همتك نعدل الكفة
109   مشاهدة  

الحصبة والإيدز والزهايمر.. أمراض نقلها البشر إلى الفئران

الزهايمر


بالنسبة للإنسان، تُعد الفئران أدوات بحث واستكشاف مثالية ورائعة، فيمكن للعلماء حقنها، وتشريحها، وتعلم كل شيء ذو صلة بصحة الإنسان عليها، ومع ذلك، قام البشر بإيذاء تلك المخلوقات الصغيرة بكل شكل تتخيله أو لا تتخيله، ولم يكفيهم تجربة الأمراض وأعراضها وضررها عليهم، بل قاموا بنقل أمراض جديدة تمامًا لهم، فهناك الكثير من الأمراض كانت تصيب البشر فقط، ولدراستها جيدًا، تعين على العلماء أن ينقلوها للفئران.

الحصبة

الحصبة
الحصبة

مرض الحصبة يسببه فيروس، وهو في معظم الحالات يؤدي إلى الحمى وظهور بثور على الجلد، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يسبب تلف في الدماغ أو الوفاة، قديمًا وقتما كان العالم طبيعيًا، كانت الحصبة تصيب البشر فقط، حيث ينتقل الفيروس للخلايا البشرية في أحد مستقبلين: CD46 أو CD150، ولإجراء المزيد من الفحوصات على المرض، قام العلماء بإدخاله للفئران، ولجعل الفئران عرضة للإصابة بالحصبة، أدخلوا جينات هذه المستقبلات في الحيوانات الصغيرة، وبعد الإصابة بالحصبة، تتطور ردود الفعل لدى الفئران المصابة، وفي ورقة بحثية عام 2006م، على سبيل المثال، قام العلماء بتحويل الفئران باستخدام مستقبل CD150 البشري، ثم قاموا بإصابة هذه الفئران بالحصبة بطريقتين مختلفتين: عن طريق حقن الفيروس في أنفهم أو مباشرة في أدمغتهم، وبعد الإصابة، تغير العديد من الفئران بسرعة، حيث فقدوا السيطرة على حركاتهم، وأصيبوا بنوبات مرضية، وماتوا بعدها، وتعتمد شدة الحالة على عمر الفئران، كانت معظم الفئران حديثة الولادة أكثر قابلية على المقاومة والبقاء على قيد الحياة، أما الفئران الأكبر قليلًا البالغة من العمر أربعة أسابيع تمكنت من الشفاء وتعافت تمامًا، والأكبر من ذلك كانت معدلات وفياتهم أعلى.

الزهايمر

الزهايمر
الزهايمر

هو مرض تنكسي يصيب الدماغ ويمكن أن يسبب فقدان الذاكرة الشديد، يظهر في أدمغة مرضى الزهايمر العديد من كتل البروتين تُسمى اللويحات، وتتكون هذه اللويحات من قطع بروتين تُسمى APP، وقام العلماء بنقل تلك المتحورات البروتينية للفئران الزهايمر، وقد أظهرت العديد من الفئران المصابة بمرض الزهايمر فقدان الذاكرة المبكر، وقد استخدم العلماء العديد من الاختبارات لقياس تطور المرض عند الفئران، منهم واحد يسمى “متاهة موريس المائية”، وفي هذا الاختبار، يجب أن تتذكر الفئران موقع منصة مخفية داخل بركة ماء، وهناك اختبار آخر يسمى اختبار التعرف على الأشياء الجديد، ويظهر الفأر مع كائنين، أحدهما رآه من قبل والآخر لم يره، تقضي الفئران العادية وقتًا أطول في استكشاف الكائن الجديد، لكن الفئران المصابة بالزهايمر لم تتعرف على الكائنين من الأساس.

الإيدز

الإيدز
الإيدز

فيروس نقص المناعة البشرية hiv، حتى الآن، قتل فيروس نقص المناعة البشرية حوالي 39 مليون شخص، يُصاب به ملايين الأشخاص كل عام، ولإصابة خلية بشرية، يرتبط فيروس نقص المناعة البشرية بالمستقبلات الموجودة على سطح الخلية، وسنجد مثلًا في الشمبانزي، أن هذه المستقبلات متشابهة مع البشر للغاية، لذلك يمكن أن يصيب فيروس نقص المناعة البشرية الشمبانزي أيضًا، لكن الوضع في الفئران مختلف، لذلك لا يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أن يصيب الفئران بشكل طبيعي، وإحدى طرق حل هذه المشكلة هي نقل الجينات البشرية إلى الفئران، ومع ذلك، هناك حاجة لثلاثة جينات بشرية على الأقل لمساعدة فيروس نقص المناعة البشرية على النمو في الفئران، ومن الأساليب الأكثر شيوعًا هو نقل الخلايا من إنسان إلى فأر وغالبًا بعض الجراحة، تسمى هذه الفئران بـ “المتوافقة مع البشر”، أو BLT، ويحتوي فأر BLT على مزيج من الخلايا البشرية المأخوذة من ثلاثة مصادر: نخاع العظام والكبد والغدة الصعترية، وللقيام بتلك المهمة بنجاح، يبدأ العلماء بفأر يعاني من خلل في جهاز المناعة، ثم يأخذون أجزاء من الكبد والغدة الصعترية من أجنة بشرية ويزرعونها تحت كلية الفأر، كما يقومون بحقن بعض الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظام البشري، وبعد ذلك يتحول الفأر.

إقرأ أيضا
حمزة نمرة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان