رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
561   مشاهدة  

أنجبت وحدي وصرف والداي على بناتي حتى أفقت من غفلتي – حلقة ٢

الزوج


 كم من الوقت مر على تركه البيت و الأم والجنين؟ عام ونصف،حدثت خلالها محاولة للصلح من قبل أهل الزوجة ،ولكن ثالوث الظلام افتعلوا مشكلة وقامت على اثرها اخت الزوج بضربها على ظهرها حتى تُسقط الجنين ولكن كان لله رأي اخر ولم يحدث للجنين مكروه, وانتهت الجلسة الدامية بانتصار ثالوث الظلام وتعقُد الامر اكثر و اكثر.

بعدها وضعت مولودتها الثانية في غياب تام له او لاحد من اهله،ثم جاء بعد الولادة بعدة ايام مع صديق له! ليرى مولودته واستاء جدا عندما علم أن الأم قامت بتسميتها واستخراج شهادة ميلاد لها ( كلمة وقاحة هنا لا تكفي).

وجدت المسكينه نفسها مع طفلة لم تكمل الستة أشهر بعد و معها رضيعه ،وليس لها مورد رزق سوى والديها الذين لم يقصروا معها في شئ تبعاً لامكاناتهم التي صارت محدوده نظراً لكبر سنيهما ،ولا مجال امامها للعوده للعمل وترك طفلتين رضيعتين،حاولت معه مراراًان يقوم بواجبه نحوهما بالإنفاق و رؤيتهم حتى يصبحوا اطفال اسوياء، وعندما علمت والدته بمساعي الصلح قامت بمهاتفة والدتها وأقاربها وشتمهم وسبهم حتى تقطع الطريق على أي محاولة للصلح وتكرر هذا الموقف بتكرار محاولات الصلح وبمباركة منه.

بعد ذلك وقع حادث لهذه الام دخلت على اثره المستشفى وقامت بعمل عمليات في العظام استمرت معها حتى آخر عمرها ( لا ادري هل هذا الحادث افاقها من غفلتها وعرفت أن هناك ربا ينتقم من الظالم أم ماذا ؟ فأنت لا تستطيع ان تعرف ما يدور في عقل هذه المخلوقات)، بعدها مباشرةً قام بالاتصال بها وعرض الصلح شريطة أن ترضخ لكلامه و “لا تعصي له امراً”، ولانها لم يكن لديها خيار اخر او هكذا صور لها عقلها الساذج فقد قِبلت رغم اعتراض الاهل للمرة الثانية ولكنها وضعت نُصب عينيها طفلتيها اللتين لم يكن ذنبهما سوء اختيار الام لوالدهم ولانه لن يقوم بالصرف عليهما أبداً إن هي رفضت العودة.

مضت الحياه و كانت تحمل عنه كل أعباء البنات هي مسئوليتها وكان والدها يساعدها في ذلك حتى ان بناتها مازلن يدينون له بالفضل في تعليمهن اللغة العربية التي اتقنوها منه و مازلن يتذكرن الجده والطعام الذي كانت تعده لهن كعادة كل الجدات الاسوياء،وعلى جانب الجدود الاخرين كان الوضع قد هدأ قليلاً لان الزوج كان يُغدق عليهم بالأموال بل و يقتطع لهم راتب شهري يكاد يكون ثلث دخله إن لم يزد على ذلك حتى يكفوا أذاهم عنه ،وكانت الأخت بعد ان طُلقت من زوجها الأول ،قد تزوجت ثانيةً من أول طارق يود الزواج شريطة ألا تدفع شيئاً من تجهيزات الزواج كما حدث في المرة  الاولى (فهم لا يعطون أموال لا لولد او لبنت) وإن كانت من تصريفات القدر أن الزوج الثاني كان أكثر اضطراباً نفسياً منهم!! وظلت اخته تحاول الانجاب عدة سنوات حتى مَن الله عليها بطفل بفضله ورحمته، وظنت المسكينة أن الصفحة قد طويت وأصبح لا مجال للاحقاد الان فهم ينهلون من أمواله كما يشاءون والاخت قد رُزقت بما كانت تتمناه.

وهي تتحمل كل مسؤوليات المنزل و الدراسه و الاطباء وتربية البنات و تمرينات النادي وإن كان قد اعترض على ممارسة البنات للرياضة بحُجة انه لا يحب أن يخرجوا من المنزل وكأنه سجن لا يجوز الخروج منه،وعندما الحقت البنات بمدرسه لتعليم التنس واخبرته انها تريد ان تتعلم معهم فرفض تماما الفكرة بحجة انه يغير عليها!

كانت تذهب وحدها الى  اجتماع مجالس الآباء وتحل مشاكلهم في الدراسه و المنزل و مع صديقاتهن وهو لا يعلم شيئاٌ ولا يحب سماع اي مشاكل فهو يأتي البيت فقط للاستجمام من مشاكل العمل.

و لأنه كان مُتفرغ تماما للعمل كان من الطبيعي أن يكبر فيه لذلك قرر أن يستأجر شقه في مكان ارقي وهنا وقفت له المسكينة تحاول إقناعه بشراء شقة (باسمه) بدلا من انفاق نقود لا عائد لها واستمرت شهور حتى اقتنع بالفكرة وفعلا اشترى شقه و لأول مرة يشعر بـأنه قد امتلك شيئاٌ،في نفس الوقت كان والداها واخوتها يقومون ايضاٌ ببيع شققهم للنقل إلى مكان أفضل ، وقد نصحها والدها بشراء شقة بأسمها كما اخوتها ولكنها للمرة الثالثة ترفض النصيحة و اخبرته ان لديهم بالفعل شقه وأنها ستأخذ أموال الشقه لتشتري بها سيارة جديدة ،وقامت بكتابتها باسم الزوج!! ( انا مثلكم اتعجب من هذه التصرفات الحمقاء)

ازدادت عزلتها أكثر بعد أن كبرت البنات قليلاٌ و أصبحن يعتمدن على أنفسهن ،فطلبت منه أن تأخذ دورات تدريبية في اللغة التي كانت تتقنها ثم نسيتها فاخبرها ايضاٌ انه لا يوافق لنفس الحجة السابقة فهو يغير عليها (لكن كل ما تقوم به من مقابلات في المدرسه او الاطباء او اي مسئوليه تقع عليه فهي لا تُثير غيرته)، و استسلمت ايضاٌ لرأيه وخضعت لقراره.

بعدها مرض والدها و اخبرها الاطباء انه في المرحلة الأخيرة من مرض السرطان ، لم يكن اباٌ عادياٌ بالنسبة لها بل كان السند الأكبر في حياتها ،كان معنى للتضحيه و الإيثار فعندما تمت الثامنة عشر من عمرها اشترى لها سيارة وكانت عندما تعطل يطلب منها الرجوع للبيت معززة مكرمة و يذهب هو لإصلاحها هذا مثال بسيط لتتصوروا معي عطاء هذه الشخصية.

لم تُصدق كلام الاطباء وكانت تذهب مع أختها لأي طبيب لعله يعطيها املاٌ ،كان ذلك في شهر يناير وكانت تعود من عند الاطباء في الثانية عشر ليلا أو بعد ذلك لتجد زوجها يجلس أمام التلفاز بمنتهى الأريحية (هذا هو الرجل الغيور الذي يخاف عليها من كل شئ) لم يعرض عليها ولو لمره أن يذهب معها لاي طبيب لان الوقت متأخر والشوارع في هذا التوقيت تكاد تكون خالية،فهذه التفاهات لا تشغله.

مكث الاب شهراٌ واحداٌ وبعد ذلك استرد الله وديعته وكانت الصدمة الاولى في حياتها والتي شعرت حينها بانكسار لازال يلازمها حتى الآن، أما عن ردة فعله فطبعا لا شئ ولا حتى بكلمة مواساة بل كان يتأفف من حزنها عليه.

ازداد ثقل الأيام و زاد وقت الفراغ لديها وهنا وقفت مع نفسها ولاول مره تقرر مواجهة المُتسلط ، قالت له و بنبرة حاسمة وبإصرار لم يعهده منها من قبل انا اريد الانفصال فهذه (الحياه) لم أعُد احتملها ولم يبق لدي شئ لأمنحه،هنا ادرك انها ولاول مره قد أفاقت من غفلتها فالأعمى قد أصبح بصيراٌ، فعرض عليها الذهاب لطبيب نفسي لأنه شعر بالخطر الحقيقي لأول مرة،ذهبت إلى طبيب نفسي من اعلام الطب النفسي في مصر ويشار له بالبنان، و جلس معها عدة مرات ثم طلب منها رؤية الزوج ، ذهب الزوج ايضاً وجلس معه الطبيب عدة جلسات واخبره انه لابد من اعطائها بعض الحرية في رؤية الاهل والاصدقاء حتى لا تذهب بلا عوده ووافق الزوج  مُجبراً فكيف له أن يترك ضحيته بهذه السهولة وكيف يجد اخرى بسذاجتها، ثم طلب منها الطبيب طلباً غريباً لم تفهمه حينها ولو كانت قد أخذت برأيه لتغيرت القصة تماماً ولما وصلت للنهايه المأساوية التي ستصل إليها بعد ذلك ،فقد قال نصاً  [ هذا الشخص لديه اضطراب في الشخصية موروث من العائله و هو وجميع عائلته فخورين بذلك ولا يقبلوا العلاج، هذا الاضطراب ناتج عن قسوة مُفرطه في الطفولة تدفعه للانتقام مما حدث له مع أنُاس لا ذنب لهم ، ورفضه للعلاج و إيذاء من حوله عامداً متعمداً وليست أفعال هو مُجبر عليها أو تتم بدون ارادته، ،وهو لا يملك مشاعر لأي أحد سوى نفسه ولايُحب أو يرى غيرها، ولا يشلإر بأي تأنيب للضمير أو شعور بالاخر او محاسبة للنفس ،والحل هو أن تتركيه الان ،قبل ان يُجردك من كل شئ ويتركك بلا حتى ملابسك !!] ومع انها رأي طبي مبني على معطيات وصولاً الى نتائج ،الا انها كانت بمثابة نبوءة عراف من فرط صدقها.

هنا حاول الزوج البدء من جديد بمرحلة القصف العاطفي والوعود بالتغيير والندم على ما فات واصبح يسمح لها بالخروج وعندما طلبت منه ان يكمل علاجه لدى الطبيب أخبرها بأنه مجنون ويريد ان يُخرب بيتنا الجميل.

إقرأ أيضا
ماراثون

اصبح الان بإمكانها الخروج ، ولكن إلى أين ؟ ومع من؟ فقد قُطعت علاقتها مع اصدقائها واهلها.

 

(رداً على تساؤلات كثيره وصلتني ،فهذه ليست قصتي الشخصيه ،ولكن وكما سبق وان نوهت هي مُلخص لقصص واقعيه مُشابهه، جميع بطلاتها وقعن ضحية لعلاقه سامه مع شخص مُضطرب نفسياً)

إقرأ الحلقه الاولى

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
2
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان