همتك نعدل الكفة
840   مشاهدة  

الثوابت الوهمية (الجزء الرابع: عذاب القبر) 02 – جبريل V.S البخاري

عذاب القبر
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



يا مرحب بيكم في الحلقة الحلقة التانية من عذاب القبر، رابع أجزاء سلسلة الثوابت الوهمية، زي ما أتفقنا الحلقة اللي فاتت (يا عذاب القبر) هنجاوب الحلقة دي على سؤال:

هل عذاب القبر معلوم من الدين بالضرورة ولا واحد من الثوابت الوهمية؟

المعلوم من الدين بالضرورة

مبدئيا مافيش قايمة معروفة بالاسم ده، والمصطلح نفسه مالهوش أي وجود في صدر الإسلام، تقريبيا ظهر في عصر الدولة العثمانية أو بالكتير قوي أواخر العصر العباسي، الفترة المعروفة إنها كانت عصر الجمود الفكري أو عصور الظلام في الشرق.

في أفضل الأحوال هنوصل لهيكل ما يمكن الاتفاق عليه نوعًا ما وهو عبارة عن (أركان الإسلام الخمسة + أركان الإيمان الستة، بالإضافة للمحرمات القطعية في القرآن زي الشرك بالله والسرقة والزنا وقتل النفس بغير حق وأكل الخنزير)، الهيكل ده يخص المعسكر السُني فقط لا غير، لأن المعسكر الشيعي عنده معلوم تاني من الدين بس بالضرورة برضك.. زي عصمة الأئمة مثلًا ومفهوم الإمامية نفسه.

عذاب

 أركان الإيمان

إرهاب المصطلحات

من أهم أدوات الكهنوت الإسلامي “غير الرسمي” في السيطرة على الفرد أو الجماعة المؤمنة هو المصطلح، فالمصطلحات الفقهية مهجورة حياتيًا لا يعرفها إلا المتخصصين وبعض المهتمين ويصعب على الغالبية فهمها، ومن أهم المصطلحات اللي بتنفجر في وش المسلم العادة (وتخصنا في سياقنا هنا) هي: قطعي الثبوت، ظني الثبوت، قطعي الدلالة، ظني الدلالة، بالإضافة لتراكيبهم سوا في ثنائيات تجعل المسلم من دول يتنح وعقله يتحول من أداة قادر على فرز المنطقي من العبثي والصح من الغلط والمعقول من اللا-معقول إلى عبوة سهلة التعبئة بأي حكاية.

الثابت والظني

قطعي الثبوت = أتقال فعلًا ومافيش أي شك فيه، وده ينطبق فقط على القرآن وحده لا شريك له.

ظنّي الثبوت = أحتمال يكون أتقال، ده كل ما وصلنا عن النبي والصحابة وآراء التابعين.

قطعي الدلالة = له معنى واحد مافهوش لَبّْس، زي كده (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).

ظني الدلالة = معناه مش قاطع وفيه احتمالات، ودي فيه منها كتير زي ما هو واضح من تعدد المذاهب والفرق والملل والنحل.

عذاب

كتاب الملل والنحل للشهرستاني

معادلات فقهية

التركيبات بين المصطلحات سالفة الذكر عددها 4 فتعالوا نترجمهم سوا ونشوف أمثلة عليهم، عشان ده هيساعدنا كتير في فهم تفاصيل الجزء ده بشكل خاص.. وفك جزء من طلاسم الفقه بشكل عام.

قطعي الثبوت قطعي الدلالة = كلام أتقال فعلًا وله معنى واحد لا خلاف عليه، ده كده يبقى نص آية قرآنية معناها لا خلاف.. عليه زي مثال الآية 43 – البقرة (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).

قطعي الثبوت ظني الدلالة = كلام أتقال فعلًا بس فيه خلاف على معناه، ده يبقى نص قرآني معناها مش صريح تماما.. زي ما في الآية 31 – النور (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)، هنا فيه خلاف على كلمة “الزينة” هل المقصود معناها اللغوي المعروف (الثياب والحُلي) ولا مستخدمة كمجاز للتعبير/الإشارة لمفاتن الجسم.

ظني الثبوت قطعي الدلالة = الكلام ده احتمال يكون أتقال لكن معناه مافهوش أي لخفنة، زي كده حديث: (المسلم من سلم الناس من لسان ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم أموالهم) – صحيح الترمذي. فبما أنه حديث فهو “ظني الثبوت / مش أكيد” بس معناها واضح تمامًا.

ظني الثبوت ظني الدلالة = كلام احتمال يكون أتقال ومعناه مختلف عليه، وده هنا يبقى حديث أو رواية عن النبي أو صحابته أو آراء التابعين.. وكمان المعنى مش قاطع وينفع الخلاف عليه.

عذاب

 أنشتاين

إقرأ أيضا
محمد فوزي

تصحيح المفاهيم

بناء على ما سبق عرفنا أن “المعلوم من الدين بالضرورة” كمصطلح مخترع جديد نسبيًا.. وفضفاض حبتين، والأهم أن عذاب القبر مش ضمن حدوده تحت أي وضع.

كمان عرفنا حاجة مهمة جدًا، وهي أن الحديث.. أي حديث ومهما كانت درجة صحته يفضل “ظني الثبوت”، فاللي يقول أن حديث نسخ آية.. احدف له بوسة وسيبه في خيالاته وكمل سكتك، القاعدة أن أي حديث أو رواية تتعارض مع القرآن هو/ي بالضرورة غلط.

تدليس كهنة الأحاديث

فيه محاولات مستميتة من كهنة المعسكر السُني لرفع مرتبة السُنة لتساوي القرآن، بل أن هوس كهنة المسلمين بإعلاء مرتبة السُنة القولية “الأحاديث” وصل لدرجة الكلام عن أن الحديث يمكن أن ينسخ (يلغي) حكم آية قرآنية.

YouTube player

فيديو محمد حسان: الحديث ينسخ الآية

عادة الناس دي بتعتمد على مثال أن الصلاة مذكورة في الآية 238 – البقرة بدون توضيح لعددها ولا وقتها ولا أي من تفاصيلها (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، وده ما يطلق عليه كلمة حق يراد بها باطل.. لأن السُنة النبوية نفسها مقسمة لقسمين (فعلي/قولي).

بمعنى أفعال النبي وأقوال النبي.. الأفعال زي الصلاة دي أتنقلت جيل بعد جيل وبشكل عملي وجمعي وبلا إنقطاع، في حين الأحاديث عبارة عن كلام شفاهي أتنقل من ودن لودن وأساسا مافيش أي من جامعي الحديث عاصر النبي، ودي حكاية مشروحة بالتفصيل والتواريخ هنا.

والفرق هنا كبير جدًا يقدر أي زي عقل يستوعبه ببساطة لما يقارن بين قد إيه هو وجيله قادرين يفتكروا قواعد الألعاب اللي لعبوها في طفولتهم وقد إيه قادرين يفتكروا الحواديت اللي كانت بتتحكيلهم أو القصص والروايات اللي قروها.

الكاتب

  • عذاب رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان