الجرائم الجنسية ضد المرأة والطفل ودور موقع PornHub فيها

مجال الأفلام الإباحية هو من أكثر المجالات تأثيرًا على المرأة سواء كانت تعمل في هذا المجال أم لا، فإذا كانت تعمل فيه فهي الأكثر تعرضًا للجرائم الجنسية مثل التحرش والاغتصاب كما أن العاملات في هذا المجال يتم وصمهن إجتماعيًا حتى وإن تركوه كما يحدث مع ميا خليفة.

أما إذا لم تكن المرأة تعمل في هذا المجال فأن الدراسات أوضحت أنه يوجد علاقة واضحة بين مشاهدة الأفلام الإباحية وتعنيف المرأة ويمكن أن يصل هذا التعنيف إلى القتل فكلًا من القتلى المتسلسلين تيد بندي وإيد كيمبر بجانب غيرهم من القاتلين المتسلسلين كانوا مدمنين للأفلام إباحية. دعنا نركز على أكبر موقع إباحي في العالم PornHub ودوره في الجرائم الجنسية ضد المرأة.
يحصل موقع PornHub على حوالي 42 مليار زيارة كل عام أي 115 مليون زيارة في اليوم. كل عام يتم رفع 6 مليون مقطع إباحي أي أنك تحتاج إلى 169 سنة لمشاهدة المحتوي الذي يتم رفعه في عام واحد.

يكسب مئات المليونات من الدولارات في العام الواحد لكن جزء أساسي من هذه الأرباح ناتج عن مقاطع إباحية لجرائم جنسية حقيقية ضد المرأة.
عندما أجرت صحيفة The Sunday Times تحقيقيًا لاكتشاف كمية المقاطع التي تحتوي على جرائم جنسية ضد المرأة على الموقع كانت النتيجة صادمة لأنهم وجدوا الكثير منهم في دقائق قليلة لجرائم مختلفة مثل التحرش والإغتصاب والإتجار البشري لغرض جنسي والتعنيف الجنسي للأطفال.
فمثلًا في شهر فبراير من هذا العام وجدت أم ابنتها ذات الـ15 عام التي تم خطفها في العام السابق بعد ما تعرفت عليها في أحدى المقاطع الإباحية على الموقع وعندما أخبرت الأم الشرطة وجدوا أن هناك 58 مقطع إباحي للبنت وهي يتم إغتصابها من أكثر من رجل على الموقع. الكارثة الأكبر أن الطفلة ذات الـ15 عام كانت ممثلة إباحية موثقة من قبل PornHub.

في حادثة ثانية تقول روز كاليمبا إنها تم إغتصابها عندما كانت في سن الرابعة عشر وفي يوم من ذات الأيام في 2009 شاهدت العديد من زملائها في المدرسة يرفعون رابط على حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي وعندما فتحته لم تجد روز مقطع واحد لحادثة اغتصابها بل العديد منهم على PornHub. لم تخبر روز عائلتها عن المقاطع لكنها راسلت PornHub طوال 6 شهور متوسلة أن يحذف الموقع هذه المقاطع إلا أنها لم تتلقى إجابة حتى. بعدها بعام فكرت روز أن تنشيء عنوان بريد إلكتروني جديد تتظاهر فيه أنها محامية وارسلت لـPornHub بريد الكتروني مههدة أن ترفع عليهم قضية وفي خلال 48 ساعة كانت كل المقاطع اختفت.

في 2020 حصلت 22 سيدة على تعويض قدره 13 مليون دولار من شركة إنتاج للأفلام الإباحية في قضية رفعوها بسبب خداع أصحاب تلك الشركة لهن ليسجلن أفلام إباحية. عرضت تلك الشركة تلك الأفلام لمدة 8 سنوات على PornHub وكان بعض تلك السيدات مازلن قاصرات في هذه الأفلام ولم يمسح الموقع تلك المقاطع إلا بعد شهرين من بدء المحاكمة.

في 2014، اغتصب جاستن لي 14 إمرأة في تيوان وصور تلك الجريمة في كل مرة ورفعها على PornHub. بالرغم من أن جاستن تم الحكم عليه بالسجن لثمانين عاما إلا أن تلك المقاطع مازلت موجودة على الموقع حتى يومنا هذا.

قالت منظمة رقابة الانترنت أن هناك 118 مقطع يحتوي على جرائم جنسية ضد الأطفال سواء كانت اغتصاب أو تحرش.

أعرف أن بعض الناس سينظرون على كل تلك الحوادث والأرقام ويعجزوا عن لوم PornHub عليهم لأنه في الأول والأخر لا يشجع على الجرائم الجنسية صراحةً وأن إدارة الموقع ليست هي من يقوم برفع تلك المقاطع على الموقع لكن إذا نظرنا إلى سياسات الموقع نرى أن أي أحد يمكنه رفع المقاطع على الموقع دون توثيق موافقة الطرف الأخر أو حتى سنه كما إذا أراد أحدهم أن يتم توثيقه من قبل PornHub كل ما عليه فعله هو رفع صورة لنفسه وهو يحمل لافطة عليه اسم المستخدم الخاص به دون الحاجة إلى توثيق سنه. سياسيات PornHub لا تمنع أن ترفع الجرائم الجنسية ضد النساء والأطفال مما يعني أنها تشجع عليها.

إقرأ أيضا

الحج في الأدب المصري .. بين دهشة “الغيطاني” وعزيمة “هيكل” وفوبيا “محفوظ”

هذه القصص هي عينة بسيطة من الجرائم الجنسية ضد النساء والأطفال وإذا أردنا محاربة تلك الجرائم يجب أن نحارب الأماكن التي تشجع عليها، يمكنك فعل ذلك من خلال توقيع هذه العريضة.