الراقصة “بمبة كشر”.. ابنة قارئ القرآن وحفيدة سلطان مصر التي فرشت الموسكي بالسجاد
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تصنف بمبة كشر في جيلها على أنها واحدة من أشهر الراقصات في مصر، تربعت على عرش الرقص الشرقي لسنوات عديدة، وحصلت على لقب “سِت الكُل” بسبب شهرتها الواسعة في عالم الفن عامةً والرقص الشرقي.
اقرأ أيضًا
بدلة الرقص الشرقي .. كثير من التراث في زي واحد
كانت هي ثاني راقصة تمتلك عربة حنطور بعد الفنانة شفيقة القبطية، كما كانت هي أول فنانة تهتم بالشئون بالسياسية، حيث قامت بفرش شارع الموسكي، بأفخر أنواع السجاد على نفقتها الخاصة، وذلك من فرحتها بعودة الزعيم سعد زغلول من المنفى.
حفيدة “الأشرف أينال” سلطان مصر
وُلدت بمبة كَشرّ عام 1860م، بحي الجمالية بالقرب من مسجد الحسين، لعائلة السلطان مصطفى كَشرّ، أحد أثرياء مصر القلائل في ذلك الوقت، وكان والدها الشيخ أحمد مصطفى أحد قراء القرآن في مصر، كما كانت والدتها حفيدة “الأشرف أيتال” سُلطان مصر في عهد المماليك، وكانت بمبة أول راقصة تخرج من بيت ثري.
كان تسكن في المنزل المجاور لهم راقصة تركية تدعى “سلم”، كانت معروفة في قصور مصر، اقتربت منها بمبة وعملت معها في تقديم الموشحات، وبعد أن بدأت شهرتها انفصلت عنها في سن العشرين وكونت فرقة خاصة بها، ونافست أشهر راقصات مصر في ذلك الوقت، وهي الراقصة “شفيقة القبطية” وتفوقت عليها، وهي ثاني فنانة بعد شفيقة القبطية تركب الحنطور، وكان ذلك الحنطور أحضره لها خامس أزواجها من أوروبا وكتب عليه الحروف الأولى من اسمها بالإنجليزية، ونقشت تلك الحروف بالذهب الخالص.
بمبة كشر والسبع زيجات
اشتهرت بمبة كَشرّ في الوسط الفني بزيجاتها المتعددة، حيث أنها تزوجت سبع مرات على مدار حياتها الطويلة، أول زواج لها كان من شخص من عامة الشعب، كانت تمتطي الحمار الخاص به أثناء ذهابها لحفلات العرس وكان يرافقها في رحلات الذهاب والعودة، وسرعان ما انفصلت عنه لتتزوج بعده الفنان سيد الصفتي الذي كان له شهرة كبيرة في ذلك الوقت، وتزوجت بعده توفيق النحاس ابن شهبندر التجار وأنجبت منه ابنتيها حسن وخديجة، وبعدها انفصلت عنه لتتزوج أحد أعيان الوجه القبلي الذي أعطاها مهرًا ستين فدانًا، ثم ارتبطت بخامس أزواجها صاحب الغنى الفاحش الذي غمرها بالهدايا والنقود، ولكنها انفصلت عنه لتتزوج بعده من عازف القانون في فرقتها، ثم جاءت آخر زيجاتها وكانت من أحد أعيان القاهرة وكبرائها.
ضحت بمجوهراتها لإنتاج أول فيلم مصري
تعتبر بمبة كَشرّ أولى الفنانات المصريات والعربيات، التي ظهرت على شاشة السينما، حيث كانت إحدى بطلات أول فيلم روائي صامت ” برسوم يبحث عن وظيفة ” الذي أُنُتج عام 1923م، وأثناء التحضير لإنتاج الفيلم، تحفّظت عائلة المُنتج والمُخرج على أمواله بعد اتهامه بالجنون بسبب عزمه على إنتاج فيلم، حيث كان شيئًا غريبًا وقتها، وقررت بمبة كَشرّ أن تضحي بجزء من مجوهراتها لإنقاذ مشروع الفيلم من الفشل، و تدور أحداث الفيلم المترجم بالعربية والفرنسية حول الجوع والفقر في ذلك الوقت.
فرشت شارع الموسكي بالسجاد احتفالاً بسعد زغلول
حين عودة سعد زغلول من منفاه بجزيرة مالطا بعد قرار الاحتلال الإنجليزي، وحين عودته قامت بمبة كشر بفرش شارع الموسكي بوسط القاهرة بسجاد فاخر احتفالًا به، وفي الفيلم الذي شاركت في بطولته عام 1923م، ظهرت صورة سعد زغلول ضمن أحداث الفيلم معلقة على الجدار.
على رأسها صينية الذهب
تُعتبر كشر هي أول راقصة شرقية ترقص وهي تحمل على رأسها صينيةً ممتلئة بالنقود والذهب، وأصبح بعد ذلك تقليدًا شعبيًا، ثم اختفى قبل عقود.
أول من اخترعت الزار
حفلة الزار، هي في الأصل اختراع بمبة كشر التي قدّمت لجمهورها من الأعيان أوّل حفلة من ذلك النوع، حيث كانت تُقام سنويّاً بصحبة فرقة حسب الله الشهيرة.
نادية الجندي جسدت دورها
توفيت بمبة عام 1930م، عن عمر يناهز السبعين عامًا، وقامت الفنانة نادية الجندي في عام 1974م، ببطولة فيلم يحمل اسم “بمبة كشر”، ويحكي الفيلم تفاصيل حياة سِت الكُل.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال