همتك نعدل الكفة
1٬288   مشاهدة  

“الزلازل” كارثة لا يمكن التنبؤ بها فتجنَّب مخاطرها

حزام الزلازل
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



في زمن ليس بالبعيد عاشت مصر أحداثًا مؤسفة بفعل زلزال 92 الشهير الذي سجل 5.8 درجات على مقياس ريختر، راح ضحيته أكثر من مئتين وخلَّف عشرات المصابين؛ والآن تعيش تركيا وسوريا الشقيقة المشاعر نفسها وأفظع بعد موجة من الزلازل العنيفة أسفرت عن آلاف الضحايا والمصابين، تضافرت الجهود الدولية لإغاثتهم وتقدمت مصر بين المشاركين بإرسال المساعدات للمناطق المنكوبة.

تتكون الزلازل بشكل عام نتيجة لسببين رئيسيين: الأول الانفجارات البركانية، الثاني صدوع تحدث على أطراف الصفائح الصخرية التي تحمل قارات العالم- المناطق الأضعف في القشرة الأرضية-؛ للأسف تقع مصر على أحد تلك المناطق التي يُطلق عليها “أحزمة الزلازل”، تمتد من جنوب الأناضول مرورًا بخليجَي السويس والعقبة وصولًا إلى وسط البحر الأحمر، وتعتبر منطقة الخانكة ودهشور وبعض مناطق الصعيد معرضة أيضًا للزلازل الضعيفة والمتوسطة.

الزلازل من الظواهر الطبيعية التي يصعب التنبُّؤ بها نظرًا لحركة باطن الأرض غير المستقرة بشكل دائم؛ مما يؤدي إلى تداخل الإشارات التي تلتقطها المراصد وعدم قدرة العلماء على تحديد إمكانية حدوث زلزال ناهيك عن تحديد قوته، ولا يمكن لأنظمة الإنذار تحذير المناطق المنكوبة إلا بعد استشعار الموجات الأولى.

عند حدوث زلزال اتبع الآتي:

توضيح كيفية الاحتماء
توضيح كيفية الاحتماء

في حال وجدت أجهزة إنذار لا يملك الشخص داخل البناء سوى دقائق معدودة لاتخاذ القرار قبل أن يضرب الزلزال بشكل مدمر، وهنا لا يجب الاندفاع نحو الأبواب والمسارعة نحو الخروج خاصةً وأن استخدام المصاعد والأدراج غير آمن، وإن كان من الضروري المغادرة يُفضَّل استخدام الدرج.

يمكن الاحتماء تحت طاولة متينة مع الحرص على تغطية الرأس بالذراعين، بعيدًا عن النوافذ والثريَّات وأي أثاث سهل الكسر أو ثقيل؛ أيضًا يُنصح بفصل الغاز والكهرباء واستخدام مصابيح ببطاريات للإضاءة بديًلا عن القدَّاحة أو الثقاب لاحتمال وجود تسريب غاز بفعل الهزَّة.

بعد انحسار الموجة يتوجه الجميع بشكل منظم وهادئ خارج البناء تجنبًا لأي انهيار يمكن أن يحدث نتيجة لتأثره بالزلزال، ثم التوجه نحو أقرب ملجأ مع السير بعيدًا عن الأشجار والمباني خاصةً العالية.

في الخارج يجب تجنُّب أي أجسام معرضة للسقوط مثل الكباري، أعمدة الإضاءة، خطوط الكهرباء اللافتات وما شابه؛ من الطبيعي أن يتجمع الناجون في مناطق آمنة ثم حصر المفقودين وتكوين فرق الإنقاذ.

بالنسبة للمحتجَزين تحت الأنقاض يجب أن يتوقفوا عن أي حركة أو محاولة لتحريك الركام، حتى لا ينتج انهيار آخر قد يؤدي إلى مقتلهم أو تضيق الخناق أكثر، ومراعاة تغطية الأنف بأي قطعة قماش تحميهم من استنشاق الغبار للصمود أطول مدة ممكنة. لتوجيه فرق البحث إلى مكان الاحتجاز يمكن استخدام طوبة أو خشبة من الحطام للخبط على أقرب حائط متماسك؛ لذا يلتزم المشاركون في الإنقاذ الهدوء، ومن الخطأ التطوع لإخراج المحتجزين دون وجود متخصص أو شخص ذي خبرة يمكنه تقييم المخاطر حفاظًا على أرواح كُلًّا من المحتجَز والمنقِذ.

بعد انقشاع الزلزال وتوابعه لا يمكن خفض درجة الحذر خشية وقوع موجات ارتدادية، ولا يستطيع السكان العودة إلى الأبنية قبل التأكد من جاهزيتها وعدم وجود أضرار خطيرة بالجسم والأساسات.

ما قبل الكارثة… تقنيات المباني المقاومة للزلازل

رسم متحرك يوضح التصميم الأفضل لمقاومة الزلازل
رسم متحرك يوضح التصميم الأفضل لمقاومة الزلازل

تسعى الدول المعرضة لمخاطر الزلازل بشكل دائم نحو تدبر الأمر قبل وقوعه، بإنشاء الملاجئ المخصصة وموضعتها وفقًا للتوزيع السكاني، والأهم من ذلك حماية الأرواح المعرضة لخطر انهيار المباني فوق رؤوسهم. عن طريق تصميم المباني المقاومة للزلازل التي تتسم بالمرونة غير المخلَّة بالصلابة، بحيث يتحمل المبنى الاهتزاز ويتجاوب معه دون انهياره وبالطبع يتكيف المبنى داخليًا مع تلك المرونة حتى لا تنهار الحوائط من الداخل.

إقرأ أيضا
أغنية أنا قلبي إليك ميال

يعمد المهندسون في دول مثل اليابان إلى تزويد المباني بقاعدة عزل سمكها نصف متر من المطاط تتمركز تحت الأعمدة، وتركيب تقنيات التحكم في الاهتزاز لتخفيف قوة الرجة التي يتعرض لها المبنى على الطوابق الأعلى- وهو ما يرفع معدل المرونة-.

لكن توجد طرق أقل تكلفة يمكن الاعتماد عليها لحماية البنايات من الانهيار، باختيار تصميم على شكل منتظم وتلاشي البناء على أشكال مثل المثلَّث أو متوازي الأضلاع، وجعل الطوابق تعلو على وتيرة واحدة بحيث يكون كل طابق متاشبهًا مع ما أعلاه بالقياسات نفسها وبمسافات متساوية، مع مراعاة استواء التربة أسفل الأساسات وصلابتها وبُعدها تمام البعد عن مصادر المياه الجوفية.

الكاتب

  • الزلازل إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان