الثوابت الوهمية .. تفسير التفسير
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
النهارده هنكمل كلامنا عن الحجاب، سبق ورصدنا الحجاب في القرآن.. بداية من الحلقة دي هنسيب النص القرآني وندخل على فهم البشر للنص، هندور ورا كل آية من الأيات اللي استعرضناهم ونشوف رأي المفسرين فيهم إيه، أو بمعنى أدق فهموا إيه وشرحوه أزاي؟ وهل فيه اتفاق على فهمهم للآيات ولا لأ، ولو فيه فهل الاختلافات دي سهلة وقريبة ولا صعبة وموضوعية قوي.. ولا…، نسيبنا من المقدمات ونخش في الموضوع.
البحث بقى سهل جدًا عن طريق الأنترنت، أنا مثلًا اعتمدت هنا على موقع جامعة الملك سعود، الموقع بيقدم خدمة المصحف الإلكتروني بحيث المستخدم غير القراية العادية للمصحف.. يقدر يوصل لعدد من التفسيرات لكل آية، أشهرها: (الطبري 838م، البغوي 1044م – تقريبًا، القرطبي 1214م، ابن كثير 1301م – تقريبًا).
بس خلونا الأول نشرح ببساطة عملية تفسير القرآن عند المفسرين بتبقى عبارة عن إيه.
المفسرين الكبار زي القرطبي مثلا بيعتمدوا على جمع روايات عن صحابة قالوا فهمهم للآية -أي آية- وملابسات الحدث اللي قال فيه الرأي ده أو حدث أستدل به على تفسيره، ثم يفكروا همه بقى بعقلهم ويستنتجوا رأي يقدموه ويختموه بمقولة “والله أعلم”؟
جرت العادة دايما أن المشايخ عمومًا والسلفيين خصوصًا بيمسكوا قوي في رأي أتنين ابن مسعود وابن عباس، ودي حاجة غريبة جدًا وغير منطقية بالمرة.. لأن فيه خلاف بين ابن مسعود وبين معسكر أهل السنة والجماعة المفترض إنه خلاف جوهري جدًا، خلاف على النص القرآني نفسه.
خلونا نجيب الموضوع من الأول عشان غالبا فيه ناس مش عارفة إيه الحكاية دي. الصحابي الجليل ابن مسعود، كان من أهم حفظة القرآن، وفيه حديث منسوب للنبي بيقول: (مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ ، فَلْيَقْرَأْ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ).. كنية عبد الله بن مسعود.
لحد هنا وده كلام كويس جدًا فين المشكلة بقى؟؟
المشكلة أن ابن مسعود وقت جمع القرآن اختلف مع اللجنة المسؤلة عن عملية الجمع، المعينة من الخليفة عثمان بن عفان، والخلاف ماكنش على حاجة صغيرة.. ده كان على سورتين، أه.. سورتين.
ابن مسعود كان مُصر أن المعوذتين مش قرآن.. وإنهم مجرد أدعية النبي بيكررها كتير مش أكتر، ورفض يسلم مصحفه عشان يتحرق -زي باقي الصحابة اللي كان عندهم مصاحف- وإعلان الاتفاق على النسخة الوحيدة الباقية والمعروفة باسم مصحف عثمان. وهي الأصل لكل نسخ المصاحف عندنا كمسلمين سنة. والحكاية دي موجودة في صحيح البخاري وعند الأمام أحمد وغيرهم من المصادر الإسلامية زي الحافظ ابن حجر في فتح الباري. والسلفيين مابينكروش بس بيأكدوا أن المرحوم في الأخر عرف غلطه وسلم مصحفه واعترف بمصحف عثمان.. كده بدون تفاصيل.
عشان كده باستغرب أن مشايخ وفقهاء “أهل السنة والجماعة” يكون أهم منبع عندهم للتفسير هو نفس الشخص اللي طعن في دقة مصحف عثمان.
أما ابن عباس فكان له رأي بإجازة جواز المتعة.. هنلاقيه في فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ويقول البعض أنه ماستمرش على رأيه ده ورجع عنه زي البغوي اللي قال في (شرح السنة) ج9، ص: 100: “أتفق العلماء على تحريم نكاح المتعة، وهو كالإجماع بين المسلمين، وروي عن ابن عباس شيء من الرخصة للمضطر إليه بطول الغربة، ثم رجع عنه حيث بلغه النهي”.. كما ورد في موقع الإمام بن باز.
وارد أن مشايخ وعلماء أهل السنة شافوا أن ابن مسعود وابن عباس كانوا مخطئين، بس خطائهم ده أمر عادي لإنهم بشر، ومش عشان الشخص أخطأ في موضوع يبقى نرمي كل علمه.
طبعًا لو دي حسبتهم تبقى حاجة تفرح.. كلام جميل وعين العقل، بس ياريت ماينسهوش في باقي القضايا الخلافية.
كده بقينا عارفين الآية اللي عايزين تفسيرها.. وأتعرفنا على أشهر المفسرين.. وعرفنا كمان المفسرين بيعتمدوا في آرائهم على إيه.. ومصادرهم مين، وأهم حاجة عرفناها.. أن الرواة والمفسرين وارد جدًا يغلطوا بالتالي وارد جدًا الخلاف معاهم في الرأي، وفي حاجات كبيرة مش لازم تبقى تفاصيل صغيرة، ده في بداية الإسلام ابن مسعود أختلف على وجود سورتين.. مش هنختلف إحنا النهارده على معنى آية.
من الحلقة الجاية هنشوف المفسرين دول فهموا الآية 31 من سورة النور أزاي؟ وفهمهم ده بناء على إيه؟، بس نصيحة لأي حد دخل على طول في الحلقة دي ياريت يرجع يقرا الاتفاق
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مساء الخير، سؤال لو سمحت، هو في قرأن للسنة وقرأن اخر للشيعة؟
شكرا يا رامي انا فهمت خلاص، بس عندي سؤال غيره ليك، انت قلت لفظاً (قرأن السنه) وهو نفس الكتاب هنا وهنا.