الحب والطبخ و”عشش الفراخ”.. ماري منيب تفتح قلبها للقراء
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
في ستينيات القرن الماضي، بدأت مجلة الكواكب في استضافة الفنانين في مقر المجلة، وكانت الفنانة ماري منيب هي أول ضيفة يقع عليها الاختيار من أسرة تحرير الإصدار الفني الشهير، لمكانتها الفنية الكبيرة من جهة، وتهنئتها بحصولها على وسام الدولة للعلوم والفنون الذي قلدها إياه رئيس الجمهورية وقتها جمال عبد الناصر من جهة أخرى.
وفي حوارها مع مجلة الكواكب بتاريخ 5 من فبراير عام 1963، عبرت ماري منيب عن فرحتها الشديدة بلقاء جمال عبد الناصر، حيث قالت “كان نفسي أكلمه بقية عمري، أدعي له، انبهرت، ما شفتش وما سمعتش، لساني بس هو اللي انطلق، الأم مش تحب تشوف ولادها، ده زي ولادي”.
(صورة ماري منيب وجمال عبد الناصر)
ماري منيب و”مرمطة الحب”
قضت ماري منيب في مقر الكواكب 4 ساعات، وصفها محرر المجلة بالممتعة جدا، حيث أشاعت الكوميديانة الشهيرة الفرحة والبهجة خلال الحوار، فشعر كل من جلس معها بأنه من أبنائها.
فتحت ماري قلبها لمحرري المجلة وتحدثت في الحب والطبخ وأشياء أخرى كثيرة، حيث نصحت المحبين بالابتعاد عن الحب تماما، لأنها عانت منه كثيرا “أنا عارفة الحب قوي، جربت الحب واتمرمط فيه وبعدين هربت منه … هو فيه حد سعيد في الحب؟ كذب، جايز السعادة تكون في أول سنة بس”.
ماري منيب خياطة وست بيت “بريمو”
“مبيعجبنيش ستات الأيام دي، حكاية الضيق قوي والعريان خالص والبلاجات اللي زيادة عن اللزوم”.. بهذه الكلمات تحدثت أشهر حماة في السينما المصرية عن وجهة نظرها في جيل الستينيات الذي كان جيلا جديدا عليها، ولم يقتصر نقدها على المرأة فقط، وإنما طال الرجل منها نقدا هو الآخر “زمان كان الراجل راجل والست ست، والوضع انعكس، الراجل لازم يتحمل المسؤولية، ما يسيبش مراته تشتغل”.
وأكدت ماري منيب أنها ترى سيدات الستينيات لا يعرفن التدبير، ضاربة المثل بنفسها عندما تركها زوجها وحيدة مع أربعة أطفال، وكانت تعمل في روض الفرج مقابل خمسة عشر جنيها “كان عندي أربع أولاد في المدارس، لما أجيب جزمة لازم أجيب أربعة، ولما أجب جوز شراب لازم أجيب أربعة أجواز، القرش تعرفي تعيشي بيه لما تبقي مدبرة”.
وكشفت الفنانة الشهيرة في حوارها عن قدرتها على طبخ 15 صنفا من السمك، إلى جانب براعتها في حياكة الملابس، وأيضا تربية الدواجن في المنزل “عندي دواجن، كنت بطلتها لما عييت، لكن هرجع لها تاني، أنا أحب أأكلها بإيدي، كنت بصرف عليها 17 و18 جنيه، وعندي عشش فراخ في الجنينة وعلى السطوح، أنا على المسرح ممثلة، إنما في بيتي ست بيت”.
(صورة ماري منيب والفراخ)
جدعنة نجوى سالم
بالتزامن مع إجراء مجلة الكواكب حوارها مع ماري منيب، كان هناك خلافا كبيرا بين الفنانة الكبيرة والفنان عادل خيري، تركت بسببه فرقة الريحاني، وكما هي عادة أهل الفن، ترددت شائعات عن قيام الفنانة نجوى سالم بالوقيعة بين نجمة الفرقة ومخرجها، وهو ما نفته ماري منيب بشدة، واحتدت على الصحفي صاحب السؤال قائلة “هو أنا طفلة، أنا أمشي 6 فرق ولا أقولش حاجة، دي البنت كانت بتهديني بقالها خمس سنين”.
وتحدثت ماري عن “جدعنة” نجوى سالم معها، حيث لم تتركها في محنة مرضها، وكانت ترعاها بعناية، خصوصا وأنها كانت تجلس بمفردها في المنزل “مكانتش تسيبني دقيقة واحدة، كانت أحسن ممرضة ليا، يمي شكيب ما جاتش زارتني غير مرة واحدة في شهرين، يبقى أحب النت ولا ما احبهاش؟”.
ماري منيب عاشقة المسرح
الطبع لم يكن من الممكن أن يخلو الحوار مع ماري منيب عن عشقها الأبدي وهو المسرح، حيث تحدثت عن بداياتها الفنية على خشبته في سن 14 سنة، وتضحياتها من أجله، وكيف كانت ترفض أفلاما يصل أجرها فيها إلى 1500 جنيه حتى ل تتخلى عن عشقها وتقف على المسرح “المسرح صاحب فضل، اداني شهرة وما أقدرش أضحي بيه، ده أنا بمثل لما تكون درجة حرارتي 40 وعندي حمى”.
وعن بداياتها مع نجيب الريحاني وعلاقتها به، قالت إنها كانت من خلال مسرحية “الدنيا على كف عفريت”، وأنها منذ دخول فرقته لم تغادرها أبدا، حيث كانت تحمل للريحاني قدرا كبيرا من المعزة والاحترام “ما اعرفش ليه كنت أعزه وأحترمه، لأنه كان راجل ينعز، معاملته طيبة … كان فنان كبير يقدر الموهبة ويحترمها”.
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد