الجلد الاصطناعي..طريقة علاج فعالة للحروق وأمراض الجلد
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الجلد الاصطناعي هو بديل لجلد الإنسان لكن يتم إنتاجه في مختبر، ويستخدم عادة لعلاج الحروق الشديدة. تختلف أنواعه المختلفة في تعقيدها لكن تم تصميمها جميعًا لتقليد بعض الوظائف الأساسية للبشرة على الأقل التي تشمل الحماية من الرطوبة والعدوى وتنظيم حرارة الجسم.
كيف يعمل الجلد الاصطناعي
يتكون الجلد في المقام الأول من طبقتين: الطبقة العليا، البشرة، التي تعمل كحاجز ضد العوامل الخارجية. والأدمة، الطبقة الموجودة أسفل البشرة، التي تشكل ما يقرب من 90 في المئة من الجلد. تحتوي الأدمة أيضًا على بروتينات الكولاجين والإيلاستين التي تساعد في إعطاء الجلد بنيته الميكانيكية ومرونته.
تعمل الجلود الاصطناعية لغلق الجروح، مما يمنع العدوى البكتيرية وفقدان الماء. كما يساعد الجلد التالف على الشفاء. على سبيل المثال، يتكون الجلد الاصطناعي الشائع الاستخدام، “إنتجرا”، من “بشرة” مصنوعة من السيليكون وتمنع العدوى البكتيرية وفقدان الماء، و”الأدمة” القائمة على الكولاجين البقري وعديدات السكاريد المخاطية.
تعمل “الأدمة” في هذه الحالة كأنسجة مصفوفة وهو دعم هيكلي موجود بين الخلايا يساعد في تنظيم سلوكها. تحفز الأدمة الجديدة على التكوين من خلال تعزيز نمو الخلايا وإنتاج الكولاجين. “الأدمة” قابلة للتحلل أيضًا ويتم امتصاصها واستبدالها ب”أدمة” جديدة.
استخدامات الجلد الاصطناعي
يستخدم الجلد الاصطناعي عادة لعلاج إصابات الحروق، خاصة إذا لم يكن لدى المريض ما يكفي من الجلد الصحي الذي يمكن زرعه في الجرح. في مثل هذه الحالات، لا يستطيع الجسم توليد خلايا جلدية بسرعة كافية لشفاء الجلد التالف، وقد تصبح إصابة المريض قاتلة بسبب فقدان السوائل والعدوى بشكل كبير. بالتالي يمكن استخدام الجلد الاصطناعي لإغلاق الجرح على الفور وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
تم استخدام بعض منتجات الجلد الاصطناعي مثل “أبليجراف” لعلاج الجروح المزمنة، مثل القرحة، وهي جروح مفتوحة تلتئم ببطء شديد. يمكن أيضًا تطبيقها على اضطرابات الجلد مثل الإكزيما والصدفية، التي غالبًا ما تمتد على جزء كبير من الجسم وقد تستفيد من الجلود الاصطناعية المحملة بالأدوية، التي يمكن أن تلتف بسهولة حول المنطقة المصابة.
بصرف النظر عن استخداماته في البيئة السريرية، يمكن أيضًا استخدام الجلد الاصطناعي لنمذجة جلد الإنسان للبحث. على سبيل المثال، يتم استخدامه كبديل للاختبارات على الحيوانات، التي غالبًا ما تستخدم لقياس كيفية تأثير مستحضرات التجميل أو المنتج الطبي على الجلد. ومع ذلك، قد يسبب هذا الاختبار ألمًا وانزعاجًا للحيوانات ولا يتنبأ بالضرورة باستجابة جلد الإنسان. استخدمت بعض الشركات مثل لوريال بالفعل الجلد الاصطناعي لاختبار العديد من المكونات والمنتجات الكيميائية.
كما يمكن استخدامه أيضًا لتطبيقات بحثية أخرى. بما في ذلك كيفية تأثر الجلد بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية وكيفية نقل المواد الكيميائية الموجودة في واقي الشمس والأدوية عبر الجلد.
أنواع الجلد الاصطناعي
تقلد الجلود الاصطناعية إما البشرة أو الأدمة، أو كل من البشرة والأدمة في استبدال الجلد “كامل السماكة”. تعتمد بعض المنتجات على مواد بيولوجية مثل الكولاجين. أو مواد قابلة للتحلل لا توجد في الجسم. يمكن أن تتضمن هذه الجلود أيضًا مادة غير بيولوجية كمكون آخر.
كما تم إنتاج الجلود الاصطناعية عن طريق نمو صفائح من خلايا الجلد الحية المأخوذة من المريض أو البشر الآخرين. أحد المصادر الرئيسية هو بقايا الأطفال حديثي الولادة، التي تؤخذ بعد الختان. غالبًا ما لا تحفز مثل هذه الخلايا جهاز المناعة في الجسم. كما تسمح للأجنة بالتطور في أرحام أمهاتهم دون أن يتم رفضها – وبالتالي تقل احتمالية رفضها من قبل جسم المريض.
تحسين الجلد الاصطناعي للمستقبل
مع أنّ الجلد الاصطناعي قد أفاد الكثير من الناس، إلا أنه يمكن معالجة عدد من العيوب. على سبيل المثال، البشرة الاصطناعية باهظة الثمن لأن عملية صنع مثل هذه البشرة معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون، كما هو الحال في الصفائح المزروعة من خلايا الجلد، أكثر هشاشة من الجلد الطبيعي.
مع استمرار الباحثين في تحسين هذه الجوانب وغيرها، ستستمر الجلود التي تم تطويرها في المساعدة في إنقاذ الأرواح.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال