الدكتور يسري جبر .. سيرة ومسيرة الطبيب الجراح والشيخ الأزهري الصوفي
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
في حياتنا كثير من أصحاب الهمم الذين قد أنقذ الله بهم كثير من الشباب من أصحاب التيارات والمناهج الفاسدة أصحاب الفكر المتطرف ونصر الله بهم الدين وأحيوا سنة خاتم المرسلين، ومن هؤلاء الدكتور يسري رشدي السيد جبر الذي جمع بين الطب والعلم الشرعي.
حياته ونشأته
هو الطبيب والفقيه الدكتور يسري رشدي السيد جبر الحسني ولد الدكتور يسري جبر في 23 سبتمبر 1954 بحي روض الفرج بالقاهرة وينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كان وحيداً على خمس بنات فكان يعامل معاملة خاصة و يقول لولا فضل الله علي لفسدت من شدة المعاملة الخاصة. تلقى تعليمه بالمدارس الحكومية وبعد وصولة للسنة الثانية من المرحلة الإبتدائية إنتقل مع والده المهندس المعماري رشدي السيد جبر إلى مدينة البدراشين بالجيزة وظل بها حتى تخرجه من كلية الطب والذي تخرج منها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف في ديسمبر 1978 ثم حصل على ماجستير الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية من جامعة القاهرة مايو 1991 وزمالة جمعية الجراحين الدولية في مايو 1992 .
نشأ الدكتور يسري جبر في أسرة مصرية خالصة متدينة فيقول كان لا يمر يوم إلا ونسمع شيء عن رسول الله من والدي الذي كان مواظباً على قراءة دلائل الخيرات أو أمي التي كانت تذكر اسم النبي عندما تقوم بأي شأن من شؤن المنزل وتصلي عليه.
هذه النشأة أفادته كثيراً عندما دخل كلية الطب فوجد فرق كثيرة في الجامعة ولائها لغير النبي فكان لايُذكر النبي في مجالسهم ولكن كانوا يذكرون أبوالأعلى المودودي، وحسن البنا ، وسيد قطب وغيرهم من رؤوس تيارات الأفكار المنحرفة .
الدراسة
كان هدف الدكتور يسري في دراسته أن يكون متميزاً في مجال الطب وهذا ما اعتاد عليه طيلة دراسته السابقة فكان من الأوائل دائما ولم يكن في ذهنه أن يكون شيخاً بل هدفه أن يصبح طبيباً متميزاً ولكن حدث ما غير مسيرته.
سافر بمنحة إلى فرنسا في السنة الثانية في كلية الطب وهناك تجول مع صديقه في إحدى شوراع فرنسا فوجد نساء يضعن أسعار على أجسادهم مقابل ممارسة البغاء معهم فشعرباشمئزاز وشعر أن المرأة مهانة في هذه البلاد بل رآه إهانة للإنسانية عموماً فعندما تهين المرأة فقد أهنت العالم فعرف وقتها قيمة الدين في حياة الإنسان وأن البعد عن الدين يجعل صاحبه عبداً لشهواته وملذاته، وألقى الله في نفس الدكتور يسري حب ذكر الله ولكنه لم يكن يعرف كيف يذكر فكان يذكر بتكبيرات العيد حتى عاد إلى مصر وكانت أمه متعجبة من هذا الحال وتقول (الناس بترجع من فرنسا منحلة وانت راجع عايز تبقى شيخ).
وفي الجامعة بعد رحلة فرنسا بدأ الدكتور يسري جبر المواظبة على الصلاة في مسجد الجامعة ولكنه اصطدم بفرق كثيرة من الجامعات المتطرفة من إخوان ووهابية وجماعات جهادية ! فأصابته الحيرة فقرر أن يبدأ بحفظ القرآن لأنه المتفق عليه بين كل الفرق فحفظ القرآن عن طريق سماع اسطوانات الشيخ الحصري ثم راجعه وختم على الشيخ عبدالحكيم عبدالسلام خاطر والذي أصبح فيما بعد ضمن لجنة مراجعة القرآن بالمدينة المنورة وختم القرآن حفظاً في آخر سنة الإمتياز في كلية الطب.
شيوخه
تتلمذ الدكتور يسري جبر على كثير من المشايخ وكان من أوائل من تعرف عليه هو الشيخ الأزهري محمد الحافظ التيجاني وكان من كبار علماء الحديث في مصر ومن كبار الصوفية وبدأ معه رحلة تصحيح المفاهيم والأفكار المتطرفة المنتشرة في الكلية وبعد وفاة الشيخ الحافظ حضر على الشيخ محمد نجيب المطيعي من سنة 1978 الى سنة 1981 كثير من كتب الحديث والفقه الشافعي ثم تتلمذ على يد السيد عبدالله بن الصديق الغماري وهو من كبار علماء المغرب وإلية تنسب الطريقة الصديقية وأخذ عنه الطريق الصوفي .
يقول الدكتور يسري جبر عنه : استفدت كثيراً من السيد عبدالله بفتاويه وتوجيهاته وصحبته كلما جاء إلى مصر.
والطريقة الصديقية شيخها الآن في مصر الدكتور علي جمعة وهو من أجل تلاميذ السيد عبدالله بن الصديق الغماري وقرأ عليه الدكتور يسري جبر بعض الكتب .
اقرأ أيضًا
بعد تعيين الشيخ علي جمعة في مجلس النواب .. أقدار جمعت بينه وبين الإمام محمد بخيت المطيعي
وبعد حصول الدكتور يسري على الدكتوراه في الجراحة العامة وزمالة الجراحين الدولية سنة 1992 التحق بكلية الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر وهناك التقى بالشيخ عماد عفت والذي استشهد في أحداث الثورة وكان قد جاء من كلية الآداب ليدرس في كلية الشريعة ويقول عنه الدكتور يسري : قابلت الشيخ عماد في كلية الشريعة وكان يجلس بجواري في المدرج و كان الشيخ عماد في بداية حياته وهابي ولكن كان وهابي مؤدب كان يجلس معي يتكلم بكلام الوهابية وعندما أرد عليه يسكت لا يتكلم حتى التقى بالشيخ علي جمعة وحضر عليه الدروس في الأزهر فرتب أفكاره وأعاده إلى المنهج والفكر الأزهري الصحيح وبعد فترة جائني الشيخ عماد يقول لي ارق لي بنتي يا دكتور يسري والوهابية لا يعتقدون بذلك الأمور.
برنامجه اليومي
يسكن الدكتور يسري جبر في منزله في المقطم وبجواره مسجد الأشراف الذي يخطب فيه الجمع ويعطي فيه الدروس هذا المسجد كان بمثابة السفينة التى من ركبها نجاه الله من أفكار المتطرفين يتوافد عليه كثير من طلبة الأزهر من المصريين والمغتربين فهذا المسجد بمثابة جامعة صغيرة يتلقون فيها العلم وبيت يخفف عنهم هم الغربة .
يبدأ الدكتور يسري جبر يومه قبل الفجر بلحظات يصلي الفجر وبعدها يجلس في المسجد يقرأ مع مريدية الأوراد ثم يقرأ لمدة ربع ساعة حزب من القرآن بالقرآت العشر ثم يبدأ في شرح كتاب من كتب الفقه أو الحديث ثم يصلون الضحى ويذهب إلى المستشفي أو إلى عيادته .
شرح الدكتور يسري جبر كثير من كتب الفقه والحديث وكلها موجوده على اليوتيوب ومنها شرح صحيح البخاري كاملا عدة مرات وصحيح مسلم وشرح مسند الامام أحمد في 11 سنة ولكنه لم يسجل وشرح سنن أبي داود كاملا في مسجد الأشراف في المقطم وشرح سنن الترمذي وشرح الموطأ للإمام مالك وكثير من كتب الفقه الشافعي والسيرة النبوية وكتب التصوف ومنها الحكم العطائية وبهجة النفوس بالإضافة إلى بعض الدروس في الأزهر والمحاضرات الفردية وخطب الجمعة .
أما في مجال عمله كطبيب جراح فهو طبيب جراح متميز شهد له القريب والبعيد وكل من تعامل معه فلا أحد يستطيع أن ينكر تميزه فكانت تأتيه حالات ميؤوس منها وما إن يتدخل الدكتور يسري جبر إلا ويجد توفيق الله له وذلك من فضل الله عليه وبسبب حبه وإخلاصه لعمله كجراح.
يقول الدكتور يسري جبر : عندما كان في بداياته في الجراحة لما كان يتوفى مريض تحت يده يلوم نفسه ويشعر بالتقصير فيكثر من الصيام على الرغم من أنه بذل كل ما عنده حتى أن والده عندما كان يزوره في منزله وكان حديث الزواج (عريس جديد) يجده صائم فيشفق عليه .
حتى منّ الله عليه وأصبح متميزاً في مجال الجراحة يحولون له الحالات الحرجة بالإسم من المستشفيات إلى المستشفى التي يعمل بها .
مربي المريدين:
الدكتور يسري جبر له طلبة و مريدين كثر في كل أنحاء العالم وطريقته في التربية قائمه على العلم والذكر والتعلق بالنبي ، والعلم يجعلك تعبد الله بفهم وينقذك من أوحال وقع فيها الكثير من الشباب المتدين بسبب الجهل فمنهم من تطرف وسفك الدماء ومنهم من حصلت عنده صدمه نفسية وألحد فكان سبيل النجاة هو العلم وهذه الطريقة أخذها عن شيخه السيد عبدالله بن الصديق الغماري وبسبب ذلك عكف بجانب عمله كطبيب يشرح كتب السنة على منهج الأزهر الشريف ويعلم الناس.
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد