قصة الزعيم الألماني الذي دخل الإنعاش بسبب اغتيال السادات
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الحادية عشر صباحا من نهار يوم 6 أكتوبر سنة 1981 م بدأ العرض العسكري الذي شهدت اغتيال السادات وبدأ معه العد التنازلي لحياته حيث جلس وإلى يمينه نائبه محمد حسني مبارك، ثم الوزير العُماني شبيب بن تيمور، مبعوث السلطان قابوس، وممدوح سالم رئيس الوزراء في حكم السادات، وإلى يساره المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع ثم سيد مرعي، ثم عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا
حفل زفاف بنت صلاح الشاهد “حين أحرج المأذون عبد الناصر والسادات”
في تمام الثانية عشرة وعشرين دقيقة كانت سيارة الإسلامبولي، وهي تجرّ المدفع الكوري الصنع عيار 130مم، وقد أصبحت أمام المنصة تماماً وتحرك الإسلامبولي بعد الطلقة الأولى متوجهاً إلى المكان الرئيسي في المنصة مطلقا وابلا كثيفا من الرصاص وانتهى المشهد الذي لم يستغرق دقيقة واحدة بحادث اغتيال السادات .
من هو الزعيم الألماني الذي حزن على اغتيال السادات
وفي العاشر من أكتوبر سنة 1981 م كان تشييع جثمان الرئيس السادات، وفي تلك الجنازة كان هلموت شميت مستشار ألمانيا الغربية من سنة 1974 م حتى سنة 1982 م ، حاضرا فيها؛ انتهت جنازة السادات بدفنه وغادر المشاركون من حيث أتوا ، إلا هلموت شميت فقد غادر القاهرة متوجهاً إلى ألمانيا ماكثا في إنعاش إحدى مستشفياتها لمدة تستغرق بضعة أيام لإصابته بانهيار عصبي إثر نوبة بكاء قوية على السادات.
اقرأ أيضًا
هل “هبد” أنيس منصور في كلامه عن عبدالناصر ؟
حكى أنيس منصور في تقرير صحفي له بعنوان “السادات .. شخصية أخرى” كان ملحقاً لمجلة أكتوبر بتاريخ 27 ديسمبر سنة 1981 م قصة شميت حيث قال أن هلموت شميت دخل الإنعاش حزناً على السادات، وكانت العلاقة بين شميت والسادات قديمة ، لكن شميت كان معجبًا بالسادات وبأفكاره.
لعل الحوار هلموت شميت الذي أجراه لوكالة ألمانية في 16 ديسمبر 2010 م ، يفسر نوعا ما السبب الذي جعله يدخل الإنعاش حزنا على السادات فقد أبدى إعجابه بالسادات قائلاً “السادات كان رجلا عجيبا، وكان يعرف عن المسيحية أكثر مما أعرفه أنا، فقد علمني أن الإنسان عليه أن يترك كل شخص وعقيدته ولا يجوز له أن يحاول ثنى الآخرين عن معتقداتهم، مبديًا اعتراضه على فكرة التبشير”.
اقرأ أيضًا
أرشيف أخبار رمضان زمان (2) السادات ينعي زوجة خائن وتوزيع وجبات ترحمًا على ناصر
شيء آخر جعل شميت يعجب بالسادات وهو أنهما محبين للسياسة والفن إذ أن هيلموت اعتبره الكثيرون صاحب وجهات نظر لمعرفة سياسة العالم ولا يقل عن كسينجر بالإضافة إلى اشتغاله بالتأليف وحضور كافة معارض الكتب، وهي الأمور التي اتسم بها السادات.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال