التوقيع : أسامة الشاذلي

نهيم عشقا في الجبن الرومي وأحيانا الشيدر أو الركفور الشهيرة بالبلو تشيز لكننا نستقر بعدما نتجاوز الأربعينيات على الجبن الأبيض البراميلي أو الاسطنبولي وكأننا في نهاية الرحلة ندرك أن الأبسط كان الأفضل منذ البداية.

نسخر من أبائنا الذين يجولون ليلا من أجل إطفاء أنوار الغرف في الشقة وفجأة نتجول ليلا لنطفيء كل أنوار غرف الشقة، نتحسس أشرطة الأدوية بغضب الرافض فنتذكر رفض أبائنا وأمهاتنا تناول الدواء ثم نكتشف أننا جميعا نرفض الدواء الذي يمهر بتوقيعه مرض مزمن يعني أننا كبرنا أو بالعامية “عجزنا”.

كل هذه التفاصيل التافهة تبدو مرعبة، مؤخرا بدأت تهاجمني أعراض ما بعد السكر، صرت غير قادرا على النوم لساعة كاملة متصلة بسبب ألام المفاصل، أكتم هذا عن الجميع، أظهر مرهقا وأحيانا غير قادر على التفاعل لكنني أعزوه لقلة نوم أو ما شابه حتى أنكر أنني في مرحلة انكسار أمام المرض.
أكتب بعنف أحيانا لدرجة أنني كتبت مقالات ثلاث في يوم واحد، أتدرب على العود بنشاط طفل متحمس لكنني أحيانا أعجز عن مسه.
لا يعجبني هذا الشعور بالعجز أو التقدم في السن لكنني أدرك أنه حدث، كنت قد عاهدت نفسي على الكتابة دون توقف في السنين الأخيرة من عمري لكنني لم أعد قادرا على هذا، ما زلت حبيسا للدنيا.

اقرأ ايضا

الجاهل جريء لذلك يكتب : اختلف مع نوال السعداوي

كتبت ٧ روايات نشرت منهم ٦ والسابعة تنشر خلال شهر من الأن، سأرحل وتبقى رواياتي فقط  غالبا ستختفي مقالاتي، لن يبقى سوى ما كتبت وأنا فخورا به للغاية وسيبقى أيضا أولادي ريم وفرح وعلي وأنا فخور بكل منهم أكثر من فخري بمنجزي الأدبي.

وستبقى سيرتي الشخصية التي قد يراني البعض فيها شيطانا والبعض الأخر ملاكا.

ستسمع أحدهم يتحدث عني كأحد أولياء الله الصالحين من فرط جمالي والأخر يصفني بالشيطان الرجيم، لا تصدق الاثنين كنت مجرد أسامة الشاذلي فقط.. إنسان مجرد إنسان نصف ملاك ونصف شيطان بنية مخلصة.

وأنا في النهاية مجرد رجل أدرك جمال الجبن الأبيض البراميلي “بشطة” بعدما تجاوز الأربعينيات وصار يفضل غسيل المواعين لحل مشاكل رواياته.

كنت أنا .. فقط أنا

إقرأ أيضا

حديث المفلس.. ومفاجآت القيامة!

التوقيع : أسامة الشاذلي