الحلقة (1) .. كيف بدأ الطبخ
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ظل الإنسان القديم لمدة طويلة يخبز على الفحم أو تحت صخور حارة وبدأ الطبخ لأحشاء الحيوان بالبخار والأوراق، أو يغلي في حفرة بين صخور ساخنة.
لكن باستعمال النار أمن الإنسان على نفسه من مهاجمة الحيوانات المفترسة، وأصبح في استطاعته النوم بأمان على الأرض، وبممارسته الجديدة في طبخ جذور النبات واللحم، لم يعد هناك أهمية لتسلق الأشجار لكي يحصل على طعامه عندما كان نيئًا.
لولا الطبخ لاحتاج الإنسان في مضغ طعامه اليومي الذي يحتوي على 2000 سعر حراري إلى ست ساعات من مجموع 24 ساعة، إن كان يعيش على طعام مثل طعام القرود، فالقرود الكبيرة تحصل في الساعة على 300 سعر حراري، ولكي تحصل على 1800 سعر حراري في اليوم عليها أن تمضغ ست ساعات في اليوم.
أظهرت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب الباسفيك، أن البشر لا يقضون في مضغ طعامهم أكثر من 21 بالمائة من اليوم، وهذا الاختزال في وقت مضغ الطعام نتج عن طبخ الطعام، الذي أصبح طريًا.
اكتشاف طرق الطهي والطبخ، واكتشاف النار، وتحسن عملية الهضم، وفر للإنسان طاقة ومجالًا أكبر لنمو الدماغ.
ومن خلال التفتيش عن سجل الأحافير، عندما تغير التركيب البنيوي لأسلافنا في استعمالهم الطبخ، فبدأ التغير ليس في طبخ المناسبات فحسب، إنما أصبح الطبخ جزءًا يوميًا من غذاء الإنسان.
ساعدت النار الإنسان على النجاح في عملية الطبخ، ولولا النار لما استطاع أن يقوم بهذه النقلة التاريخية، ولما أطلق عليه “الحيوان الطباخ”، لذا كان للنار دور مهم في التطور الذي مرت فيه البشرية، فتجمع البشر حول النار لآلاف السنين، فكانت النار عاملًا فعالًا في تطور الحضارة.
لقد كان للنار دور مهم في العصور الغابرة، واعتبر كثير من المجتمعات النار “روحًا” وأداة قادرة على أن تغمر الطعام بقوة خارقة عن الطبيعة التي بدورها نقلت إلى البشر ليقوموا بعملية الأكل، لذا من الممكن إيجاد أصل الطبخ في المراجع الدينية وينسب إلى المؤرخ الإغريقي “هيرودوت” قوله عن المصريين من أنهم يعتبرون النار كائنًا حيًا، يبتلع كل شىء ويموت عندما يشبع مما يقتات عليه.
الطباخ البدائي هو أول طباخ في البشرية، عاش في الغابات على صيد الحيوانات، وساعدته السيطرة على النار في التدفئة وطبخ طعامه، وأعتبر تشارلز داروين الطبخ ربما أهم اكتشاف بعد اللغة التي صنعت الإنسان.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال