رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
462   مشاهدة  

الدوق تشيزري الإيطالي.. ملهم النظريات السياسية لكتاب “مكيافيلي”

مكيافيلي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لم تتم ملاحقة كتاب بقرار من الكنيسة ككتاب الأمير لـ “مكيافيلي” ليكون أول كتاب بعيد عن الدين بمفهومه اللاهوتي، لكن رغم موضوع الكتاب عن السياسة إلا أن النظريات فيه كانت مبنية على نقد مكيافيلي للكنيسة وعلاقاتها بالحاكم.

قبيل الكتاب كان المُلْهِم لقيام مكيافيلي بالتأليف هو الدوق تشيزري بورجا الذي شغل منصب رئيس أساقفة الكاثوليك الإيطاليين؛ ويتصل تاريخه بأنه صاحب أخطر تجربة سياسية للكنيسة، حيث تميز بالبطش والعدل في آن واحد ليرسخ شخصية “المستبد العادل”، وليدخل التاريخ بصفته “البابا العسكري” في إيطاليا.

تشيزري بورجا
تشيزري بورجا

لا يوجد تاريخ ميلاد محدد للدوق بورجا، لكن الثابت أن والده كان منتخباً لمنصب الباباوية في إيطاليا وقام بترشيح ابنه “تشيرزي” ليكون كاردينالاً في سن صغيرة، ولم يشغل “تشيرزي” باله كثيراً في العمل الديني لدى الكنيسة، حيث في عام 1495 م، كان المبعوث الرسولي والحاكم العام لبلدة أورفييتو بعد تصنيبه كاردينالاً بعامين.

لم تتسم شخصيته في الحكم بتقريب رجال الدين، بل كان يقرب منه العسكريين، لدرجة أن أحب حياتهم بعد مقتل شقيقه جوفاني دوق غانديا، فطلب من البابا أن يعفيه من الحياة الكنسية.

تشيزري بورجا
تشيزري بورجا

شارك تشيزري بورجا بعد قتل شقيقه في ظروف غامضة، بكافة الحرب التي شهدتها رومانيا الخاضعة آنذاك لسلطة البابوية، وتميز أسلوبه باستعمال الدبلوماسية تارة والعنف تارة أخرى لإقصاء العديد من النبلاء المحليين ولإقامة دولة موحدة وقوية.

نجح تشيزري في إخضاع منطقة إيمولا وكلل جهود انتصاراته بالسيطرة على قلعة فورلي عن طريق مذبحة شنها حتى خضعت المنطقة لسيطرته وصار هو الحاكم لكل أقاليم رومانيا.

تشيزري بورجا
تشيزري بورجا

من رومانيا بدأ حلم التوسع يلاحقه فقرر أن يستولي على إقطاعيات سيينا وبيزا ولوكا التوسكانية، لكن وفاة والده البابا إسكندر السادس، عاقت دون تحقيق طموحه خاصةً بعد أن خلفه في الكرسي الباباوي أشرس أعداءه جوليانو ديلا روفيري.

مكيافيلي
مكيافيلي

في كتابه الأمير يلوم ميكافيلي شخصية تشيرزي بورجا قائلاً “ما كان ينبغي على بورجا السماح بانتخاب عدو له مادامت لديه سلطة ، ولكن التاريخ لا يتعامل مع كلمة لو، ونزع البابا الجديد المتقشف وقوي الإرادة وغير المعتاد على الطرق الدبلوماسية عن دوق فالنتينو حكومة رومانيا أمراً باعتقاله في كاستل سانتانجلو”.

العداء بين البابا الجديد وتشيرزي ، جعل الأخير يحاول الفرار أكثر من مرة لتنظيم صفوفه العسكرية التي كُسِرت شكوتها لكنه مات وهو يقاتل لصالح ألبرت ملك نافار في حصار فيانا يوم 12 مارس عام 1507 م.

دُفنت جثته في كنيسة فيانا يمين المذبح الرئيسي، ولكن الرفات لم تظل في هذا المكان لوقت طويل، لأن أسقف بامبلونا أراد نبشها ليـُعاد دفنها في أرض مدنسة، وانتهى أمر العظام بتفريقها.

إقرأ أيضا
حديد السيوف

 

إقرأ أيضاً

“بشهادة من عاصروه” كيف ندم حسن البنا على عمل الجماعة في السياسة

الكاتب

  • مكيافيلي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان