الزومبي الحقيقي.. حكم مسلمي البرازيل وقاد ثورة العبيد ضد البرتغال
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تستمد فكرة أفلام الزومبي التي بدأت منذ ستينيات القرن الماضي على يد المؤلف جورج روميرو، من سيرة أناس أموات في أجساد أحياء وموجودين في الدنيا بالسحر الأسود لأكل البشر أحياءاً إما لقتلهم أو لعضهم فيكونوا مثلهم، غير أن أول من تسمى بالزومبي لم يكن مثل ما جاء في الأفلام، وإنما كان شخصية حملت الاسم بـ “زومبا” عند البرازيليين و زومبي عند العرب المسلمين، وكانت هذه الشخصية شاب مسلم استطاع شن ثورة لتحرير الأفارقة الساكنين في البرازيل عام 1678 م.
ربما كان المسلمين هم الذين سبقوا البرتغاليين في اكتشاف البرازيل، وذلك طبقاً لما ذكره المؤرخ البرازيلي محمد واقواقوا في مذكراته عام 1854م، حيث قال أن اكتشاف البرازيل يعود عندما رست سفينة “كابرال” على ساحل “البرازيل”، وكانت تضم مسلمين كثر لعل أشهرهم شهاب الدين أحمد بن ماجد، وموسى بن ساطع، وكان توقيت رسو هذه السفينة قبل اكتشاف البرتغاليين لمنطقة البرازيل عام 1500 م بسنوات كثيرة، وأشار إلى أن قدوم البرتغاليين للبرازيل جرى بمساعدة البحارة البرازيليين الذي كانوا متخصصين في الملاحة.
وكان سبب تواجد المسلمين في البرازيل، هو الهجرة التي قاموا بها من الأندلس هرباً من محاكم التفتيش الذي شنتها السلطات الإسبانية بعد القضاء على الحكم الإسلامي بها.
وكانت أكثرية المنحدرين من المسلمين في البرازيل من ذوي أصول إفريقية، وتحولوا لاحقاً إلى عبيد في العهد البرتغالي، فقامت العديد من الحروب بينهما كانت الغلبة في أكثرها للمستعمر الذي كان يمتلك مدفعيةً ثقيلةً وسلاحًا متطوِّرًا ؛ ليبرز دور جانجا زومبي ملك دولة بالماريس الإسلامية.
كان جانجا زومبي، ابن نجلة ملك الكونغو الذي قاد معركة ضد البرتغاليين وانهزم فيها وعقب الصراع بين زومبي والبرتغاليين عرض بيدرو ألميدا الحاكم البرتغالي معاهدة صلح مع دولة بالماريس قضت بمنح الحرية لكافة العبيد المسلمين شريطة دخول بالماريس تحت سلطة الحكم البرتغالي.
لم يوافق زومبي على المعاهدة رغم تأييد الكثيرين لها، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم الأمان وأزمة الثقة التي كانت لدى دولة بالماريس تجاه البرتغاليين، فقاد زومبي المعارك ضدهم ، منذ عام 1678م ، ولم تستطع السلطات البرتغالية إيقاف مد المسلمين إلا بعد مقاومة طويلة والاستعانة برجال الحدود من مقاطعة “ساوباولو” والتي كان اسمها باوليستا، و سقطت بالماريس تمامًا في أيدي البرتغاليين عام 1694م، وأصيب زومبي إصابةً في إحدى قدميه أثناء المعارك الأخيرة.
ورغمًا عن ذلك أكمل ثورته على المستعمر البرتغالي بعد سقوط بالماريس، إلا أن البرتغاليين استطاعوا أن يعثروا على مخبأه بسبب خيانة أحد أتباعه؛ ساومُوه على حياتِهِ مُقابل أن يدلَّهم على مكان مخبأ زومبي، وبعد القبض على زومبي تمّ قتله على الفور في 20 نوفمبر 1695م
إقرأ أيضاً
عن حريق مهرجان الجونة والشعب الشمتان بطبعه
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال