الثوابت الوهمية (الجزء الرابع: عذاب القبر) 01 – يا عذاب القبر

لو دورنا عن منبع حدوتة الحياة جوه القبر هنلاقيلها -زي حاجات كتير في الكوكب- لها أصل مصري قديم، تحديدًا في أسطورة أيزيس وأوزوريس ومنه نقل كهنة الديانات الإبراهيمية “اليهودية – المسيحية – الإسلام”، وكل ديانة منهم استخدمت الأسطورة حسب قدرتها واحتياجها للسيطرة على عقول اتباعها.

سليم حسن، قال أن كل شئ في الشعائر الدينية كان يشير إلى الأهتمام بمصير جسد الإنسان عند الموت أكثر من نفسه أو روحه، وأن الإهتمام بمصير جسد الميت أزداد بعد طغيان عقيدة إيزيس وأوزوريس، حيث كان أمل الميت أن يعود جسده للحياة السوية كما حدث فى الأسطورة.

الشكل المصري للأسطورة

فيه أكتر من رواية عن مصير الميت بعد دفنه، وأزاي هيتحساب أمام أوزوريس.. الإله عالم الموتى وسيد القضاء للموتى في قبورهم، عالم المصريات الألماني أدولف إرمان في كتابه ديانة مصر القديمة أن الميت بيصحى في القبر متجسد زي ما هو.. كأن الروح بترجع له تاني، وهي نفس الفكرة اللي بيتبناها فقهاء الزوايا خصوصًا زي أي مستول ديني بيدعي للميت قبل دفنه.. وتصور كوميدي كتير مننا مصدقينه بسبب الناس دي.. ولو قروا كتاب إرمان هيضحكوا على سذاجة الأسطورة المصرية القديمة.

فيه كمان التعويذة 125 من كتاب الموتى بتصور مشهد لمحاكمة ميت في قبره، أوزوريس على عرشه وقصاده رمز أنوبيس وأبناء حورس وآكل الموتى “حيوان مرعب يتشكل من تمساح وأسد وسيد قشطة”، القاعة تضم كمان قضاة أوزوريس وعددهم 42 قاضي، بعدد مقاطعات مصر القديمة، يتوزن قلب الميت في الميزان ويسجل (تحوت) كاتب الآلهة النتيجة ويبلغها لأوزوريس.

الحركة الوهابية VS الدولة المصرية

ظهور الدعوة الوهابية في صحراء العرب (السعودية حاليًا) تزامن مع نهضة محمد علي بمصر، واللي طور مصر كدولة بمعنى الحديث للكلمة من خلال التعليم والصحة والزراعة والطرق، حتى الدين نفسه طالته يد الباشا.. فتم تحجيمه بشكل كبير داخل الأزهر والخطب المنبرية وماسمحلوش يتدخل في الحياة السياسية.

خلال حكم محمد علي (كوالي عثماني) تم تكليفه أكتر من مرة بالقضاء على الوهابية، اللي تحولت لحركة سياسية مسلحة بعد تحالف مؤسسها محمد بن عبد الوهاب مع حاكم الدرعية ومؤسس الدولة السعودية الأولى، محمد بن سعود. مهمة نجح فيها الباشا بحملات متتالية ع الحجاز.. لغاية ما نجح ابنه، إبراهيم باشا، في حاصر “الدرعية” ثم سحقها تمامًا وتسليم كبيرهم (عبد الله بن سعود) لأسطنبول.

 تمثال إبراهيم باشا

بموت محمد علي اشتدت دولة آل سعود المدعومة دينيا بالوهابية، شكل أولي للإسلام السياسي، مع بداية الحرب العالمية الأولى ألتفت الإنجليز لأهمية استخدامهم وكمان استخدام الثورة العربية بقيادة الشريف حسن، وفعلا قدمت أنجلترا كل أشكال الدعم السياسي واللوجيستي للطرفين، وزي ما كان لورانس العرب ممثلها عند العروبين كان شكسبير العرب ممثلها عند آل سعود الوهابيين.

تساؤل الجزء

إقرأ أيضا

محمد محي والرهان الدائم على الجمهور

عصر النفط سمح للوهابية تدخل وتغزو عقول المصريين، فقاموا بتصدير العديد من الخرافات بعضها كان تطوير لأفكار قديمة لأجدادنا، وكإنها بضاعتنا ردت إلينا، منها عذاب القبر. بس رغم الانتشار الهستيري يبقى السؤال قائم: هل عذاب القبر “معلوم من الدين بالضرورة”؟

ده السؤال اللي هنوضح إجابته خلال حلقات الجزء ده من سلسلة الثوابت الوهمية.

إقرأ أيضاً

الثوابت الوهمية.. (الجزء التالت: تحريم الرق) 07 – الرقيق.. كوينز الجنة وجزرة الجهاد