الزير ونفرتيتي .. عندما أحب زياد الرحباني كارمن لبس
فيما يُشبه الفيلم التسجيلي قدم زياد الرحباني تجربة التحضيرات لحفل “هدوء نسبي”، الذي كان يحوي عشر قطع موسيقية-تسعة منها من تأليفه- يُمكن وضعها تحت يافطة موسيقى الچاز، وأثناء فرجتي على مجموعة الڤيديوهات، التي تحكي التجربة، كنت ألاحظ ألقاً ولهفة وشغفاً في العينين وميلة الجسد لواحدة من البنات دون غيرها، وبالتدقيق والتساؤل عرفت أنها كارمن لُبس المُمثلة؛ ففهمت، وقلت: آه؛ علشان كده!!
الفيديو الأول لتحضيرات حفل هدوء نسبي:
زياد ودلال قصة حب وزواج وتقطيع هدوم، يقول زياد أنه السبب في فشلها؛ فترد دلال بسرد الحكاية كلها في مجلة الشبكة الفضائحية؛ فتشعر أنها تتحدث عن يوسف بك وهبي حين مثل دور الشيطان؛ فيكيد زياد ويرد بأغنية مربى الدلال، وأغنية بصراحة، وتصل الذروة إلى إعلانه على الملأ في الإعلام والمحاكم أن الأبن الذي أنجبته دلال أثناء فترة زواجهما ليس أبنه البتة.
أغنية مربى الدلال:
أغنية بصراحة:
ألتقت كارمن زياد عام ١٩٧٩ وهي بنت ١٦، وعاوزة تمثل؛ فيخبرها أن كل هذا الصدق الذي بعينيها وعروقها للتمثيل لا قيمة له إن لم تكن “طبيعية”؛ كما تقول كارمن.. تبدأ في التمثيل والغناء في مسرحياته، وتقديم حفلاته، لا تتخلى عنه فنياً، وتكون أكثر المتحمسين لما يقدمه، وتأخذه جد بشكلٍ ملحوظ، لوحظ معه أيضاً هذا الإعجاب الذي سرى بينهما بعد قصة ناقر ونقير/ دلال وزياد.
كارمن لُبس تتحدث على المسرح عن مقطوعة “ضحكة ال٧٥٠٠٠” قبل لعبها:
كارمن لها قصة وهي صغيرة مؤذية للنفوس السوية بأي قدر؛ فلقد تعرضت للتحرش الجنسي وهي في سن الحادية عشر على يد أحد أصدقاء والدها، والذي كان جارهم أيضاً، وعندما سُئلت: هل جعلتك هذه التجربة تخشين الرجال وتخافين الارتباط؟
إطلاقاً، بل صرت حذرة في التعامل مع الرجال. علاقاتي العاطفية قليلة جداً، على عكس ما يعتقد الناس. وقبل الدخول في علاقة، يجب أن أتأكد من أن هذا الشخص يحبّني كإنسانة وليس كأداة جنسية، ومنذ طفولتي، أصبح الرجل يمثل أحد نموذجين: إما رمز السلطة الموجودة في الأب، وإما صورة هؤلاء الجيران الرجال الذين كانوا يعتدون عليّ، وهي غير واضحة: الصورة المعاكسة للحقيقة وصورة “القناع ” أو حتى “الوساخة “! وهذه هي التي كانت تخيفني كطفلة، أي صورة “الرجل الحيوان “!
هربت كارمن من بيت أهلها، وتزوجت في بداية حياتها زيجة مش عن حُب وأنجبت أبنها مروان؛ فصار زياد هو حُبها الأول، وصارت هي حضنه الأول بعد حُبه الأول، الذي لا يُمكننا الجزم أنه تخلص منه كلية حتى الآن أم لا!! هذه معلومات مش أكيدة على الإطلاق!!
أغنية معلومات مش أكيدة
وبعيداً عن المعلومات الأكيدة والتي مش أكيدة؛ فقد نشأت علاقة حب جدلية عميقة عبر عنها زياد بأغنية عندي ثقة فيك، التي أعترف مؤخراً أنه كتبها في كارمن لُبس، بطريقته التي لا تخلو من لوم من تحت لتحت: خبث برئ كخبث الأطفال؛ عندما يعملون العملة ويقولون “ملناش دعوة”!!
عندي ثقه فيك عندي امل فيك
بيكفي شو بدك يعني اكتر بعد فيك
عندي حلم فيك عندي ولع فيك
بيكفي شو بدك انو يعني موت فيك
و الله رح موت فيك صدق اذا فيك
بيكفي شو بدك مني اذا متت فيك
معقول في اكتر انا ما عندي اكتر
كل الجمل يعني عم تنتهي فيك
حبيتك متل ما حدا حب و لا بيوم رح بيحب
و انتا شايفها عاديه و مش بهالاهميه
بجرب ما بفهم شو علقني بس فيك
بكتب شعر فيك بكتب نثر فيك
بيكفي شو ممكن يعني اكتب بعد فيك
معقول في اكتر انا ما عندي اكتر
ما كل الجمل يعني عم تنتهي فيك
تحكبني متل طفل صغير و هاملني كتير
لو شي مرا صبحيي تفكر تتصل في
قلي شو يللي بيعلقني بس فيك
صبرت كارمن على وعود زياد خمسة عشرة عاماً، التي لم ينفذ منها شيئاً تقريباً .. قالت كارمن عنه بعد الإنفصال:
“ذلك الشخص المثير للجدل الذي يفضي إلى المديح والانتقاد على حد سواء كان ببساطة الرجل الذي أحببته يوماً، ثم أضافت: “خلال كل الـ 15 سنة من عيشنا مع بعض، 24 ساعة في اليوم، لم أكن لأحترم زياد بالطريقة نفسها التي يراها الآخرون.. بالنسبة لي كان هو الرجل الذي أحببته، وعشت معه، وشربت القهوة برفقته كل صباح، وهذا كل شيء”.. لفت نظري قبل تعليق زياد على هذا الكلام كلمة “هذا كل شيئ”، لم أشعر أن هذا كل ما تريد قوله، بل شعرت بأن سيرة زياد تقلب عليها مواجع ما؛ فخمسة عشر عاماً بوعود لا تتحقق مسألة مو هينة أبداً!!
أما عن زياد فقد قال:
“كارمن تملك كل الحق في أن تتركه؛ لأنه أمضى كل هذه السنين يقول لها أن الحالة التي يعيشانها: الشقة، التخبّط … كانت فقط حالات مؤقتة؛ لأنه كان يريد أن يصلح الوضع كله، إلا أنه لم يكن قادراً، وهذا سبب اعتقاده بأن كارمن ليست الوحيدة التي كانت ستفعل ذلك, بل أي امرأة تضع نفسها في مكانها”!!!
هذه الحالة من عدم الإستقرار والوفاء بالعهود وتأرجح النهايات وتراكم الصغائر والتفاصيل التي أثقلت كاهل العلاقة؛ عبر عنها زياد في أغنية ولعت كتير:
ولّعت كتير خلصت الكبريتة
لا إنت الزير و لانيّ نفرتيتي
من فضلك تبقى لما بتيجي المي خلي المي توصل عالتبخيتة
قايلي بيت مش قايل تخشية
كيف هيدا حيط و نصه مهدّا بسيبة
على كلن هلأ لمن بتيجي المي سكر هي ولع يعني مصيبة
عم بحكي رد عليّ
وبس تحكي اتطلع فيّ
إزا فكرك قوي يا فهلوي منك بهالقويّة
ولا يوماً رح بتسير!
جربت الفيش شرأط بين إيديّ
أنا بدي عيش عيشة طبيعيّة
هاي جارك عنده مولد قله بليز مد بريز اخدمني توصى فيّ
مستشرق أصلا فيَ
فكرك قوة شخصية؟
إزا فكرك حلو لأ مش حلو أنا عندي الإولوية
قابيلي إنّا فيلا و هي ولا لجظة فيلا
لك مالاّ قيلا لا حول الله شو نفع شوفا كلاّ
إشي عش فراخ كبيرّ
صارله شهرين عالمجلى البقلاوة
بتدب العين إنه إنت حلاوة
والأنكى وقح و جرب وإلك عين بالعينتين تقلي البيت مساوا
وين هوي السيف
بشو بحف الكاسرولاّ
ما في شي نضيف ولا ناوي الحمدلله!
قلي كيف ممكن إنه تسكن بنت عندك إنت قلي شو بتعملاّّ!
أنفصلا الزير ونفرتيتي، ولم يُعرف لزياد علاقات من بعدها، أما كارمن؛ فقد أحبت من جديد ودخلت في علاقة لها أكثر من أربع سنوات، لا نعرف هل أنتهت أم لا، ولو هي مستمرة؛ فهل ستنتهي بالزواج أم لا؟! أنفصلا وكل في طريقه ماضٍ بهدوء من غير ناقر ولا نقير، وبأقل القليل من البوح عن تفاصيلها.