الخلايا الجذعية.. سحر الشفاء من الأمراض المستعصية في الحاضر والمستقبل
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الخلايا الجذعية كلمة ذات سحر خاص، اصبحت مشهورة بقدر غموضها، بدأ الحديث عنها في العقود الأخيرة من القرن العشرين، وتحدث العلماء والأطباء عن القدرات الهائلة لتلك الخلايا، وعن كونها معجزة وثورة في مجال الطب، حيث يمكن للخلايا الجذعية علاج آلاف المرضى الذين يعانون من مئات الأمراض المختلفة، وهناك العديد من التحارب العملية التي تمت على أرض الواقع بالفعل، ولكنها لا تزال محدودة للغاية، ولكن لا يأس مع العلم، فالأبحاث تقام على قدم وساق لتحقيق المزيد من التقدم، في كافة تخصصات الطب لاكتشاف الأمراض التي يمكن للخلايا الجذعية أن تعالجها، فإلى ماذا وصلنا حتى الآن؟، وماذا ننظر منها في المستقبل؟.
الاستخدامات الحالية للخلايا الجذعية
أبرز مجال يستخدم فيه العلماء الخلايا الجذعية في وقتنا الحالي، هو عمليات زراعة نخاع العظام، والتي تحتاج لإمكانيات ومعدات طبية عالية التقنية، وباهظة للغاية، وظهرت النتائج إيجابية بشكل مُرضي تمامًا، حيث أسهمت تلك العمليات في علاج عدة أمراض مزمنة مثل، فشل نخاع العظام، وسرطانات الخلايا الدموية كاللوكيميا، وبعض أمراض اختلال المناعة الوراثية.
في البداية يقوم الأطباء بتحضير عينة الخلايا الجذعية المطلوبة، والتي تؤخذ عادة من بعض الخلايا السليمة من جسمه، أو متبرعٍ من أحد أقربائه، حيث يجب أن تكون الجينات متشابهة، وذلك لتفادي مضاعفات عملية الزرع، مثل مهاجمة خلايا المناعة التي ينتجها النخاع الجديد لأجهزة الجسم باعتبارها غريبة عنه، بعد ذلك، يقوم الطبيب بحجز المريض في وحدة رعاية خاصة، شديدة العزل وعالية التعقيم، ويقوم باستخدام الأدوية الكيميائية لتدمير بقايا نخاع العظام، لذا يكون المريض حساس للغاية تجاه أي عدوى ميكروبية، فيتم وضعه في وحدة مجهزة لحين موعد العملية، وبعد ذلك يتم حقن الخلايا الجذعية الجديدة التي تنتج الخلايا الدموية، وتأخذ مخل نخاع العظام الذي تدمر، وبمرور الوقت الذي يستمر لعدة اسابيع تقريبًا، تقوم الخلايا الجذعية بالتكاثر وانتاج المزيد من خلايا الدم السليمة، وبذلك يكتمل علاج معظم أمراض الدم.
الاستخدام الطبي الثاني للخلايا الجذعية، هو مجال علاج حالات الحروق الشديدة، التي يكون لديها مساحات واسعة من الجلد التالف، وتحتاج إلى عملية ترقيع بأنسجة جلد سليمة، وعندما يصعب توفير تلك الرقع من الأجزاء السليمة من الجسد، يتم استخدام الخلايا الجذعية في زرع مساحات نسيجية لترقيع الأماكن المصابة، وهي عملية قد تأخذ عدة أشهر لتكتمل، ولكنها حققت نجاحًا كبيرًا في علاج تلك الحالات.
أما أخر مجال، والذي تم الكشف عنه مؤخرًا، هو قيام الخلايا الجذعية بعلاج بعض أنواع تضرر قرنية العين، حيث تقوم الخلايا الجذعية بإعادة بنائها، بدلًا من الاضطرار إلى عملية زرع القرنية، وذلك حسب ما صرحت به الجمعيات الأوروبية، وإعلانها عن دواء إيطالي مبني على تقنية الخلايا الجذعية.
الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 “قراءة تاريخية نفسية لقصص حياة الإرهابيين”
إلى ماذا يطمح العلماء؟
الأبحاث والتجارب على الخلايا الجذعية تعمل على قدم وساق، ولا تووقف أبدًا، حيث يردي الأطباء استخدامها في عدة مجالات طبية أخرى مثل:
- مجال زراعة الأعضاء، حيث يريد الأطباء توجيه الخلايا الجذعية لإنتاج أعضاء كاملة كالقلب والكلى والكبد وغيرهم، مما سيعوض النقص الشديد في الأعضاء المتوفرة، وسينقذ آلاف المرضى الموجودون في قوائم انتظار عمليات الزرع.
- استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأعضاء الحيوية التي لا تتجدد تلقائيًا، مثل أنسجة القلب، وأنسجة الكلى، وغيرها من الأنسجة التي تتعرض للضرر، ولا تتجدد مرة أخرى، مما سينقذ المرضى من أمراض تليف الأعضاء وفشل وظائفها.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال