الديدان المضيئة التي تغطي حديقة في كاليفورنيا
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
خلال النهار في حديقة سيكويا الوطنية في وسط كاليفورنيا، تكون أشجار الخشب الأحمر العملاقة القديمة هي مصدر الجاذبية لكن في الليالي الخالية من القمر، ما ستجده على الأرض هو النجوم الحقيقية. الحديقة هي موطن لألفية ديدان فريدة تسمى “موتيكسيا سيكويا”، والتي تتميز بضوء أزرق مخضر.
جنس موتيكسيا – المكون من ثمانية أنواع، بما في ذلك تلك الموجودة في حديقة سيكويا الوطنية – هو الألفية الوحيدة المعروفة التي تتوهج في الظلام، وكلها تعيش على مقربة من بعضها البعض في نطاق من ثلاث مقاطعات في كاليفورنيا.
تنتج هذه الألفية في الواقع ضوءها الخاص عن طريق تفاعل كيميائي في أجسامها. تضيء بعض المخلوقات كوسيلة لجذب رفيق، كما هو الحال مع اليراعات. في حالة هذه الديدان، لا يتعلق الأمر بالجذب بل بالصد.
تحذير للمفترسين
ليس لدى ديدان موتيكسيا عيون لذلك لا يمكنهم حتى رؤية نور بعضهم البعض. التوهج هو تحذير للحيوانات المفترسة المحتملة. تنتج هذه الموتيكسيا سيانيد الهيدروجين السام كدفاع ضد المخلوقات الأكبر. إنهم يتوهجون للسماح للطيور والفئران والحيوانات المفترسة الأخرى بمعرفة أنهم سيدخلون عالم من المشاكل إذا تناولوهم. في حين أن الديدان لا تنتج ما يكفي من السم لقتل الحيوانات المفترسة، إلا أنها بالتأكيد يمكن أن تمرضهم. من المعروف أن الفئران تتجنب تناولها بعد تجربة تناول طعام موتيكسيا المزعجة في المعدة.
في عام 2011، أجرى فريق من العلماء من جامعة أريزونا تجربة لمعرفة ما إذا كان توهج الديدان هو الذي ساعد في ردع الحيوانات المفترسة. استخدموا كل من الديدان الحية والمزيفة، نصفها متوهج ونصفها لم يتوهج، وتركوها في الغابة بين عشية وضحاها. تم ربط الديدان الحية بالأرض لمنعها من التجول.
اللوز المر
أظهرت نتائج التجربة أن الديدان المتوهجة تعرضت للهجوم بأقل من نصف تلك التي لم تضيء. يشير هذا إلى أن الإضاءة الحيوية للألفية تردع الحيوانات المفترسة عن تناولها.
عندما لا تتوهج، فإن الموتيكسيا لها لون برتقالي وتقضي أيامها مدفونة عند أقدام الأشجار الضخمة في حديقة سيكويا الوطنية. يخرجون ليلًا لمضغ الأوراق المتحللة وغيرها من المواد النباتية. تعد ديدان موتيكسيا صغيرة نسبيًا بطول أقل بقليل من 2 بوصة ولكنهم يحتون على ما يكفي من السم لإصدار رائحة منبهة من اللوز المر، وهي رائحة مرتبطة بسيانيد الهيدروجين.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال