همتك نعدل الكفة
1٬597   مشاهدة  

الثوابت الوهمية .. على سبيل الاتفاق

الثوابت الوهمية .. على سبيل الاتفاق ..............................الثوابت الوهمية .. على سبيل الاتفاق
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



فيه مجموعة من النقط المهمة لازم نوضحها في البداية، وهي أن خلال السلسلة دي هاعتمد على مصادر إسلامية، على رأسها القرآن ثم تفاسيره المتنوعة وكتب الحديث والسيرة، مع محاولة التفكير في ضوء الفترات الزمنية والأحداث التاريخية… والتفكير المنطقي.

فيه كمان قواعد “إسلامية” مش هتجاوزها وأنا شغال ع السلسلة دي:

أي آية هي قطعية الثبوت (سليمة وصحيحة من غير نقاش) وأي حديث هو ظني الثبوت (إحتمال يكون صح وإحتمال لأ).

فيه كمان حقايق تاريخية ضروري أي حد هيتابع الرحلة معانا يكون عارفها عشان هتنفعه.. وهتمنع عنه الخضة أو اللبس، زي مثلًا أن “البخاري” و”مسلم” دول مش من الصحابة، وماحدش فيهم قابل النبي.. ولا حتى قابل حد شاف النبي من بعيد، والكلام ده مش يخص الأتنين دول بس.. إنما يخص كل اللي جمعوا الحديث، يعني أي كتاب تقرا عليه عنوان (صحيح فلان) تكون واثق كده أن فلان ده أتولد -على الأقل- بعد أكتر من قرن من تاريخ وفاة النبي.

النبي توفى سنة 632م، تعالوا نشوف أشهر من جمعوا الحديث أتولدوا أمتى: (إسحاق 778م – أحمد 780م – البخاري 810م – أبي داود 817م – مسلم 821م – الترمذي 824م  – ابن ماجة 824م – النسائي 829م).

ده يخلينا مش بس نشوف أن الباحثين دول عاشوا بعيد قوي عن زمن النبي، إنما كمان يخلينا نلاحظ أن أغلبهم من نفس الدُفّعَة. وممكن مستقبلًا حد يرصد بالتفصيل، من تاريخ الدولة الإسلامية، إيه الأحداث والأجواء المسيطرة على نهايات القرن التامن وبدايات القرن التاسع ومدى تأثيرها على ظهور حركة جمع الحديث والسُنة وأزدهارها في الفترة دي.

ده كان عن الحديث أما بالنسبة للمذاهب الأربعة: (مالكي، شافعي، أبو حنيفة، أبو حنبل) تعالوا نشوف تواريخ ميلاد الفقهاء الأربعة الكبار دول:

  • الإمام أبو حنيفة النعمان ولد سنة 699م، وتصادم مع الدولة مرتين، مرة أثناء حكم الأمويين حيث رفض العمل مع والي الكوفة “يزيد بن عمر بن هبيرة”، فما كان من الوالي إلا أن أمر بضربه وحبسه.. وهرب بعدها الإمام إلى مكة. الصدام التاني كان وقت حكم العباسيين، وساعتها وقع مع الخليفة ذات نفسه، وكان وقتها “أبي جعفر المنصور”، حيث رفض أن يتولى منصب قاضي القضاة، فما كان من الخليفة إلا أن وضعه في السجن حتى مات فيه.
  • الإمام مالك ولد سنة 711م، ومن الثابت أن والي المدينة “جعفر بن سليمان”، وبسبب خلاف سياسي، أمر بضربه على رؤوس الأشهاد ووسط مريديه، وهناك خلاف هل العلقة دي كانت بأمر من الخليفة أبي جعفر المنصور ولا بدون علمه.
  • الإمام الشافعي ولد سنة 767م، وبسبب خلاف مع والي اليمن كاد أن يتم إعدام الشافعي على يد الخليفة هارون الرشيد، وفي عهد الخليفة المأمون غادر بغداد، بسبب خلاف فقهي بينه وبين الدولة، وأنتقل للعيش في مصر، ولخلافه الفقهي مع الإمام مالك بعض أتباع الإمام مالك طالبوا الوالي بطرده من البلاد، لكنه بقى هنا حتى وفاته.
  • الإمام أحمد بن حنبل ولد سنة 780م، وبسبب خلاف فلسفي تم سجنه وتعذيبه لشهور طويلة، وتعاقب على سجنه وتعذيبه 3 خلفاء، أصل الموضوع كان كبير، ومعروف في تاريخ الإسلام باسم “الفتنة الصغرى”، وهي عبارة عن خلاف حول ماهية القرآن، وهل هو مخلوق أم أزلي، معضلة طارت فيها رقاب كتير، تقريبًا ماحدش حلها بشكل عقلاني غير المبدع أمل دنقل في الورقة السادسة من أوراق بن نواس:

(لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ.
مخلوقًا.. أو أزَليّ.
بل سَلْني إن كان السُّلطانْ.
لِصًّا.. أو نصفَ نبيّ).

 

التعريف السريع ده يوضح لنا أن الأمة الأربعة همه كمان ماحدش فيهم شاف النبي ولا حتى قابل حد من الصحابة، وإن أقدم واحد فيهم أتولد بعد أكتر من قرن من وفاة النبي، فيه نقطة كمان مهمة بالنسبة لموضوع المذاهب، وهي أننا نبقى عارفين أن المذاهب أكتر من 4 بكتير، ولكن تم حصرهم في 4 فقط وقت حكم المماليك، وتقدروا تراجعوا القصة دي باستفاضة في كتاب مهم جدًا اسمه “العالقون في العصور الوسطى” للباحث د. علي بريشة، اللي يخصنا هنا هو أن المذاهب دي آراء بشر اجتهدوا وفكروا وقالوا رأيهم بناء على فهمهم للدين، بالتالي فهمهم ده شارح للدين مش جزء منه.

كمان مهم التأكيد على نقطة مهمة جدًا وهي أهمية قراية تاريخ الفترة اللي ظهر فيها النص “أي نص”، عشان نقدر نكون صورة واضحة، قدر الإمكان، عن ملابسات وجود النص وبالتالي ما يترتب عليه من أحكام/دلالات.

نقطة أخيرة مهمة وهي نقطة القدسية، المقدس هو النص القرآني، أما تفسير الإمام فلان أو الإمام علان أو رأي الصحابي كذا فمالهوش أي قدسية، ومش محتاج توضيح أن من العبث تقديس كل كلمة قالها كل شخص قرأ القرآن واجتهد في فهمه وشرحه.

إقرأ أيضا
مكافحة التيفود - فاطمة المتسولة

هاعتمد في عملية التوثيق على ذكر اسم المصدر، وبما أن المقال واصل لحضراتكم أونلاين تقدروا بضغطة زر تبحثوا وتتأكدوا من صحة المرجع والاقتباس.. ده طبعًا غير أني هاحاول استغل التكنولوجيا قدر المستطاع في تضمين اللينكات والاقتباسات داخل كل مقال.

في السلسلة دي هتعرض لبعض الثوابت الإسلامية وأوضح أنها مش ثوابت ولا حاجة وأنها أراء خلافية زي “الحجاب”، اللي هنخصص له الموسم الأول من السلسلة، وبعضها لا علاقة له بالدين أساسا زي “حد الرجم” أو “عذاب القبر” و”حد الردة” اللي بيتنافوا صراحة مع نصوص قرآنية.. وغيرهم من الثوابت الوهمية.

اقرأ ايضًا

ألهاكم التكاثر

الكاتب

  • الثوابت الوهمية رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
43
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان