همتك نعدل الكفة
578   مشاهدة  

الحلقة الثانية من مزيكا صالونات .. درس مهم من حميد الشاعري للتواصل مع الجيل الجديد

حميد الشاعري
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في عام 1997 قدم حميد الشاعري تجربة مهمة جدًا في أغنية “ويلي” الصادرة في ألبوم “عيني” والتي كانت تمصير لأغنية “لو حبيبي يرد” للمطرب الليبي الكبير “نجيب الهوش” حيث استعان بمطرب الراب الليبي “أحمد الغزالي” كي يغني مقطعًا على نمط موسيقي الراب في آخرها.

تلك التجربة كانت جديدة تمامًا على الأذن المصرية في وقت لم يكن الجمهور المصري قد طرق أبواب موسيقى الراب التي كانت تظهر على استحياء في تجارب بسيطة مثل تجربة المطربة سالي في ألبوم حكاية بنت وفي أغنية سيمون الدنيا تروق.

في نفس العام تقريبًا كان مروان موسى أحد أقطاب موسيقى الراب الحاليين لم يكن قد بلغ الثانية من عمره، ولم يكن في مخيلة أحد أن ثمة لقاء فني سوف يجمع بينهما يومًا ما.

YouTube player

أولد سكول vs  نيو سكول.

في حلقة قصيرة ممتعة جدًا من برنامج مزيكا صالونات الذي يبث عبر قناة ريد بول سيكا على موقع اليوتيوب، ظهر كابو الجيل حميد الشاعري صحبة مطرب الراب مروان موسى ليعلن عن عمل غنائي سوف يجمعها سويًا، وهي الفكرة التي يقوم عليها البرنامج بالجمع بين مدرستين أو جيلين مختلفين.

سيناريو البرنامج شيق جدًا ومثير للضيوف حيث يتم استضافة شخصيتين دون أن يتم الإفصاح عن هوية كل شخص للآخر، وعندما طلب مقدم البرنامج أحمد بسيوني من مروان موسى تخمين اسم الضيف بعد ذكر عدة معلومات عنه، على الفور أجاب مروان “حميد الشاعري” .

ظهر  حميد الشاعري في حلة شبابية جعلت مقدم البرنامج يسخر من نفسه ويقول أن حميد يبدو أصغر سنًا منه، بدا حميد لطيفًا ومنطلقًا على سجيته كعادته في الحوارات، أذابت الفوارق العمرية بينه وبين مروان موسى في أول خمس دقائق، استمع باهتمام وشغف لتجربة مروان موسى دون أن يورط نفسه في الهجوم على تيار موسيقى الراب أو يتعالي عليها، بل أكد على ايمانه بحرية الفنان في التعبير عن نفسه المهم أن يكون صادقًا تمامًا وهذا سر شعبية حميد الكاسحة بين كل الأجيال، هذا الرجل الذي أثبت على مدار الحلقة ثقافته الموسيقية العالية و متابعته للتطورات التي حدثت في شكل الموسيقى سواء داخليًا أو خارجيًا وأثبت للجميع أنه كان سابق للزمن في تخيل شكل أغنية المستقبل رغم الهجوم الضاري عليه، حميد لم يبدو منفصلًا عن جيل مروان موسى بل زاد عليه بأن أفكار هذا الجيل سبق وان قدمها هو من قبل وأنه لا مانع من التقاء المدرسة القديمة مع الحديثة وأن بحر الموسيقي يتسع لكل الأجيال.

اقرأ أيضًا

جمهور ويجز … من أين جاء كل هؤلاء؟

العودة إلى الجذور.

حميد الذي لم يعرف من سيتعاون معه في الحلقة اختار حلًا ذكيًا جدًا بالعودة إلي جذوره الليبية مرة أخرى، مجرودة شعبية ليبية عنوانها “مرحب يا ابو دملج في ايده” سبق وأن قام بتمصيرها من قبل مع فرقة جيليانا في أغنية “مرحبتين”.

YouTube player

المجرودة لون من ألوان الغناء الشعبي الليبي يعتمد في الغالب على تقطيعات شعرية ثلاثية أو رباعية يردد الكورال فيها البيت الأخير ، مع تيمة لحنية بسيطة، ذكاء حميد في الاختيار نابع من كون هذا الشكل الموسيقي يسهل تطويعه ودمجه مع  أي نمط موسيقي آخر، وتصادف أن مروان موسى يعتمد في موسيقاه على أنماط موسيقية مشابهة حيث اللحن المعلق على نغمة واحدة  وإيقاع واحد دون هارمونيات تقريبًا مع إلقاء سردي منغم بشكل بسيط “ريستاتيف” وهذا الأمر قرب المسافات كثيرًا بينهما.

إقرأ أيضا
عبدالله غيث ونور الشريف

قبل بدء العمل استمع حميد لأغنية مروان موسى “شيراتون” واثني على مجهوده معطيًا له بعض النصائح الفنية،و عند بدء العمل لم يقود حميد الدفة كما هو معتاد بل استمع إلي مقترحات مروان موسى واستقر في النهاية على أن يبدأ التراك بموسيقي الفانك مع راب بأسلوب المدرسة القديمة، ثم جملة الفلكلور الليبي مع مقسوم حميد وينتهي بفانك تراب سيغني عليها مروان موسى.

كلمة أخيرة لحميد الشاعري.

هذه الحلقة المهمة جدًا أثبتت أن معين حميد الشاعري الفني لم ينضب بعد، وأنه لازال يملك في جعبته الكثير لتقديمه سواء لجمهوره أو لجمهور الجيل الجديد، وأن حسه الموسيقي لازال طازجًا لم يعد موضة قديمة تجترها النوستالجيا وتقتات عليها الميديا، وأن فشل ألبومه الأخير ليس مبررًا كي يتوقف عن الابداع فيكفيه أن يمر على تعليقات الجمهور على الحلقة سيكتشف الانطباعات الإيجابية عنه على عكس انطباعاتهم عن حلقة حسام حسني مع ويجز،وأنه لازال الكابو القادر على قيادة كل الأجيال

حميد الذي كان في السابق يتلاعب بسوق الغناء في الوطن العربي كله و يخضعه لأفكاره وشروطه الفنية لازال قادرًا على فعل ذلك ولازال قادر على تقديم ما يتناسب مع المشهد الحالي سواء في المهرجانات أو الراب بطريقته الخاصة التي حتمًا ستجد صدى لدى الجميع، لذا نناشده أن ينفض غبار الكسل عن فنه وألا يترك الساحة لأشباه موزعين وملحنين يحاولون مجاراة التغييرات التي تحدث في سوق الغناء فيفشلوا في كل مرة، حميد في الحلقة اعطى درسًا مهمًا للأجيال القديمة المتحجرة التي لا تفعل شيئًا سوى المزايدة والهجوم على الجيل الجديد دون فهم أو دراية واقتناع أن الزمن تغير والحل هو التفاهم وربط الجسور مع هذا الجيل دون محاولة إقصائه أو اقتلاعه من المشهد.

YouTube player

الكاتب

  • حميد الشاعري محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان