الجمهور عاوز كده

تلك الجملة التي كانت تستخدم من أجل التخلص من أي تأنيب عندما تقدم أي عمل مسف أو دون المستوى، ويكون التبرير جاهز أن ” الجمهور عاوز كدة ” وأن هذه هي ذائقة الجمهور.

اقرأ أيضًا 
الخطة الخليجية لابتلاع السينما المصرية .. مستقبل الفن المصري في خطر

وظلت تلك الجملة تستخدم كدليل وبرهان تدني ذوق الجمهور وجهله، ومع الوقت ومع الأيام أثبت الجمهور بالفعل إنه عاوز كدة ولكن “كدة” التي يقصدها الجمهور كانت شيء آخر ومختلف.

منذ بداية ظهور السينما وعلاقات الزواج والقرابة توفر دائما فرص أكبر في ظهور نجوم وفنانين، ومنذ بداية ظهور السينما ونحن نشاهد الزوج الذي يخرج لزوجته أو ينتج لابنته ليقدمها للجمهور ويوفر لها فرص ظهور أكبر وأفضل من غيرها، شأنه شأن أي مجال فعلاقات القرابة والنسب دائما يصاحبها مجاملات لأصحاب المهنة الواحدة.

وهناك أمثلة عديدة أشهرها أنور وجدي الذي كان ينتج ويخرج لزوجته ليلى مراد وقدما سويا سلسلة من الأفلام الناجحة الموجودة بيننا إلى الآن، مثل أفلام “قلبي دليلي” الذي يدخل في قائمة أفضل مائة فيلم في السينما المصرية، وليلى بنت الفقراء وليلى بنت الأغنياء وغيرها.

أحب الجمهور ذلك الثنائي، وشاهد أفلامهما ونجحها ولا زالت موجودة إلى الآن، لا نستطيع أن نقول أن أنور وجدي فرض علينا ليلى مراد، لأن ليلى كانت موهوبة ولديها القبول، ولم يشعر الجمهور أنها مفروضة عليه فأحبها وتهافت عليها وقبل أعمالها وحزن عندما اعتزلت وتركت المجال سواء الغناء أو التمثيل.

وهناك نموذج صلاح ذو الفقار الذي أنتج لزوجته شادية والتي أيضا أحبها الجمهور ولم يرفضها ولم يستهجن العلاقة ولم يشعر أنها مفروضة عليه أو أن صلاح ذو الفقار وشركته للإنتاج تلوي ذراع الجمهور وتفرض عليه شادية لمجرد أنها زوجة المنتج بل على العكس لأن شادية كانت موهوبة ولديها كاريزما القبول أحب الجمهور ذلك الثنائي وأحتفى بهما ورحب بأعمالهما، ولأنه شعر أن هؤلاء الفنانين يحترمونه ويبذلون مجهود من أجل إرضاء حضرة الجمهور، فبادلهما الإحترام.

والفنانة مريم فخر الدين والتي تزجها الفنان محمود الشريف وكان فرق العمر بينهما كبير حوالي 23 عام ولكنها بهذه الزيجة حصلت على بطولة أفلام من إخراجه وأصبحت بطلة أفلامه حتى تم الانفصال والطلاق.

والفنانة فاتن حمامة والتي حصلت على لقب “سيدة الشاشة العربية” بعد بطولة فيلم “موعد مع الحياة” من إخراج زوجها آن ذاك عز الدين ذوالفقار.

تاريخ السينما والتليفزيون مملوء بالنماذج الجيدة التي قدرها الجمهور واحترمها والنماذج الأخرى التي شعر أنها مفروضة عليه، وأن تلك الفنانة أو الفنان لا تحمل من الموهبة ما يؤهلها لأن تحمل مسؤولية عمل كامل او أن يتصدر اسمها عمل كامل، وليس لديها من القبول ولم تبذل مجهود لتطور من أدواتها وموهبته، وكان كل مايؤهلها جمالها الخارجي والموهبة كانت محدودة، والجمهور كان لديه من الحساسية بأن يستطيع أن يميز ويفهم أن موهبتها محدودة تليق بفنانة وسط الجموع وليس بطلة تتصدر لعمل ويتهافت على اسمها الجمهور والقائمة تمتد فالممثلة مونيا والتي تم تقديمها في صورة تحسدها عليها العديد من الفنانات المبتدئات، فكان أول أدوارها الزوجة الرابعة أمام الفنان نور الشريف في مسلسل الحاج متولي ورغم أنها بذلت مجهود كبير، لكن ذلك لم يضمن لها البقاء والاستمرارية لتصبح نجمة، ولكنها ظهرت في دور في مسلسل للفنانة نادية الجندي ثم اختفت بعدها، ولم تستكمل طريق التمثيل الذي بدأته من باب أنها زوجة منتج.

وغيرها من الفنانات اللاتي قدمهن ذويهم في أفضل صورة وأنتجوا لهن مخصوص ولكن ذلك لم يشفع لها بأن تستكمل المشوار كبطلة واسمها يؤهلها لأن تحمل نجاح فيلم والنماذج كثيرة مثل الفنانة رانيا يس ابنة الفنان محمود يس عندما قدمها والدها في فيلم من إنتاجه ولكن الفيلم لم ينجح وبدأت مشوار التمثيل فيما بعد في مجال التليفزيون والبطولات الجماعية لتسند الأسماء بعضها، واستطاعت أن تظهر موهبتها وتستكمل مشوار الفن، والفنانة رانيا فريد شوقي تلك الموهبة الكبيرة، التي لم تثبت إلا داخل التليفزيون وبين مسلسلاته استطاعت أن تسير خطوة خطوة وموهبتها تظهر ويحبها الجمهور ويقبلها بعيدا عن اسم الملك والدها.

وحاليا تظهر بوضوح هذه الظاهرة مرة أخرى وبشكل كبير مع العديد من الفنانات، وبخاصة مع اسم الفنانة مي عمر والتي يقدمها زوجها المخرج محمد سامي بطلة لأعماله.

إقرأ أيضا

عصمة النبي.. بوابة النص الموازي

اقرأ أيضًا 
عزيزتي مي عمر .. أنت لست خليفة سعاد حسني بل جمال حسني

وعلى الرغم من الفرصة الكبيرة المتوفرة لها إلا أن هذا لم يخدع الجمهور ولم تستطع مي عمر أن تخترق الجدار الوهمي وتصبح نجمة على القلوب.

اقرأ أيضًا 
مي عمر .. صناعة التريند المزيف ليست نجومية وسنثبتها بالصور والروابط

وهي فنانة موهوبة وجيدة ولكن الأيام أثبتت أنها لازالت تحتاج إلى الكثير من العمل على موهبتها وثقلها، وتتطلب منها التدريب على أدوار وانماط أكثر حتى يأتي اليوم الذي تصبح فيه بطلة لأعمال كبيرة، وند لنجوم ونجمات كبار.