الثلاثي المرح .. أول فرقة غنائية في مصر

الأن بدأت أذننا تألف وقع كلمة ” فريق غنائي” ولكن قديما في الخمسينات والستينات لم يكن الشارع المصري يعرف معناها، ولم يلتقي بهم قبل، ولكن كل هذا تغير على يد ثلاث فتيات شكلوا أول فريق غنائي في مصر وأطلق عليهم الثلاثي المرح.

البداية من حديقة المعهد العالي للموسيقى، تلك الحديقة التي كان يقام فيها حفلات لطلاب المعهد بفرقة كونها الراحل صلاح عرام وكان هو من يقودها، وكان يغني في الفرقة مطربين مثل ماهر العطار ومحرم فؤاد وبليغ حمدي الذي كان يغني قبل أن يتوقف ويتفرغ للتلحين وفي تلك الفرقة غنى الثلاثي لأول مرة قبل أن يذهبوا إلى الإذاعة.

كان الإعلامي الإذاعي ديمتري لوقا يقدم برنامج الهواة، وكان يستضيف الأصوات الشابة غير المعروفة ومعه سمع المصريون لأول مرة صوت الثلاثي المرح، ثلاث فتيات يغنين في الإذاعة وعرفت بأسمائهن الأولى وفاء وصفاء وسناء، وهناك أيضا سمعهم الموسيقار الكبير على إسماعيل.

على إسماعيل قرر تبني الفتيات الثلاث وأطلق عليهم اسم الثلاثي المرح، ليخطون بعد ذلك أهم خطوة في تاريخهن، وقفوا أمام لجنة الاستماع بالإذاعة المصرية ليتم اعتمادهم كمطربين، وبالفعل تعتمدهم اللجنة ليصبحوا بذلك رسميا أول فريق غنائي في تاريخ الأغنية المصرية.

أول بدايتهم في السينما حينما شاركوا عبدالحليم حافظ غناء أغنية ضحك ولعب وجد وحب، وبالطبع معروف من أوصلهم بالعندليب، هو على إسماعيل الموزع الأقرب لقلب العندليب وصديقه وزميل دراسته، ولكن لم يتم الإشارة ليهم في تترات فيلم يوم من عمري الذي كان الاغنية جزء من أحداثه.

بعدها غنوا اغنية التلفزيون التي لحنها عبد العظيم محمد ووضعت كتتر بداية لفيلم صغيرة على الحب، ومع كل أغنية يقدمها الثلاثي كانوا يكسبون شهرة وجماهيرية ونجومية كبيرة، لدرجة أن على إسماعيل أعاد بهم إحياء أغاني من التراث المصري القديم في فيلم بين القصرين وقصر الشوق” حيث قام بوضع الموسيقي التصويرية للفيلمين وكانت سناء الباروني هي الصولو الذي غنى ” يا سمباتيك خالص يا مهندم” وأيضا أغاني قصر الشوق.

الثلاثي المرح هم ” وفاء مصطفي وصفاء يوسف لطفي وسناء الباروني” شقيقة الممثلة سهير الباروني، وارتبط أسم الثلاثي بالعديد من الأغنيات الناجحة، منها مانتاش خيالي يا وله والعتبة جزاز وحلاوة شمسنا، وهم الأغاني التي قدموها مع فرقة رضا والتي كان موسيقارها الأول هو على إسماعيل.

طاف ثلاثي المرح جميع أرجاء الوطن العربي وحققوا شهرة ونجاح كبير، وكانوا فقرة شبه ثابته في كل حفلات أضواء المدينة، وكانوا هما الفقرة الأولي في كل حفلة وقدموا العديد من الأغنيات الناجحة ولكن أكثر ما ربطهم بالجمهور هي أغاني شهر رمضان الذي قدموا له أكثر من اغنية.

قدم الثلاثي المرح العديد من الأغنيات ولكن أشهرهم أغنية اهو جه يا ولاد واغنية افرحوا يا بنات واغنية سبحة رمضان، والثلاثة من ألحان على إسماعيل.

كتب للثلاثي المرح شعراء مثل ” صلاح جاهين ومرسي جميل عزيز وعبد الفتاح مصطفي وصالح جودت، ولحن لهم منير مراد وحلمي أمين وعبدالعظيم محمد وعبدالعظيم عبدالحق وأحمد صدقي ومحمد الموجي وسيد مكاوي، والموسيقار محمد عبدالوهاب الذي جعلهم يقدموا المقاطع الغنائية في مقطوعة المماليك، إضافة إلى الموسيقار على إسماعيل، وظلت الفرقة تقدم أغنياتها حتى حُلت في النصف الثاني من السبعينات بعد وفاة الراحل علي اسماعيل، وانشغال كل منهن بالحياة العائلية حيث تزوجت سناء الباروني من المخرج حسن الإمام، وتزوجت صفاء يوسف لطفي من المخرج سامي أبو النور، بينما تزوجت وفاء مصطفى من خارج الوسط وسافرت إلى أحدى الدول العربية.