الروبوتات وتاريخ استخدامها الذي يرجع إلى اليونانيين القدماء
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في القرن الحادي والعشرين، تعد الروبوتات جزءًا من الحياة اليومية. في المصانع، استحوذت الروبوتات بشكل متزايد على وظائف التجميع التي كانت يؤديها البشر في السابق. حتى إن بعض هذه المصانع تعمل بالروبوتات بالكامل. وفي الوقت نفسه، يستخدم الأشخاص العاديون تقنيات مزودة بالذكاء الاصطناعي مثل “سيري” و”أليكسا” و”مساعد جوجل” ليكونوا مساعدين رقميين يساعدون في أداء مهام صغيرة طوال أيامهم. بعض الناس لديهم مكانس كهربائية روبوتية تعمل في المنزل بشكل مستقل تمامًا. لكن هذا يطرح السؤال: ما هو بالضبط الروبوت؟
يمكن أن يكون الروبوت مجموعة متنوعة من الأشياء المختلفة. في الخيال العلمي، غالبًا ما يتم تصوير الروبوتات على أنها روبوتات شبيهة بالإنسان. كما ينتهي بها الأمر دائمًا إلى الإطاحة بالجنس البشري بأكمله. لكن الروبوت ليس من الضروري أن يكون شبيه بالإنسان، أو الحيوانات، أو أي شيء يشبه كائنًا حيًا على الأرض. فيمكن تعريفه على أنه “أي آلة تعمل تلقائيًا لتحل محل الجهد البشري. مع أنها قد لا تشبه البشر في المظهر أو تؤدي وظائف بطريقة شبيهة بالإنسان”. باستخدام هذا التعريف، كانت هناك العديد من المحاولات لإنشاء روبوتات عبر تاريخ البشرية، وبعضها ساعد في إنشاء الأساس لأصدقائنا الميكانيكيين اليوم.
مساهمات اليونانيين القدماء
أحد أقدم الأمثلة على إنشاء الروبوت كان “حمامة أرخيتاس”. كانت الآلة الشبيهة بالحمامة مصنوعة من الخشب، وفي الداخل كانت هناك غلاية تنتج بخارًا كافيًا لجعل الجهاز يتحرك جوًا. كل ذلك بمفرده.
تألق اليونانيين لا يتوقف مع الحمام الآلي؛ حيث صنعوا السقاة الآليين أيضًا. المعروف باسم “الخادم الألي لفيلون”. كانت هذه الأداة الغريبة تمثالًا يشبه الإنسان يرتدي زي الخادمة ممسكًا بإبريق مملوء بالنبيذ في يده اليسرى، ويمد يده اليمنى لشخص ما ليأتي ويضع كأسه. عندما وضع الكأس على يده اليمنى، داخل الآلية، كانت هناك حاويتان منفصلتان من النبيذ والماء متصلتان بالإبريق بواسطة أنبوبين منفصلين. عندما يضع الشخص كوبه على يده اليمنى، يمتلئ الكوب بالنبيذ، حتى يدفع وزن الكوب اليد اليمنى لأسفل بما يكفي بحيث لا يتدفق أنبوب النبيذ من خلال الإبريق، ويمتلئ بقية الكوب بالماء.
الحواسيب القديمة والأبواب الآلية
بكل جدية، لم يستخدم اليونانيون عبقريتهم فقط لخلق الترفيه. تم إنشاء آليات أخرى مفيدة ومذهلة من قبل مخترعي الماضي القديم. كان أحد هذه الإبداعات هو “آلية أنتيكيثيرا” التي تعد أول حاسوب في العالم. عمل الجهاز بواسطة تجميع تروس مختلفة متشابكة معًا وعندما يتم قلب مقبض، تتحرك سبع أيدي بسرعات مختلفة تخبر عن دوران الأجسام السماوية، مثل الشمس أو القمر. عن طريق “برمجة” هذا الحاسوب، ستكون الآلية قادرة على العمل كتقويم والتنبؤ أيضًا بموعد حدوث الخسوف الشمسي والقمري.
اخترع أحد المخترعين اليونانيين القدامى، هيرو السكندري، أبوابًا آلية باستخدام النار داخل المعابد. عملت أجهزته الفريدة باستخدام النار المشتعلة داخل المعبد التي كانت متصلة بوعاء تحتها مباشرة. كان هناك ماء داخل الوعاء، وعندما يتم دفع الحرارة من المعبد لأسفل، سيتم إجبار الماء داخل الوعاء الأول على رفع أنبوب متصل بوعاء أخر. هذا الوعاء كان معلقًا من السقف ومتصل بأعمدة الباب. عندما يمتلىء الوعاء بالماء ويصبح أثقل، يسحب حبال تصله بالأبواب مما يفتحها. بعد إخماد النار، تتبدد الحرارة وتغلق الأبواب.
مستقبل الروبوتات
أصبحت الروبوتات اليوم جزءًا لا يتجزأ بشكل متزايد من كيفية عمل عالمنا، وهو اتجاه لا يبدو أنه سيتوقف في أي وقت قريب. تُستخدم الروبوتات اليوم للأغراض العلمية، مثل مركبات المريخ الجوالة، التي لديها القدرة ليس فقط على الهبوط على جسم سماوي مختلف غير كوكبنا الأصلي، ولكن لالتقاط الصور وجمع العينات للعلماء لدراستها مرة أخرى على الأرض. تُستخدم الروبوتات لأغراض الترفيه، حيث تمتلك العديد من الأسر في أوروبا وأمريكا كلابًا آلية تلعب وتتفاعل مع الناس. روبوت واحد على وجه الخصوص، صوفيا، التي تم تطويرها لتبدو وكأنها شخص وتقلد السلوك البشري، مُنحت الجنسية السعودية في عام 2017.
مع تقدم البشرية إلى المستقبل، سيستمر التقدم في مجال الروبوتات والتكنولوجيا في تغيير حياة الناس. أعلن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أبريل 2022 أنهم اخترعوا جهازًا يمكن أن يسمح للجراح بإجراء عملية جراحية لمريض عن بعد باستخدام عصا تحكم. تستخدم الآلة لعلاج السكتات الدماغية التي تسببها جلطات الدم. أصبحت التقنيات الأخرى، مثل السيارات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد، أكثر شيوعًا. إذا كان هناك أي شيء مؤكد، فهو أن صناعة الروبوتات ليست في ذروتها، بل هي مجرد بداية.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال