همتك نعدل الكفة
915   مشاهدة  

الجاهلية وصدر الإسلام أنقى من مجتمعنا “المطلقات نموذجًا ودليلاً”

المطلقات
  • خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد



ما أسهل لفظ الطلاق وما أصعب ما يترتب عليه من نتائج على المطلقات ؛ فبمجرد أن يقول الرجل لزوجته أنتِ طالق تنتهي العلاقة بين الرجل وزوجته ! لكن تبدأ بعدها الصعوبات وليس المقصود بالصعوبات هنا إجراءات الطلاق أو المطالبة بالحقوق وإنما نظرة المجتمع.

مجمعتنا ونظرته إلى المطلقات والأرامل

الطلاق
الطلاق

نظرة المجتمع للمرأة المطلقة وسعيها للزواج مرة أخرى فهي من أكثر الصعوبات التي تواجه المرأه بعد طلاقها، بل إن الزوجة تفكر 1000 مرة قبل أن تطلب الطلاق من زوجها وتحرص دائمًا على المحافظة على استمرار حياتها الزوجية  حتى لو كانت تعيش حياة بائسة مع زوجها وحتى لو طلبها كان لسبب وجيه لا يختلف عليه إثنان، فحياتها البائسة هذه أفضل عندها من أن تأخذ لقب مطلقة وتواجه نظرات المجتمع لها الذي لا يرحم المطلقات ولا يفضل بالزواج منهن في كثير من الأحيان.

فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ

المجتمع ينظر للمطلقة نظرات فيها شك وريبة ! فأول ما تواجهه المرأة المطلقة من المجتمع بعد طلاقها هو اتهامها بأنها امرأة سيئة لم تستطع المحافظة على بيتها ويحملونها مسؤلية طلاقها، على الرغم من أن الطلاق رخصة شرعية لكل رجل ولكل امرأة في حال عدم التفاهم بينهما  “فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”.

المرأة المطلقة أو الأرملة في نظر المجتمع بضاعة تم استهلاكها لا تصلح أن تكون زوجة مرة أخرى، وهذه العقلية موجودة في شريحة كثيرة من المجتمع وهذا الطرح سطحي جدًا لأنه يحصر الزواج في خانة الجنس فقط، وسوف تندهش أيها القارىء العزيز عندما أقول لك أن معظم هذه الشريحة من النساء.

اقرأ أيضًا
العصمة والطلاق في السينما المصرية .. إنهم يتبعون دين جديد

أغلب الأمهات وأخوات الأزواج الكبار يفضلن لأبنائهن أن يتزوجوا من بكر وخصوصًا لو كانت هذه أول زيجة له حتى يستمتعن بسماع ضرب النار، وأظنك تذكرت مشهد الفنانة إنعام سالوسة في فيلم محامي خلع للفنان هاني رمزي عندما صرح لهم أنه يريد أن يتزوج فتحسرت أمه عندما علمت أن العروسة سبق لها الزواج فقالت “كان نفسي تاخد بنت بنوت كده واسمع بوداني ضرب النار”؛ فإنعام سالوسة في هذا المشهد تعبر عن قطاع عريض من النساء اللاتي لا يحببن لأبناءهن الزواج من مطلقة أما ما كان يشغل أبيه هو أنها أغنى منه وقد تتحكم فيه !.

ومن النظرات الدنيئة التي ينظر إليها المجتمع للمرأة المطلقة أو الأرملة  أنها إمرأة سهلة الإغواء وسهل الوصول إليها، وذلك لأنها قد سبق لها الزواج وفقدت عذريتها فلا تخشى الفضيحة ولا كلام الناس فأصبح بعض العاطلين من أهل الدناءة والخسة يظنون أنها قد تمارس الجنس بأريحية وبدون أن يتم فضحها فيما بعد وهذا ما يجعل بعض من هؤلاء يميلون للعلاقة مع امرأة متزوجة أيضاً.

الأرامل والمطلقات في مجتمع الجاهلية وصدر الإسلام

خريطة مكة المكرمة
خريطة مكة المكرمة

إذا نظرنا إلى عصر الصحابة سنجد مجتمع مغاير تماماً عن المجتمع الذي نعيشه فنجد إذا تصفحنا سيرتهم أنه إذا مات صحابي أو قام بتطليق زوجته يسارع صحابي آخر بالزواج منها من غير حرج أو بأس فهذة الصحابية الكريمة (عاتكة) تزوجت بأربع من الصحابة منهم عبدالله بن أبي بكر ومات عنها فتزوجها الفاروق واستشهد وتزوجها بعد ذلك الزبير بن العوام وكان يحبها ويغار عليها لم يقولوا أنها تجلب المصائب بل قالوا من أراد الشهادة فعليه بعاتكة.

إقرأ أيضا
ربة منزل

وهذة أسماء بنت عميس تزوجت ثلاث مرات أولهما سيدنا جعفر بن أبي طالب وأنجبت منه وكانت تحبه حباً شديدأ وتفتخر بأنها زوجة جعفر ولما استشهد نعته بتلك الأبيات ”فآليتُ لا تنفكُّ نفسي حزينةً عليكَ، ولا ينفكّ جلدي أغبرا فاللّهِ عينا من رآى مثلهُ فتىً ، أكرّ وأحمى في الهياجِ وأصفرا”  وتزوجت من أبي بكر الصديق بعد انقضاء عدتها مباشرة ولما مات تزوجت من سيدنا علي بن أبي طالب وأنجب منها وكان يلاعب أبنائها ويذكر أزواجها السابقين بالخير، هكذا كان مجتمع الصحابة وما قبله  لا يرفضون المرأة سواء مطلقة أو أرملة، ولا ننسى أن سيدنا رسول الله وهو أفضل البشر لم يتزوج بكراً غير واحدة وهي السيدة عائشة وكل زوجاته إما أرامل أو مطلقات، بل إن شبابه قضاه مع زوجته الحُبابة السيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت تكبره ب15 عام بل كانت أرملة ولديها أبناء، ولم يكن في مجتمع رسول الله حرج من هذا ولم يعاتبه عمه أو أحد من أهله بسبب هذه الزيجة بل كانوا ينظرون إلى خديجة على أنها السيدة الشريفة ذات الحسب والنسب لا الأرملة أم العيال.

لو تيسر الزواج من الثيب سواء كانت مطلقه أو أرملة، وصار مقبولا اجتماعيا سوف يتيسر الطلاق عند عدم التفاهم أو إستحالة العيشة بين الطرفين، ولم يكن الطلاق بعد ذلك وصمة أو عار في جبين المرأة ، فتتزوج مرة ثانية أو ثالثة كما شاءت وهذا ما كان عليه المجتمع العربي قبل الإسلام وبعد الإسلام.

الكاتب

  • المطلقات محمد سعد

    خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان