السخرية من الفنانات وشجاعة المجازفة
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
منذ عامين حل الفنان الكبير سمير غانم ضيف لإحدى حلقات مسلسل الزعيم عادل إمام (عوالم خفية) وبمجرد أن نشر الفنان محمد عادل إمام نجل الزعيم الصورة على إنستجرام انتشرت على نطاق واسع وأعاد نشرها عدد كبير من المشاهير كما تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وتغنى الجميع بكم البهجة الموجودة في الصورة، وكيف اجتمع نجمان من أهم النجوم في تاريخ الفن المصري في لقطة واحدة، ولكنه كان من الغريب أن يختلف رد الفعل تمامًا عندما تغيرت الصورة هذا العام لتجمع بين نجمتين كبيرتين لديهن أفلام ضمن قائمة أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية مثل نادية الجندي ونبيلة عبيد!
نجمتين كانت شبابيك التذاكر في دور السنيما تكتظ بطالبين تذاكر لحضور عروض أفلامهن، ويتحول الأمر إلى سخرية على أشكالهن وتقدمهن في العمر في مشهد يجعلنا نتساءل، لماذا عندما تكبر النجمات يتحولن إلى مادة للسخرية، وعندما يكبر النجوم يصبحون رموز؟
ولكن الحقيقة أنني عندما شاهدت الحلقات الأولى من مسلسل (سكر زيادة ) وبعيدًا عن التحليل الدرامي او النقد الخاص بالمسلسل، تفاجأت حقًا بالفنانة نادية الجندي، ومدى الرشاقة والحيوية التي تتمتع بها أمام الكاميرات، وكيف تتحرك بانسيابية شديدة وكأنها امرأة في الأربعينات من عمرها، حيث لفت انتباهي في الحلقة الأولى، تصويرها لعدد من المشاهد وهي تمارس الرياضة فوق مشاية كهربائية، وكيف تتحرك بسلاسة وهي تؤدي دورها وتتحدث دون أن تظهر عليها أي علامة من علامات التعب أو الإرهاق، وكذلك تعبيرات وجهها جيدة جدًا وانفعالاتها واضحة تمامًا، على عكس عدد كبير جدًا من فنانات في الثلاثينات من أعمارهن تختفي انفعالاتهن وتعبيرات وجوههن خلف البوتكس وعمليات التجميل.
ولكن للأسف عندما عرض الإعلان التشويقي للمسلسل كانت ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أصبحوا لا يعلمون جيدًا الفرق بين إبداء الرأي مهما كان صادم، وبين التجريح في نجمات نتفق أو نختلف مع أفلامهن، ولكن لا يمكننا أن نتجاهل نجحهن، وأيضًا شجاعة كلاً من نادية الجندي ونبيلة عبيد في العودة إلى الشاشة في تجربة شجاعة جدًا وهي أن يتشاركن بطولة مسلسل كوميدي وهو الشيء الذي يخشونه “نجمات” المسلسلين والثلاثة مسلسلات.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال