همتك نعدل الكفة
1٬047   مشاهدة  

الديون لم تكن أكبر أزمات مصر في عصر الخديوي إسماعيل “قصة وباء الماشية”

الخديوي إسماعيل
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اشتهر عن مصر في عصر الخديوي إسماعيل أنها غرقت في الديون الخارجية فتم اختزال مساوئ ذلك العصر في الديون وحدها، لكن هناك أشياء أخرى.

أزمة الكوليرا

الهجرة بمصر خوفًا من الكوليرا
الهجرة بمصر خوفًا من الكوليرا

لعبت الكوليرا دورًا في أزمات مصر في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد عام 1865 عن طريق الحجاج العائدين في تلك السنة من الحجاز، وقد بعث رئيس مجلس الصحة نشرة إلى القناصل زعم فيها أن الوباء الحاصل ليس من نوع الكوليرا بل هو شيء انتشر بين الأهالي من أدوات الحجاج الذين جاءوا إلى الإسكندرية.

اقرأ أيضًا
تاريخ الكوليرا في مصر .. هذه حكاية كل وباء

ولكن هذا الوباء لم يلبث أن انتشر في جميع أنحاء مصر، فوصل إلى الوجه القبلي وخاصة أسيوط وطهطا وقنا ونتيجة لقيام رجال الصحافة بمهاجمة الحكومة على صفحات الجرائد لعدم قيامها بواجبها في مكافحة المرض فانتشر الهلع والخوف في جميع أرجاء مصر وهجر كثير من الأهالي للبلاد حتى بلغ الذين هاجروا خارج البلاد في مدة شهر تقريبًا حوالي خمسة وثلاثين ألف شخص.

بلغ عدد من مات بسبب ذلك الوباء من الوطنيين 6039 شخصًا ومن الأجانب 165 ذلك غير 6104 شخصًا توفوا إبان فتكه بأسباب أخرى، فيكون مجموع من توفي أثناء ذلك الوباء حوالي 12308 شخصًا.

وباء الماشية

ماشية
ماشية

جاءت أزمة أخرى وهي وباء الماشية حيث انتشر وباء بين الماشية وكان مفزعًا للغاية ويقال إن الخسائر التي حدثت بين الماشية بسبب ذلك الوباء تقدر بحوالي 12 مليون جنيه مما كان له أكبر الأثر في زيادة سوء حالة الأهالي وإلى جانب هذا الوباء جاء انخفاض أسعار القطن المصري عقب انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية من أسباب الاضطرابات الاقتصادية إذ أثر ذلك في الصادرات والواردات مما أثر تأثيرًا بالغًا على إيرادات الدولة.

أزمة الفيضان

فيضان النيل
فيضان النيل

أزمة أخرى حكاها المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في كتاب عصر الخديوي إسماعيل حيث قال أن فيضانات النيل أخذت في عهد الخديوي إسماعيل في الزيادة والنقصان بنسب كبيرة مما أثر تأثيرًا سيئًا في اقتصاديات البلاد، ففي عام 1863 زاد فيضان النيل زيادة فاحشة فهدد القطر المصري بدمار محقق، وكانت نتيجة ذلك الفيضان الجارف القضاء على جانب عظيم من الحاصلات الزراعية فارتفعت أسعار القمح والذرة ارتفاعا فاحشًا مما أدى إلى غلاء شديد أوجب ارتفاع عموم أسعار حاجات المعيشة ارتفاعًا مخيفًا ثم انقطع وارد القمح بالمرة واشتد الطلب فلم يجد الفقراء له أثرًا، وأدى ذلك إلى استيراد كميات من اللحوم والمسلى والزيت من الخارج وتوزيعه على الجزارين والتجار لبيعه للأهالي وذلك للحد من تلك الأزمة.

إقرأ أيضا
من هو محمد صائم الدهر

اقرأ أيضًا
محاولات إثيوبيا للسيطرة على النيل .. بدأت مع الحملات الصليبية وكلها فشلت

ومع كل فيضان كان يأتي كانت المحاصيل تتعرض للتدمير ، ولم يستطع الخديوي إسماعيل إنقاذ البلاد من براثن الغلاء، ومما زاد من خطورة فيضان عام 1870 سقوط الأمطار بغزارة في مصر السفلى والوسطى فهدمت ما هدمت وجرفت ما جرفت واستمر نزولها بالقاهرة تسعة أيام، أما في عام 1868 فقد شح النيل في فيضانه إلى درجة أن ثمن مساحة أراضى الوجه القبلي كانت تعاني من نقص شديد في مياه الري مما أدى إلى غلاء شديد، وكان فيضان عام 1877 أقل منسوب للفيضان شهده عصر إسماعيل حتى لم يتسن ري ولو جانب يسير من الأراضي الزراعية فضج المزارعون والأهالي وتوقع الجميع حدوث مجاعة ، وحدثت فعلاً مجاعة شديدة انتشرت في جميع أنحاء القطر المصري فهلك ما يزيد على العشرة آلاف شخص نتيجة ذلك الجوع في مديريات جرجا  وقنا وإسنا فقط وأصبح الأهالي يتغذون على الأعشاب البرية.

الكاتب

  • عصر الخديوي إسماعيل وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان