همتك نعدل الكفة
146   مشاهدة  

الدحدوح في مصر .. قلب العروبة تمسح دموع جبل فلسطين

وائل الحدوح في مصر
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



آه لو يعلم وائل الدحدوح كم إن المصريين -على كل المستويات- قد أسكنوه قلوبهم وغلّقوا الأبواب من خلفه، ولمن لا يعلم فإن المصري الأصيل من الصعب خداعه، أو كما يقول عمنا سيد حجاب عن شخصية المصري في قصيدته “يا مصري ليه” التي لحنها العبقري ياسر عبد الرحمن، وغنّاها علي الحجار : “يا غويط ويحسبك الجاهل ساهل وساهي وغبي وعبيط” .. والمصري إذا “اشترى منك” ما تقدمه فإن قلبه يصبح مسكنك، وروحه تصبح أرضًا خضراء تتنسّم هواها.

 

ومن بين شخصيات كثيرة تدثرت بالكوفية الفلسطينية، وشخصيات أخرى حنجورية ادّعت الانحياز للقضية في العلن أمام الميكروفون، وانزوت في الواقع وتقلّص دورها إلى التنظير .. “شاور” المصري عقله، وسأل نفسه : ” أي قطعة ستدخل التاريخ المصري و(تتربّع) في وجدانه، وأيها سيتم استبعادها؟” وكان للـ “دحدوح” من بين كل هؤلاء نصيب الأسد، حيث أصبحت كل البيوت المصرية بيتًا للدحدوح، وكل مقهى مصري يتمنى لو الدحوح شرب عليه الشاي، وكل مطعم مصري يتمنى لو الدحدوح تناول فيه وجبة الغداء، بل إن الأسطورة التي صنعها الدحدوح تحاول نقابة الصحفيين المصرية ترسيخها على المستويات الرسمية، حيث كتبت اسمه على رأس جوائز عديدة تساهم في التكريس للاسم الصحفي الكبير، والإنساني الأكبر، وتدوّن سطور الرمز الذي صنعه الرجل بالدم والتضحيات، ليكون رمزًا عالميًا نحت تمثاله أيادِ مصرية.

نقابة الصحفيين تشكر السلطات المصرية لتسهيل دخول وائل الدحوح إلى مصر
نقابة الصحفيين تشكر السلطات المصرية لتسهيل دخول وائل الدحوح إلى مصر

وشكر الدحدوح السلطات المصرية لسرعة وتسهيل دخوله إلى أرض الكنانة لعلاج يده، ومصر كلها تتمنى لو تشد على يد هذا الجبل الذي فقد الأقارب والأحباب، وفقد أمانه واستقراره والحلو من حياته، وتجرّع المرار العلقم من أجل عيون بلاده، ويعرف المصريون جيدًا معنى الحرب تجاه العدو الصهيوني، ومرار الحرب، وتجرّعت العلقم بإرادتها دفاعًا عن فلسطين، وعن أشجار الزيتون، ونزفت الدم والروح زودًا عن المواطن الفلسطيني، ودفعت المال من الكثير وهي “المحتاجة”، ودخلت في العديد من الأزمات وهي التي لا ينقصها أزمات، وحاولت وتحاول وستحاول دائمًا تكون السند والكتف والحضن الدافئ لشعب تركه الجميع في عراء البرد، متسلحًا بالأمل في مواجهة الميركافا.

 

 

وحاول كثيرين إغراق الوعي المصري في بحر المزايدات من اليوم الأول للحرب، وتحديدًا بعد أن طارت المقاومة الفلسطينية فوق الجدار، في السابع من أكتوبر، لتعيد إسقاط أسطورة العدو الصهيوني التي أسقطها الجندي المصري قبل نصف قرن، وكان السُعار الصهيوني ومن خلفه الدعم الغربي قد اشتدت نيارنه على المدنيين في فلسطين وارتكب في الأيام التي تلتها جرائم يفزع لها الوحوش في الغابات .. وما كان من مصر إلا أن تكسر لُقمتها، وتقسم شربة الماء، وأرسلت الشاحنات إلى معبر رفح، وتحركت مصر الدولة والشعب معًا إلى هناك كأول تحرّك رسمي وواضح لدعم الشعب الفلسطيني حين كانت الجميع واقفًا يحسب حساباته، وأكملت مصر صور الدعم بالمقاطعة تارة، وبالدعم الإعلامي والصحفي تارة، والدبلوماسية المصرية تارة أخرى، وكان شكر صوت فلسطين المتمثل في وائل الدحدوح لمصر ردًا مختصرًا وطعنة نجلاء لكل من زايد ونَظّر .. فأهلًا وسهلًا يا جبل، وخطوة عزيزة!

إقرأ أيضا
محمد سامي

 

الكاتب

  • الدحدوح محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان