الختان في مصر القديمة .. بركة من يد الكاهن
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان للطب في مصر الفرعونية شأن عظيم، كما كان لفنون الحكمة والكتابة المصرية. قال بليونوس عن الفراعنة “أنهم مبتدعوا فن الشفاء ومكتشفوا خواص العقاقير”، وقال هيرودوت “إن المصريين القدماء يتعاطون الطب بتعقّل، فلم يكن أحد يتدخل في غير ما تخصص له .. وكانوا جميعًا أساتذة، حتى أن كلمة أي Chemistery الكيمياء اشتقت من الإسم القديم لمصر وهو Kemi باللغة المصرية القديمة”، وقال إيبرس صاحب بردية إيبرس الطبية “إن دراستهم الطويلة للطب مع ممارستهم له هيأت للمصريين القدماء التبكير في كثير من الاكتشفافات الكيميائية” .. كانت هذه مقدمة كتاب المؤلف حسن عبد الله، “من أسرار الفراعنة”. وفي الكتاب دراسة عن النظافة و”الطهارة” والختان في عصر الفراعنة، بها من التفاصيل ما يستحق القراءة.
النظافة في مصر الفرعونية
مع تقدّم الفراعنة في مجالات الطب المختلفة، كانوا يهتمون بالوقاية، وكانوا يؤمنون بأن الوقاية خير من العلاج .. ولذلك كانوا يهتمون بالنظافة العامة والخاصة .. مما دعا الحضارات القديمة بأنهم يعجبوا بالمظاهر المختلفة لنظافة المصريين – وإن لم يكن يعرف الفراعنة الصابون ولكنهم كانوا يستعملون الصودا في الغسيل .. وكانوا يتخلصون مما ينمو على أجسامهم من شعر إما بالحلق أو بنزعه بالمواد الصمغية.
وإذا انتقلنا داخلنا بيوتهم نجدها أنها كانت تهوي بالملاقف وأنها كانت مزودة بدورات المياه، الأمر الذي أثار دهشة هيروروت فقال إن فقال إن المصريين يختلفون في عاداتهم عن بقية الشعوب الأخرى .. والمرحاض الفرعوني لا يختلف عما وجد عليه طوال الحضارة المصرية فهو مكوّن من حاجزين كل منهما على شكل مربع منحرف قاعدته إلى الأعلى وبينهم وعاء ممتلئ إلى نصفه بالرمل وكان المرحاض يحتل دائمًا الجهة الجنوبية الشرقية من البيت.
أما الحمّامات فقد وجدت منها أمثلة عديدة – ولم يكن المستحم ينغمس في حوض مملوء بالماء كما كان يفعل الإغريق والرومان وإنما كان يصب الماء في أعلى فوق رأسه. وكانت الحمّامات مزودة في أسفلها بخزانات ينساب إليها الماء الملوث –وكانت الجدران المحيطة بالحمام مغطاه بالحجر أو الخزف لصيانتها، وكانت حوض استحمام له في أسفله فتحة يسدها غطاء من المعدن مربوط بسلسلة تشبه تمامًا السدّادات والسلاسل المستعملة في الأحواض الحالية – وكانت فتحات الأحواض متصلة بشبكة من الأنابيب الجوفية- قدر طولها بأربعمائة متر تنتهي إلى الوادي – وكانت الأنابيب مصنوعة من صفائح النحاس المطوق- فإن المياه المطرودة من المساكن كانت تتسرب في مجرى مشقوق في وسط الشارع كما كان الحال في أوروبا إلى عهد قريب. ومن مظاهر النظافة الشخصية عند الفراعنة ختان الذكور.
الختان في مصر القديمة
الختان عادة فرعونية لها طقوس دينية وكانت سبيل من سُبل التطهّر – يقول هيرودوت إن الذين زاولوا الختان منذ أقدم العصور هم المصريون والآشوريون – أما غيرهم من الشعوب فقد عرفوه من المصريين- وكانت عملية الختان تجري للأولاد غالبًا بين السادسة والثانية عشر من أعمارهم في المعابد – وكانت عملية الختان تجري بعد الولادة مباشرةً أو بعد عدة أيام من الولادة. وكان يقوم بها كاهن يدعى الكاهن المختن مما يوعز بأن العملية لا تدخل ضمن اختصاصات الجراح العادى، وكان يعتبر بركة من يد الكاهن يتبارك بها الأب والأم.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال