هل أنا محسود؟.. أو كيف تتجنب الحسد

الحسد مذكور في القرآن، ويؤمن بشر الحسد غير المسلمين أيضًا، ولكن كيف نتعامل مع شر الحسد أو الخوف من الحسد؟ 

هل أنا محسود؟

لم يأمرنا الله بالخوف والرعب من حدوث الحسد، ودينيًا نتحصن فقط بأذكار الله، وقراءة المعوذتين، وذكر اسم الله على كل شيء نرى فيه جمالًا ومتع به غيرنا.

ولكن كيف نتأكد أن وقع علينا شر الحسد؟..هل نفتح المندل؟..هل نذهب للدجالين؟..هل نرجع للاعتقاد في أحجار زرقاء وخضراء بدلًا من التحصن بذكر الله بعدما ودعنا الوثنية وعبادة الأحجار والأصنام؟

الحسد مذكور في القرآن، ولكن لم يذكر الله كيفية التأكد من وقوع الحسد. الحسد مذكور في القرآن، ولكن لم يأمرنا الله التشكيك في الغير، أو الخوف والذعر من الغيبيات.

من المنطقي ألا نتحدث في مشروعاتنا وخططنا للمستقبل لأنها مازالت تحت الإنشاء، وتحت التطوير، ولذلك يؤمن الكثيرون بحديث:

” استعينوا على قضاء حوائكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود “

رغم أن هذا الحديث مشكوك في صحته إلا أن يمكننا أن نتفهم من يكتم أمرًا لأنه لم يكتمل بعد، ولكن أمرنا الله بإظهار نعمته علينا، وحمده عليها بهذا الشكل، فقال  الله تعالى بسورة الضحى الآية 11:

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}

أي أمرنا الله بالتحدث عن نعمه من مال وصحة وغيره، وحمده عليها مع التحصين بالأذكار، ونصح الغير بذكر اسم الله على نعمنا ونعم الغير، وليس من أمرنا شيئًا غير هذا.

بالحزن مدعوين و..

بالحزن مدعوين، وبالفرح منسيين، مثل شعبي يُظهر لك الشخص الذي يخاف من الحسد حد الوسوسة، فيلجأ لك بكل مصيبة، ويثق فيك عندما تعينه على قضاء حاجة ما، ولكن لا يشاركك الفرح أبدًا.

الصداقة لا تتجزأ، فعندما تثق بشخص وتدخله حياتك وتحتاج مشورته، فلا تبخل عليه بالحلو من حياتك، فقد وثقت فيه وجعلته مستودعًا لأسرارك، فلم تشكك في هذه الثقة عند عطاء الله؟

عن الحسد والسحر

من تنتابه فوبيا الحسد يتحدث دائمًا عن السحر والأعمال، فلا تزو فلانة التي أصيب بجنون التفكير في الحسد، إلا وجدتها تربط أمورًا أخرى بالمس والسحر، ولا ترجع شيئًا لاختيارتها الخاطئة، أو لسلوكياتها التي تحتاج إلى تعديل.

إقرأ أيضا

أماني في حالة خاصة..الصورة ليست كما تبدو في المرآة

وعندما تحاول مناقشتهم بموضوعية يقلبون الحديث دائمًا إلى الدين وما ذكر في القرآن من تأكيد على وجود السحر، رغم أن الله عز وجل عندما ذكر حادثة انتهت منذ مئات السنين عن هاروت وماروت من تعلما السحر قال بسورة البقرة بجزء من الآية 102:

( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )

إذا فأمر الإنسان كله بيد الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل ضرر يقع على الإنسان قد كتبه الله عليه، ولسنا مأمورين في التفتيش بالغيب والماورئيات، وأمرنا الله بالصبر على الابتلاء؛ لأن حكمته وسببه عنده وحده، وكثرة التخمين تأتي بشك في الناس وحياة تعيسة مليئة بالخوف والشك، فقال رسول لله:

 (لو اجتمعت الانس والجن على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)

الحسد مذكور في القرآن، جملة نسمعها كلما تناقشنا مع أحدهم يخاف الحسد حد التشكيك في الغير، يجعلنا نشعر بالخيبة عندما نتأكد أنه يختفي عندما يهبه الله نعمة ما. 

الإنسان عندما يصاب بالخوف من الحسد والسحر لا يرى عيوبه، ولا يتعلم من أخطائه، ويرجع كل اختيار خاطىء وتصرف أحمق لشماعة العين والحسد ونوايا الآخر،  وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فاستيقموا يرحمكم الله.