الربط الكهربائي المصري مع السودان وآفاق التعاون في مجال الطاقة
-
كريم عبد العزيز
كاتب نجم جديد
جاء مشروع الربط الكهربائي المصري مع السودان بعد عمل مصر على مشروع قومي ضخم للتحول إلى محور إقليمي لتداول الطاقة، يشمل تحويل أراضيها وموانيها إلي ممرات لنقل أنواع الطاقة المختلفة، سواء من الغاز أو النفط ومنتجاته أو الكهرباء.
ذكر تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه في سياق التحول لمحور لتداول الكهرباء، تأتي السودان كحجر زاوية في هذا المشروع، بحيث تصبح بوابة الكهرباء المصرية إلى إفريقيا.
يجري التحضير لذلك عن طريق استغلال مصر وشبكتها القومية للكهرباء الممتدة عبر أراضيها شمالا وجنوبا شرقا وغربا لنقل فائض الكهرباء المصري ودول الخليج، إلى مناطق العجز في القارات الثالثة، أوروبا، أسيا وأفريقيا.
تقوم مصر في الوقت الحالي بتنفيذ ربط مع المملكة العربية السعودية عبر البحر الأحمر ، لنقل فائض دول الخليج الست التي ترتبط بشبكة موحدة لنقل الكهرباء بينها، إلى الشبكة القومية المصرية للكهرباء، ومنها إلي كلٍ من السودان والأردن وقبرص واليونان.
السودان معبر للطاقة المصرية إلى أفريقيا
بدأ الربط الكهربائي المصري مع السودان عبر الشبكتين القوميتين للكهرباء، في إبريل ٢٠٢٠ بقدرة مبدئية ٦٠ ميجا وات.
جرى الانتهاء من أعمال إنشاء الخط الكهربائي لربط البلدين في أبريل 2019 ،ويبلغ طوله بالجانب المصري نحو 100 كيلومتر وبالجانب السوداني نحو 70 كيلومتر.
في المرحلة النهائية يتوقع أن تصل قدرة الخط إلى ٣ جيجاوات من الكهرباء، تنقل معظمها عبر شبكة الربط الكهربائي اًلفريقي الجاري تنفيذها، بعد الربط مع أثيوبيا.
تستفيد الدولتين حيث تحصل مصر على قيمة الكهرباء فيما تحصل السودان على رسوم النقل عبر شبكتها إلى الشبكة الإفريقية.
سد العجز الكهربائي السوداني
يستهدف الربط الكهربائي إمداد السودان بنحو ٣٠٠ جيجا وات من الكهرباء في ظل العجز الضخم من الكهرباء التي تعاني منه البلاد.
النقص في الإمداد الكهربائي في السودان يصل إلى 60 % وإن القطاع السكني يستحوذ على 80 % من الإمدادات المتوفرة بينما تخصص 20 % للقطاعات الصناعية والتجارية.
كانت السفن التركية المولدة للكهرباء تولد نحو ١٣٠ جيجا وات من الكهرباء للشبكة السودانية، لكنها توقفت تماما في العام ٢٠٢٠ بعد توقف وزارة الكهرباء السودانية عن الدفع، نتيجة الأزمة المالية والنقدية التي تعاني منها.
ستسد الإمدادات المصرية معظم العجز السوداني، بعد انتهاء المشروع، مما يعزز استقلال القرار السوداني ويرسخ الاستقرار في البلاد.
الكاتب
-
كريم عبد العزيز
كاتب نجم جديد