الخيانة.. داء أم عادة؟ لماذا نتعرض لها؟ وكيف نتخطاها؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الخيانة كلمة واسعة شاملة، تضم أسفلها العديد من التفرعات، ولكن في النهاية يبقى المفهوم واحدًا، وهو نقض الأمانة والعهد والثقة، قد يكون الخائن هو صديق أو زميل في العمل أو أخ أو زوج، ومهما كان الشخص الذي نتلقى الخيانة منه، يظل جرحها غائرًا موجعًا، فلماذا نتعرض للخيانة من الأساس؟، وهل الخيانة مرض أم عادة اجتماعية؟
لماذا يخون الناس بعضهم البعض؟
- الطمع والجشع تجاه شيء يملكه الشخص، مثلًا منصبه في العمل كبير، فيسعى الشخص الحاقد لإيقاعه ويقوم بخيانته ليصل لكرسيه.
- الابتعاد عن الفضائل والأخلاق الدينية، والسماح للمشاعر الكريهة مثل السخط والحقد، للدخول إلى عقلك.
- الغيرة الشديدة وعدم الشعور بالرضا، حيث يشعر الخائن بغضب وغيرة شديدين لوصول شخص ما لشيء يتمناه هو، وفي ذات الوقت لا يشعر بالرضا عن نفسه، وعما حققه، ويغمره شعور بالسخط والحقد على الشخص الآخر، ويرغب في تدميره.
- الخيانة الزوجية تبدء من الشعور بعدم الرضا عن شريكك، وتبحث عن احتياجاتك الشخصية والجسدية، وعما ينقصك معه في شخص آخر.
- خلل في المبادئ والمعتقدات، فالخائن لوطنه مثلًا يكون بداخله مشاعر كريه تجاه ذلك الوطن، ويتخلى عن مبادئه ومعتقداته ويبدء في خيانة ذلك الوطن الذي يأويه.
هل الخيانة داء أم عادة؟
يرى معظم الناس أن الخيانة داء يُصيب الإنسان، ويجعله خائنًا رغمًا عنه، ولكن أطباء علم النفس لهم رأي آخر، حيث يعتقدون أن الخيانة تأتي من النشأة والتربية التي يتلقاها الشخص منذ صغره، والمعتقدات التي تبث لعقله، ويرون أن الخيانة هي التي تسبب الأمراض النفسية بالأساس وليس العكس، حيث تترك الشخص الخائن في حالة تأنيب ضمير وتفكير مستمر، مما يدخله في اكتئاب، ويتسبب في اضطرابات نوم، واضطرابات في الشهية، كما يُصاب بخلل نفسي نتيجة لعدم تقديره لذاته، ويتحول الغضب بداخله لعدة أمراض نفسية أخرى، قد تتسبب في حدوث ضرر عقلي، وبعد ذلك يتحول الأمر إلى مرض حقيقي، ولا يستطيع الشخص مقاومة مشاعره البغيضة التي تدفعه للخيانة.
كيف نقاوم الخيانة ونصبح مخلصين؟
- اجعل لنفسك بوصلة أخلاقية تسير على إرشاداتها، وضع القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة في المرتبة الأولى عند تعاملك مع أي شخص، واشرح لنفسك دائمًا الأهمية الحقيقية للإخلاص في أي علاقة حتى لو كانت سطحية، واعلم أن الإخلاص والالتزام يأتوا من الداخل، ويجب أن تكون مؤمنًا بهم حقًا.
- لا تتخلى عن مبادئك مهما كانت المغريات، لا يغرنك أموال لخيانة الوطن، ولا منصب لخيانة صديق، ولا امرأة جميلة لخيانة زوجتك، كُن دائمًا صادقًا ومخلصًا من داخلك.
- عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك دائمًا، فلا أحد يحب أن يتعرض للخيانة بالطبع.
- كن قنوعًا سيعلمك ذلك الإخلاص، فعندما ترضى بما قسمه الله لك، لن تطمع في أخذ ما هو ليس لك، لن تخون صديقك في العمل، ولن تخون زوجتك، ولن تسعى لتعويض ما ينقصك بالخيانة.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال