(الحلقة 7)…مناظرة حول اللحم والأرز بين الأدباء وطائفة السمبوسكيين في العصر المملوكي
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كان المبتدئ في أسفل السلم المهني، يتم استخدامه من قبل المعلم بموجب عقدي رسمي، ويسمى رئيس نقابات الحرف قبل عهد السلطان عبد المجيد، بشيخ المشايخ، وكان يطلق عليهم اسم الطائفة بدل النقابة، وفي بعض الحالات عين شيخ واحد لمجموعة من الطوائف المتقاربة في الاختصاص مثل طائفة الطباخين وطائفة الشوابين وطائفة السمبوسكيين التي عين لها في حلب عام 1629 شيخ واحد، ولكنه لم يلغ شيخ كل طائفة منها.
على هذه الطريقة نظمت الإمبراطورية العثمانية سوريا في القرن السادس عشر، فكان هناك تنظيم للمهن والإشراف عليها في الشام.
كان أدب المناظرة سائدًا في القرن الخامس عشر من العصر المملوكي، ومنه حكاية “ملك الضأن” التي تشبه المناظرة، وكان كاتبها كردي الأصل، ذو منزلة مهمة في بلاط المماليك، بعنوان كتاب”حرب المعشوق بين لحم الضأن ومرطبات السوق”.
كان هذا النوع من الأدب معروفًا منذ القرن التاسع، فهناك مباراة بين الخريف والربيع، في القرن الثالث عشر ومناظرة بين السيف والقلم، لكن مناظرة ملك الضأن تختلف عن تلك المناظرات الأخرى، إذ أنها حرب وصراع بين الخير والشر.
لم تكن خرافة ذات مغزى على لسان حيوانات، فليس هناك عنصر رمزي أو تعليمي، تقع أحداث المعركة في القاهرة، ومن خلالها تستطيع أن تلقى نظرة على مواد وأنواع الطعام في مصر.
فيذكر فيها قائمة المآكل التي كانت تجلب من الأماكن البعيدة التي وعد بها ممثل “اللحم والسمن”، وملك العسل، فهي معركة بين معسكر اللحم ومعسكر اللا لحم، يمثل الأول الطبقة الغنية التي باستطاعتها أكل اللحم والطبقة التي ليس بإمكانها شراء اللحم، التي تعيش على طعام من الحبوب.
أما كتاب “حاز الكهوف” فهو موعظة عن المآكل والأطعمة، من قبل مؤلفه “شاربيني” في نهاية القرن السابع عشر في مصر، ويعتقد مترجم الموعظة من أن الكاتب تأثر بالكتاب السابقين الذين كتبوا مناظرات وقصائد الطعام، فمنذ القرن الحادي عشر كان لأبي مظهر الأزدي إمبراطورية من المقالي وجيش من اللحوم يسير بأعلامه، واضح في الموعظة، نصحه للناس وتساؤله لماذا نسوا الأرز الأصفر مع العسل، وامتنعوا عن أكل لحم الضأن بالأرز، وكعك اللوز المقدم على الصواني، والأوز المسمن والدجاج المحمر.
وكان تركيز المناظرة على أكل اللحوم، خاصة لحم الضأن الذي له منزلة مهمة بين سكان الشرق الأوسط، ويدل أكل اللحم كذلك على منزلة الفرد في المجتمع، وينصح الكاتب بالابتعاد عن العدس والفاصوليا والبسلة، لأن البقول اليابسة هي طعام الطبقة الفقيرة في مصر، ويؤكد على تناول الفاكهة المذكورة في القرآن، مثل التين والزيتون، وعلى الحلوى والمعجنات، والقلاوة والموز بالسكر.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال