
التوقيت الصيفي (DST) هو إعادة ضبط الساعات إلى الأمام لمدة ساعة واحدة خلال أشهر الصيف، والعودة مرة أخرى في الخريف، من أجل الاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار الطبيعي.
وقد اقترح المخترع والسياسي الأمريكي بنجامين فرانكلين، هذه الفكرة لأول مرة في عام 1784م، ولكن لم يتم أخذ كلامه على محمل الجد، فهو كان يهدف لزيادة عدة ساعات نومه بالأساس، ولكن تم اقتراح التوقيت الصيفي الحديث لأول مرة في عام 1895م، حين قدم جورج فيرنون هدسون عالم الحشرات النيوزلندي، اقتراحًا على الجمعية الملكية في نيوزيلندا، بتغيير الساعة كوسيلة لإطالة ضوء النهار لأغراض صيد الحشرات، وقضى العالم ويليام ويليت أوائل القرن العشرين في الضغط على البرلمان البريطاني لاعتماد قفزة زمنية مدتها 80 دقيقة في أبريل، ولكن لم ينجح أي من الرجلين بتفعيل التوقيت الصيفي.
العمل بالتوقيت الصيفي لأول مرة
كانت ألمانيا أول من أعطى الضوء الأخضر للعمل بنظام التوقيت الصيفي في 30 أبريل عام 1916م، وأصبحت أول دولة في العالم تستخدم التوقيت الصيفي، وكان الهدف منه هو الاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار الطبيعي لوقت أطول، فقد كانت بحاجة للحفاظ على الطاقة، خلال الحرب العالمية الأولى، وسرعان ما تبعتها بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى، وانضمت لهم الولايات المتحدة في عام 1918م، ولكن بعد الحرب، تم التخلي عن هذه الممارسة في كل مكان تقريبًا، ولكن تم إحياؤها على نطاق واسع بعد بضعة عقود فقط خلال الحرب العالمية الثانية.
فوضى التوقيت الصيفي
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تخلت الولايات المتحدة عن التوقيت الصيفي مرة أخرى، بدون أي تشريع رسمي، وتحولت البلاد إلى خليط من الممارسات المتضاربة، فمثلًا كان لدى ولاية أيوا 23 زوجًا مختلفًا من تواريخ بدء وانتهاء التوقيت الصيفي في عام 1965م، بينما لم تلتزم مناطق أخرى من البلاد بالتوقيت الصيفي على الإطلاق، لذا وضع الكونجرس حداً للفوضى من خلال تمرير قانون الوقت الموحد عام 1966م، والذي حدد أن التوقيت الصيفي سيبدأ في الساعة 2:00 صباحًا في يوم الأحد الأخير من شهر أبريل، وينتهي في نفس الوقت في يوم الأحد الأخير من شهر أكتوبر.
فوائد التوقيت الصيفي
أظهرت بعض الدراسات أن التوقيت الصيفي يمكن أن يؤدي إلى عدد أقل من حوادث الطرق والإصابات من خلال توفير المزيد من ضوء النهار، وذلك خلال ساعات الذروة التي بها استخدام أكثر للطرق، ولكن تزعم دراسات أخرى أن صحة الناس قد تتأثر بسبب تغيرات التوقيت الصيفي، كما يستخدم التوقيت الصيفي أيضًا لتقليل كمية الطاقة اللازمة للإضاءة الاصطناعية خلال ساعات المساء، ومع ذلك، تختلف العديد من الدراسات حول توفير الطاقة في التوقيت الصيفي، وبينما تظهر بعض الدراسات نتائج إيجابية، فإن البعض الآخر لا يفعل ذلك.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال