الزغلول الحقيقي .. مع الاعتذار لكل المعلقين
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بعدما استقلت من القوات المسلحة في يناير ٢٠٠٥ عملت في قسم الحسابات لدى واحد من أربعة موزعين لشركة سيارات ألمانية كبيرة جدا ولها معرض كبير في حي مصر الجديدة على بعد خطوات من شقتي.
وفي أحد الأيام دخل صالة العرض المعلق الشهير والمدرب المحلل وضابط الشرطة السابق ومعه فتاة لما تتجاوز العشرين من عمرها، وعلى غير العادة لم يتحرك أحد من مديري المبيعات للقاء الرجل الشهير الذي اصطحب صديقته ونزل إلى الدور الأرضي حيث تعرض سيارة جديدة، بل حتى لم يتحرك مسؤولوا المبيعات الصغار، ابتسم الكل ابتسامة المؤامرة وبقوا ساكنين في أماكنهم يداعبون هواتفهم المحمولة إلا أنا المسؤول عن القروض لدى هذا الفرع.
غادرت مكتبي مسرعا وقفت على بعد أمتار واضعا ابتسامة إعلانات لطيفة للضيف المشهور وهو يعد فتاته باقتناء السيارة قريبا، هالني منذ ١٦ عاما تجاعيد الرجل وفارق السن بينه وبين فتاته لكنني احتفظت بابتسامة الإعلانات نفسها وبقيت متفرجا أسجل كل ما يحدث ليوم مثل هذا الذي أكتب فيه.
وبعد خمسة عشر دقيقة من تجربة السيارة – على الواقف – اصطحب زغلول التعليق صديقته لخارج الفرع واعدا إياها باقتناء سيارة مثلها في القريب العاجل.
هرعت بمنتهى السذاجة إلى مدير المبيعات لاسأله لماذا لم يتحرك أحد لتسويق السيارة لمثل هذا الزائر الشهير المهم فابتسم بحنان أبوي سمح له به فارق سنوات العمر بيننا وقال ضاحكا
- الزغلول بييجي هنا كل شهر مع واحدة شكل لا بيشتري ولايحزنون، هو بيسوق لنفسه عن طريقنا
هي حياته الشخصية هو حر فيها تماما لكنها في الوقت ذاته أسلوب حياة، كان يعلق على السيارة تمامام كتعليقه في حلقات برنامجه والمبارايات المسؤول عنها.
وبالفعل شاهدت المشهد مكررا لشهور بعد ذلك مع تغير البطلة حتى رحيلي من الشركة للعمل في تأسيس موقع السينما
اقرأ أيضا
موسيماني .. شكرا إدارة النادي الأهلي المُعلم
لهذا عزيزي القاريء العزيز وعندما قرأت تصريح صاحب الغية الحمام ابتسمت أنا الأخر بعد مرور ما يقرب من ستة عشر عاما، الزغلول الذي أهان جمهور الأهلي يوما ما وأهان جمهور الزمالك ولم يتوقف عن الزغللة لم يتغير رغم مرور السنين.
ما زال قادرا على بيع الوهم لمن يشتريه.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال