همتك نعدل الكفة
412   مشاهدة  

الحكاية مش حكاية السد (٥) .. الجريمة الكاملة

البشير
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



حسني مبارك والبشير دويتو تدمير علاقة دولتي المصب بدول المنبع، ويمكن بكل دول القارة، كل من الرئيسين المخلوعين وبسبب حرصهم على البقاء في السلطة جعلوا من دولهم جيران مكروهة.

البشير عبر أفعال وسياسات أكتسب عداوة أغلب دول الجوار، لو ماكنش كلها. أما مبارك فتسبب في فتور العلاقات وأوصل لقادة دول حوض النيل إحساس أن القاهرة تتعالى على جيرانها الأفارقة.

خلونا نبدء بالرجل الذي كسب عداء كل جيرانه.. عمر حسن البشير.

البشير

التسعينيات.. مرحلة رعاية الإرهاب

ارتبط البشير ونظامه برعاية الإرهاب، خلال التسعينيات استضاف السودان كبار المطلوبين دوليا.. أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وكارلوس. ولأن اللعبة لعبة مصالح فبعد فترة تم ابعاد بن لادن والظواهري وتسليم كارلوس للمخابرات الفرنسية.

مرحلة رعاية الإرهاب كانت نتايجها مؤسفة على دولة السودان، نظام الإنقاذ ماكتفاش بإيواء رموز الإرهاب العالمي ولا حتى بمعسكرات تدريب الإرهابيين.. إنما كمان جعلوا البلد نقطة انطلاق للعمليات الإرهابية في المنطقة.

فترة التسعينيات كانت مرحلة تألق للجماعات الإرهابية في مصر، أغلب الجماعات دي كان السلاح بيوصلها من السودان وأحيانا كوادرها بتتدرب هناك، وتعتبر محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا 1995 أخر عملية كبيرة تخص مصر، العملية اللي اعترف الراحل حسن الترابي بتدبيرها داخل الأروقة السودانية بدون علمه أو علم البشير.

1998 نجح نظام البشير في تدمير علاقة السودان بكينيا وتنزانيا وأمريكا دفعة واحدة، من خلال رعاية نظامه الكيزاني “الإخواني” للهجوم على سفارة أمريكا في نيروبي ودار السلام.

YouTube player

نظام الإنقاذ.. الجار السو

في 2006 اتهمت تشاد نظام البشير بدعم متمردين على سلطة الرئيس الراحل إدريس ديبي، وإنه يوفر لهم المأوى والمعسكرات في غرب السودان. وساءت الأمور بين البلدين واتحل الأمر نسبيا بوساطة قطرية، قبل ما تتجدد الاتهامات مرة تانية سنة 2009.

حتى الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني اللي بعد عزل البشير أعلن ترحيب بلاده بمنحه اللجوء، العلاقة بينه وبين البشير خلال التسعينيات كانت في أسوء حال بسبب أن البشير كان بيدعم جيش الرب (حركة تمرد مسيحية كانت نشيطة في أوغندا وأفريقيا الوسطى).

وبرر ده بأتهم أوغندا إنها بتدعم جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة د. جون قرنق، والمواضيع كبرت لدرجة أن الدبابات الأوغاندية هاجمت سفارة السودان في كمبالا بحجة أن متخزن فيها سلاح في طريقه لجيش الرب.. وفي عملية منفصلة الطيران السوداني قصف مناطق داخل الأراضي الأوغندية.

تقريبًا مافيش دولة ليها حدود مع السودان إلا لما البشير ونظامه فتح معاها باب عداوة أو عقد معها الأمور الحدودية، زي تغاضيه عن الوضع في الفشقة وسابه يتفاقم ويبقى النهارده أزمة.

البشير

رغم خطايا النظام الناصري اللي وردت في الحلقة التانية بس اسم مصر كان بيتردد كتير جدا في ربوع القارة، مش بس بتقديم الإدارة المصرية لحركات التحرر في كينيا وتنزانيا وغانا وأنجولا دعم سياسي وعسكري وإعلامي.. إنما كمان بالتواجد الجسدي.

البشير

ناصر زار كتير من دول القارة.. ودي تفصيلة شديدة الأهمية عند أبناء قارتنا، تفصيلة ماحدش بعده اهتم بيها.. فبدءت علاقتنا بقارتنا تخبو. فترة السادات الراجل كان مشغول بالحرب والسلام والأهم الانتقال من المعسكر السوفييتي للمعسكر الأمريكاني.

عصر انتهى بخسارة مصر لأغلب جيرانها إن كان بفتور العلاقات زي دول القارة أو بالمقاطعة زي الدول الناطقة بالعربية (بسبب اتفاقية كامب ديفيد).

30 سنة مبارك شهدت رجوع العلاقات مع المحيط الناطق بالعربية خلال فترة التمنينيات، 1989 مقر جامعة الدول العربية رجع القاهرة، بس بالمقابل خسرنا أفريقيا من غير معارك.. فقط بالطناش.

حسب مذكرات وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط، شهادتي، فأن الراحل بطرس بطرس غالي كان صاحي لأهمية علاقتنا بقارتنا وبخطورة أهمال الرئيسين (السادات/مبارك) لها.

البشير

بعد 1995 أعتبر مبارك القارة دي مش أمان وماعدش فيه أي زيارات رئاسية لأي دولة أفريقية ولا حتى للمشاركة في مؤتمرات القمة الأفريقية.. وده طبعا عمل حالة من الجفاء، حالة اتكلم عنها صراحة وزير الخارجية الأشهر عمرو موسى في مذكراته، كتابيه. كمان ذكرها أبو الغيط في “شهادتي” بس يبدو أنه ماكنش متفهم ليه غياب الرئيس ممكن يكون مؤثر. وبشكل عام الأطلاع على الفصول الخاصة بعلاقاتنا مع دول القارة في الكتابين مهمة وبتوضح مدى فتور العلاقات وعدم اهتمام الإدارة المصرية (خاصة كتاب عمرو موسى).

البشير

إقرأ أيضا
الأكشن

كمان مانقدرش نشيل من الحسبة أن تصرفات البشير ونظامه كانت بتأثر على علاقتنا إحنا بالقارة.. بوصف القاهرة أول دولة اعترفت بنظام الأنقاذ وسوقت له في البداية، كمان وهو الأهم أن النظامين العروبيين بيتعاملوا مع الأفارقة بوصفهم أخر (زي أغلب دول شمال القارة)، بالتالي بنتحسب على بعض وبنتقابل بالمثل.

البشير

طناش القاهرة وجنون الخرطوم دفعت وبتدفع وهتدفع تمنه ملايين السودانيين والمصريين، أرث من العلاقات الرديئة مطلوب من الإدارتين الحاليتين تحسينها.

طناش القاهرة ثم هطلها في سنة الإخوان وإطلاق رصاصة الرحمة على علاقتنا بالقارة، رصاصة متمثلة في أول واخر اجتماع سري متذاع ع الهوا، بالإضافة لجنون الخرطوم 30 سنة كاملة.. مصايب دفعت وبتدفع وهتدفع تمنها ملايين السودانيين والمصريين، أرث من العلاقات الرديئة مطلوب من الإدارتين الحاليتين تحسينها.

YouTube player

الإدارة الحالية في القاهرة يبدو إنها أتعلمت الدرس وبتعمل جاهدة على تنشيط العلاقات وتحسينها، ونقدر نشوف ده في زيارات رئاسية لعدد من دول القارة، ج. السودان.. أثيوبيا.. غينيا.. السنغال.. النيجر.. أوغندا.. وبعض الزيارات كانت الأولى من نوعها زي كوت ديفوار.. الجابون.. رواندا.. جيبوتي.

أهم الزيارات دي في مدلولها كانت سنة 2019، لما حضر الرئيس المصري القمة الأفريقية في أديس أبابا (بعد حوالي ربع قرن من محاولة اغتيال مبارك في نفس المدينة ونفس المناسبة)، وفي القمة دي تسلمت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لأول مرة في تاريخها.

توجه أتمنى أن يستمر ويُعمق أكتر بشغل قاعدي على مستوى الأحزاب وأجهزة الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية.

YouTube player

ختامًا:

أعتقد كده غطينا مختلف أسباب سوء العلاقات الرسمية مع أثيوبيا والشعبية مع السودان، وعرفنا بالمرة ليه معادش لينا دعم أفريقي زي زمان، من الحلقة الجاية هنتعرف بقى على أسباب التعنت الأثيوبي.. وليه بيشدوا الخيط للأخر؟

الكاتب

  • البشير رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان