همتك نعدل الكفة
11٬041   مشاهدة  

الثنائي أحمد فهمي وأكرم حسني يثبتان وبجدارة عدم جدوى جهاز التليفزيون من الأساس

أحمد فهمي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان المواطن الطبيعي أحمد السيد ، وهو اسم مستعار لكل الأشخاص الطبيعيين ، على موعد مع أكبر خديعة في تاريخه الذي استمر طيلة خمسون عامًا ، هذا الرجل يعد مرجعًا لـلدرما التليفزيونية ، كان يعرف من نظرة واحدة هذا المشهد من إخراج من ، ومن قام بتأليف القصة والسيناريو والحوار ، ومن هو مدير التصوير ، مواطن مخدرم دراميًا ككل أبناء هذا الجيل ، هذا المواطن كان يعرف من نظرة واحدة للبرومو هل سينجح هذا المسلسل جماهيريًا أم لن ينجح ، كان يقرأ لجميع نقاد الفن تقريبًا ، يستقبل رمضان كما لو كان جهاز الإنذار على أبواب المترو ، إذا مر عليه البرومو الذي سيفشل مسلسله يغمض غينيه بحكمة وخبرة متأصلتين ، ويقول : خسارة الفلوس اللي اتصرفت عليه !

كعادته قبل كل رمضان ، متابعًا متفحصًا لكل بروموهات المسلسلات ، كان قد اعتبر منذ فترة أن المسلسلات الكوميدية في طريقها للانهيار نظرًا للاستخفاف بفكرة الكوميديا وصناعتها، وعلى أثره أبعد نيته عن متابعة جميع المسلسلات الكوميدية ، لكنه بالصدفة شاهد مسلسل رحالة البيت للفنان أحمد فهمي والفنان أكرم حسني ، وبيومي فؤاد .. فقال له عقله ، ما رأيك أن تتيح فرصة أخيرة للكوميديا والكوميديانات ، ولأن قلبه طيب جدًا ككل أبناء جيله ، وافق ، وقال لنفسه ، هناك شئ مغري للمشاهدة في هذا البرومو ، عادةً ما يكون البرومو مغاير تمامًا لما في المسلسل أو الفيلم ، وبما إن هذا البرومو لا يوجد به إفيه ظريف جدًا فربما يكون صناع المسلسل قد خبئوا الإيفيه بالداخل ، وتكون هذه أكبر خطة مخادعة قد رأيتها من صناعه ، لذلك سأتابعه

جلس المواطن الطبيعي جدًا أحمد السيد منتبهًا لأولى المشاهد من المسلسل الكوميدي جدًا (كما قالت القنوات التليفزيونية) ، وكان باختصار : أحمد فهمي وأكرم حسني يجلسان على المائدة ومعهم الأب بيومي فؤاد والجد لطفي لبيب وويزو وعارفة عبد الرسول ، وكان المشهد لإفطار العائلة مع بعضهم ،  وإذا بأحمد فهمي يقرر أن يلقي إفيه عبقري ،ويسأل بيومي فؤاد : هل هذا الآذان هو للإفطار أم الصيام ، فأخبره بيومي : الفجر بعده صيام .. والمغرب بعده إفطار !

فقال له فهمي : أنا من أول رمضان بعمل العكس

فقال بيومي : إنت داخل الإسلام جديد !

وهنا شعر بطل قصتنا بالغدر ، كيف لرجل بكل هذه الخبرة أن يقع في فخ البرومو المزيف ! ، إنها قطعًا سابقة تاريخية ! ، وصمة عار في تاريخ الحنكة الفنية التي اكتسبها على مدار تاريخة .. فقرر أن يطفئ التليفزيون للأبد .. للأسف يبدو أنها علامات الشيخوخة ! . كيف تمت هذه الاشتغالة ؟

قبل أن يطفئ التليفزيون ، كان على موعد على مشهد آخر من مشاهد المسلسل ، وجه فيه أحمد فهمي سؤلًا لأكرم حسني عن أصل كلمة “الديك الرومي” ؟

فقال أكرم : هناك عالم اسمه ألفريد رومي هو من اخترع الديك الرومي والجبنة الرومي لذلك سموه بالاسم دا !

فقرر أحمد السيد أن فكرة إغلاق التليفزيون للأبد غير كافية ، ليست على قدر الحدث ! ، وحمل التليفزيون إلى البلكونة ، وبكل تلقائية ألقاه من الدور السابع ، متمنيًا له النجاح والتوفيق لما هو قادم .. ثم نام مرتاح!

 

إقرأ أيضا
إيران

(صفرا – سلسلة مقالات لا تأخذها على قلبك بل اقرأها بقلبك)

 

الكاتب

  • أحمد فهمي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
73
أحزنني
5
أعجبني
47
أغضبني
12
هاهاها
36
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (4)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان