“الحلقة 7 من الحشاشين” حارس السجن برزك أميد شخصية حقيقية وعيبها شيء واحد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
انتهت الحلقة 7 من مسلسل الحشاشين بهروب حسن الصباح من السجن عن طريق سجانه برزك أميد والذي ضمه للباطنية، وانتهت الحلقة بجملة «إينجا حسن الصباح ماند أنست» وترجمتها من الفارسية للعربية «هنا بقي حسن الصباح».
برزك آميد الحبكة الفنية خيال مبدع أفسد نطق الاسم
كانت حبكة المؤلف قوية ليس فقط في الربط بين السجان وحسن بن الصباح وإنما لأنه جعل حارس بن الصباح على هذه الدرجة من الكفاءة في المبارزة أظهرها الممثل سامي الشيخ، مما يدل على أنه إنسان قوي للغاية، وجعل اسمه برزك أميد في تمهيد للشخصية التي ستخلف حسن بن الصباح في رئاسة الحشاشين، ولو قُدِّر للمسلسل أن يكون له جزء ثاني لرأينا شخصية أشد بأسًا من حسن بن الصباح نفسه.
لكن عيب هذه الحبكة يتمثل في شيء واحد وهو نطق الاسم، فقد تردد اسم برزك آميد في الحلقة 7 من الحشاشين، وكان اسمه فيه خطأ، فالاسم الوارد في المسلسل بَرْزَك أُميد، لكن اسمه الصحيح بُزُرْك أُميد أو بوزروك أوميد، طبقًا لما ورد في الكتب الحديثة التي صدرت عن المذهب الإسماعيلي[1]، أو حتى الكتب التي كانت شاهدة عيان للمراحل الأخيرة لقلعة آلموت قبل سقوطها.[2]
التمهيد لقوة بُزُرْك أُميد والقول بأنه كان شخصيةً قوية لا مبالغة فيه، فمثلاً بعد وفاة حسن الصباح سنة 1124هـ / 518هـ قام أهل آمد بقتل 700 من الحشاشين، ليرد بُزُرْك أُميد بالهجوم على ولاية اسكود وقتل 12 ألف جندي فيها ثم استولى على بلدة طالقان، ليقرر سنجر بن ملكشاه سادس حكام السلاجقة بتكليف وزيره معين الدولة بمهاجمة قوهستان وأعطى له أمرًا واحدًا وهو قتل أكبر عدد من الحشاشين واستباحة أموالهم ونسائهم، فنجح في اكتساح بلاد طرئيت وبيهق وطرز وقتلوا كل من فيها من الحشاشين، ليقرر الحشاشين قتل الوزير معين الدولة، فيقرر سنجر شن حملة على آلموت لم يستطع أخذها لكنه قتل 10 آلاف مقاتل من الحشاشين.[3]
اقرأ أيضًا
“صور” ما هو المخطوط الذي ظهر في نهاية الحلقة الثالثة من الحشاشين
تاريخيًا ليس هناك تفصيل حول بدء المعرفة بين الحسن بن الصباح وبُزُرْك أُميد، لكن الأخير جاء ذكره لأول مرة في وقائع سنة 10 سبتمبر 1102م عند سيطرة الحشاشين على قلعة لمسر أو لامسار وكانت تقع غرب قلعة آلموت وقد دخلها بزرك مع جماعة من الحشاشين وقتلوا كل من فيها وبقي بزرك في قلعة لمسر لمدة 20 سنة لم ينزل منها إلا عندما يستدعيه الحسن بن الصباح.[4]
ومما يؤكد بأس وقوة بُزُرْك أُميد أنه لما تولى رئاسة قلعة لمسر جعلها أكبر قلعة للحشاشين في الديلم وقام بتحصين المدينة وزودها بمصادر مياه، وجعلها مركز حراسة للطريق المؤدية إلى قلعة آلموت، وبفضل جهوده تلك صمد قلعة لمسر أمام أي هجوم عليها، بل واستطاعت أن تقف في وجه المغول طيلة عام كامل سنة 1256م، إلى أن أسقطها هولاكو نفسه سنة 1257م.[5]
تولى بُزُرْك أُميد أمر الحشاشين في مطلع مايو سنة 1124م بعد بداية زحف المرض على حسن بن الصباح والذي عينه مكانه، وقد ظل بُزُرْك أُميد يحكم يحكم آلموت 14 سنة وشهرين و20 يومًا إلى أن مات سنة 1138م وتولى ابنه محمد من بعده زعامة الحشاشين، ومن بعد ابنه حفيده.
[1] فرهاد دفتري، خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين، ترجمة: سيف الدين القصير، ط/1، دار المدى، دمشق، سوريا، 1996م، ص219.
[2] الجويني، تاريخ فاتح العالم، ترجمة: محمد السعيد جمال الدين، تحقيق: محمد بن عبدالوهاب القزويني، ج3، ط/1، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2015م، ص192.
[3] أحمد كمال الدين حلمي، السلاجقة في التاريخ والحضارة، ط/1، دار البحوث العلمية، الكويت 1395هـ / 1975م، ص184.
[4] الجويني، تاريخ فاتح العالم، ص187.
[5] فرهاد دفتري، معجم التاريخ الإسماعيلي، ترجمة: سيف الدين القصير، ط/1، دار الساقي، بيروت – لبنان، 2016م، ص246
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال