الزمالك .. “ويمكرون”

بعد أن هدأت الأعصاب بعد موقعة الزمالك والرجاء المغربي ،لدينا ما نريد أن نقوله كزملكاوية :

يقول الكاتب مارك توين : يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذائها

وربما لم يكن يصدق الكثيرون تلك المقولة أو مضمونها لولا رؤية ما حدث بالأمس ، وما سبقه من محاولات مضنية كي لا يحدث .. “الزمالك يفوز على الرجاء المغربي بعد أداء أبهر القارة السمراء ، ويتأهل لملاقاة غريمه التقليدي ، النادي الأهلي” .. تصور معي عزيزي القارئ كم من المجهودات قد أُهدرت بعد هذا المانشيت . كم صحفي فبرك أخبار ضد الزمالك ولم تفلح ، كم حاول الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أن يحيل بين نادي الزمالك ونهائي القارة ولم يفلح . كم برنامج موجه بالتعمد وبالأخص من هم على يوتيوب ولم يفلحوا .. كم جريدة حاولت بشكل شرس إسقاط الزمالك وتدمير الروح المعنوية للاعبيه ولم ينجحوا . إنها الحقيقة التي إذا ظهرت ، إنزوي الكذب خجلًا .

كان فوز الزمالك على الرجاء صادمًا للحد الذي لم يستطع من روجوا للكذب الحديث بعده ، كانت الحقيقة كشاف في كهف يسكنه الخفافيش .. أخبار بهروب فرجاني ساسي ، وتمرد بن شرقي ، وأخبار عن خلافات بين مصطفى محمد وإدارة النادي ، فيتألق فرجاني ساسي ، ويبدع بن شرقي ، ويسجل مصطفى محمد ، أخبار عن انهيار الزمالك ، فيجبر الزمالك الجميع أن يكتبوا : الزمالك في النهائي ! .. محاولات لخرق اللوائح وتأخير المباراة ، وصناعة بلبلة ما بعدها بلبلة ، فإذا جاء موج الزمالك هرب العابثون .

دروس بعد موقعة الزمالك والرجاء المغربي 

 أرى أن تماسك الزمالك في الملعب يرجع للثلاثي المحترف : فرجاني ساسي ، وأشرف بن شرقي ، وأوناجم . هؤلاء الرجال أصحاب أعصاب فولاذية ، وهو ما افتقده الزمالك على الأقل في العقد الأخير ، كان الزمالك يعاني من ضعف شخصية لاعبيه وسرعة الانهيار أمام أي موقف صعب ، أتذكر حين كان الزمالك في نهائي دوري الأبطال ضد صن داونز ، كان هناك ثلاث لاعبون من الزمالك يبكون خلال المباراة .. وهو ما تذكرته بعد أن صرخ فرجاني ساسي في اللاعبين عقب إحرازه الهدف الأول بالأمس . أتذكر حين كان الزمالك يتلقى الهدف الأول في أيًا من المباريات الكبيرة فيتبعه الثاني والثالث وربما الرابع والخامس .. من شاهد الزمالك في العشرية السوداء يعرف أن شبه معجزة قد حدثت .. ثمة جسد ميت دبت في الروح ، ثمة تاريخ قد أضيف إليه الحاضر وربما المستقبل .

أهداف الزمالك والرجاء المغربي

إقرأ أيضا

قبيلة البيراها ترفض التبشير وتُعلّم المبشر”دانيال” درسًا في السعادة والبساطة

وحينما تتأمل ما فعله الزمالك في مقابل ما توجه له من محاولات تشكيك ، فإن الموضوع يعد درسًا أبعد من كرة القدم ، هو درسًا في حياة الناجحون على العموم ، ألا تلتفت لكل تلك الضغوط مهما حاول الكاذبون دس خناجر الإشاعات في صدرك .. ألا تهزمك الإشاعات وتنال منك الاتهامات ، ويشوهك المستأجرين ونالوا منك وأسقطوك مؤقتًا . وتذكر أنك من ستصنع مستقبلك مهما ” يمكرون “