همتك نعدل الكفة
53   مشاهدة  

الحجر الصحي لا يعني التوقف.. هؤلاء العظماء قدموا أفضل ما لديهم في هذه الفترة

الحجر الصحي


تبدّلت أحوالنا ونشاطاتنا بعد انتشار وباء كورونا، فهناك مؤسسات عديدة أغلقت أو قللت من ساعات عملها، واصبح جلوسنا في البيت لوقت أطول أمر إجباري، وأُصيب البعض بالحزن الشديد خوفًا من المستقبل، واعتقادًا أن الحياة توقفت بسبب الحجر الصحي، ولكن هذا الكلام لا يحمل ذرة من المنطق، فمن يريد العمل والتقدم سيصل لمبتغاه مهما كانت الظروف، وفي كتب التاريخ نماذج عديدة لعظماء لم يمنعهم الحجر الصحي من التقدم، بل استغلوا الفرصة وأبدعوا.

إدفارد مونك ولوحة الإنفلونزا الإسبانية

الحجر الصحي

يُعد إدفارد مونك واحد من أهم الفنانين النرويجيين، قام بتأسيس نمط انسيابي للرسم خاص به، يعتمد في الأساس على المواضيع النفسية، وفي هذا المجال رسم مونك لوحة “الصرخة”، والتي تُعد واحدة من أهم الأعمال الفنية في تاريخ الفن على الإطلاق، وقد بيعت تلك اللوحة وحدها مقابل أكثر من 120 مليون دولار، وقد سجلت رقمًا قياسيًا في عالم الفن، أما بالنسبة لحياته الشخصية فقد عانى مونك كثيرًا من الأوبئة المنتشرة قديمًا، كان إدفارد هو الابن الثاني بين خمسة أبناء، وكانت والدته قد توفيت بعد معاناة كبيرة من مرض السُل، الذي كان مُنتشرًا بنسبة كبيرة آنذاك، وبعدها بسنوات قليلة توفيت أخته الصغيرة بنفس المرض اللعين، وهي لا تزال في الخامسة عشر من عمرها بعد، وبعد مرور عدة سنوات أخرى توفى أخيه الوحيد جراء اصابته بمرض تسبب في ضرر دائم للرئة، وهكذا لم يسلم إدفارد من انتشار الأوبئة من حوله، ولم يكد يرتاح قليلًا إلا وأصابه الدور في أخذ الوباء، وكانت الإنفلونزا الإسبانية هي المنتشرة وقتها، وقد هزته صحيًا وجسديًا تمامًا، واعتقد مونك أن هذه هي آخر أيامه في الحياة، وأنه سيموت في فترة العزل الصحي، ورغم ذلك لم يستسلم لذلك الإحساس وقام من فراشه وأمسك بفرشته ورسم أعظم لوحة يمكن لفنان رسمها، وهي عبارة عن بورتريه شخصي مع الانفلونزا الإسبانية، وأظهر مونك حالته في المرض بوجهه الهزيل، وعيونه الشاحبة، وقد حققت تلك اللوحة نجاحًا منقطع النظير في وقتها، ولاتزال حتى الآن، وقد حمسه ذلك النجاح وحسن من حالته النفسية، وساعده على الشفاء من المرض والعودة لحياته وفنه بنجاح عظيم، لم يعطله الحجر الصحي.

ويليام شكسبير.. إنجازات عظيمة سببها الحجر الصحي

الحجر الصحي

الملك لير.. ماكبث.. أنطونيو.. ثلاثة مسرحيات عظيمة يعلم الجميع أن كاتبها ومؤلفها هو الرائع “ويليام شكسبير”، ومن شدة روعة تلك الأعمال، قد نتخيل أنها كُتبت في حالة خاصة من الراحة والانسجام، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، فقد تصدمك حقيقة أن هذه الأعمال كُتبت أثناء فترة العزل الصحي التي قضاها شكسبير وقت انتشار “الطاعون الدبلي” في لندن، في هذه الفترة اضطررت السلطات لفرض الحجر الصحي والإغلاق الاضطراري على لندن بأكملها، وكان شكسبير شريك في فرقة العروض المسرحية “رجال الملك”، وكانت المسارح من ضمن الأماكن التي وجدت نفسها مضطرة لإغلاق أبوابها، وقد تأثر شكسبير بسبب ذلك الوباء بشدة، ووجد نفسه مضطرًا للجلوس في المنزل فترة طويلة، ولكن الجيد في الأمر أنه استثمر تلك الفترة بأفضل شكل ممكن، وأخرج لنا أعظم ثلاث مسرحيات في تاريخ المسرح.

هذه بعض النماذج البسيطة لأشخاص لم يستسلموا للظروف المحيطة، لذا يجب أن تعلم أن النجاح ليس صعبًا، هو فقط يحتاج لتنظيم الوقت وترتيب الأولويات، والبدء بالإنجازات والمهام المؤجلة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان