رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
651   مشاهدة  

السعادة بدره.. كيف ودّع الشعراء شعبان واستقبلوا هلال رمضان

كيف استقبل الشعراء رمضان
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



شهر رمضان الكريم واحد من الشهور التي تمتلك خصوصة لدى كل العرب والمسلمين ننتظر أيامه ولياليه بشوق بالغ، ننتظر تلك النفحات الإيمانية والأجواء التي تملأها الموعظة لتطيب قلوبنا وتمحوا أحزاننا.

ولمّا كان لرمضان من كل تلك الخصوصيات عن باقي الشهور، احتفى به الشعراء على امتداد الأزمان، فكتبوا أجود القصائد، و ما إن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان وتجد قريحة الشعراء تتفجر ابتهاجا بقدوم الصيام.

توديع شعبان واستقبال رمضان

والبداية من الأندلس، كتب” ابن دراج القسطلي” وهو شاعر من أهل قسطلة دراج وأبرز شعراء المسلمين ، وهو الشاعر الذي قال عنه الثعالبي ” كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام” قصيدة في توديع شعبان واستقبال رمضان فقال :

فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى

فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب

تحفا لشعبان جلا لك وجهه

عوضا من الورد الذي أهدى رجب

فاقبل هديته فقد وافى بها

قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب

واستوف بهجتها وطيب نسيمها

فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب

ومن الأندلس إلى بلاد فارس حيث كتب” مؤيد الدين الشيرازي” فيلسوف الدولة الفاطمية في توديع شعبان واستقبال رمضان : ورحمة ربنا فينا تجلت

وذاك الفضل من رب رحيم

وليس سواه يسأل عن نعيم

إذا وقع السؤال عن النعيم

أتى رجب يؤمم منك شمس

السعادة بدرها بدر العلوم

ويأتي بعده شعبان شهر

النبي الطاهر الطهر الكريم

وشهر الله يتلوه وكل

يدل على أخي شرف جسيم

يرحب المحبين بمقدم هلال رمضان..  يشتعل نار المحبين له..  يرحبون بقدومه.. يتغزلون في جمال هلاله.. ويبشرون الناس به..

واحتفالا بهلال رمضان  يقول الشاعر الأندلسي” ابن الصباغ الجذامي”:

هذا هلال الصوم من رمضان

بالأفق بان فلا تكن بالواني

وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه

واجعل قراه قراءة القرآن صمه

وصنه واغتنم أيامه

واجبر ذما الضعفاء بالإحسان

ومن الأندلس إلى العراق حيث بستقبل الشاعر” عبود الطريحي”  شهر رمضان فيقول:

أقبل شهر رمضان قم واستعد

لصومه مع التقى والصلاح

شهر به الرحمة قد أنزلت

وكل خير للتقى فيه لاح

أحب لله بأن تكون

تلاوة القرآن عند الصباح

دع الملاهي عنك وادع به

دعا النهار ودعا الافتتاح

وإلى بلاد المغرب العربي وتحديدًا الجزائر حيث الشاعر “محمد الأخضر الجزائري” يتحدث عن استقبال رمضان الذي هو النور فيقول:

امـلأ الـدنيا شعاعـا

أيـها النـور الحبيـب

اسكب الأنـوار فيـها

مـن بعـيد وقـريـب

ذكـر النـاس عـهودا

هـي من خـير العـهود

وإلى مصر  خيث الإحساس بشهر رمضان مختلف تماما خاصة وإن كان المتحدث عنه أديب العربي ” مصطفلر صادق الرافعي ” فيقول:

فديتك زائرًا في كل عام

تحيا بالسلامة والسلامِ

وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً

ويبقى بعده أثرُ الغمامِ

وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ

إليك وكم شجيٍ مُستهامِ

نصائح رمضانية 

ولا يفوت الشعراءالدنيا أن يقدموا لأحبائهم النصائح الرمضانية خاصة وإن كان الشاعر فقيهًا ومنهم الشاعر عبد الله القحطاني الحافظ لتاريخ الأندلس وفقيهها فيقول مرشدًا:

حصن صيامك بالسكوت عن الخنا

أطبق على عينيك بالأجفان

لا تمش ذا وجهين من بين الورى

شر البرية من له وجهان

ويقول الشاعر المغربي “حمدون بن الحاج السلمي” في استقبال رمضان:

إقرأ أيضا
مولد النبي

وإن أتى رمضان واصطفيت له

فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم

هذا زمانك مقبل ومبتسم

بكل خير تلقه بمبتسم

وصنه عن كل ما يرديه من حرم

ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم

ومع أمير الشعراء ” أحمد شوقي ” والذي سلك مسلكا آخر لفضائل الصوم فقال أن الصوف ليس الامتناع عن الطعام وإنما الابتعاد عن الآثام  فيقول:

يا مديم الصوم في الشهر الكريم

صم عن الغيبة يوما والنمــيم

ويقول أيضا: وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى

وقبل الصوم صم عن كل فحشا

فضائل رمضان 

ويذكرنا الإمام” البوصيري”  الإمام الصوفي الزاهد بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود فيقول :

آه وا ضيعة المساكين

أن ولى أمر الطعام في رمضان

ويودع الشعراء شهر رمضان الكريم حزانى متأسفون ، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:

ما تقاضت منا ليالي الزمان

ما تقاضى شوال من رمضان

ما ترى بدره علاه سقام

كسقام المحب في الهجران

كسفت نوره مخافة شوال

كسوف الصيام للألوان

ويعزي الشاعر الأندلسي ” ابن الجنا” نفسه ومن حوله في رحيل الشهر الأعز على  قلوبهم فيقول:

مضى رمضان أو كأني به مضى

وغاب سناه بعدما كان أومضا

فيا عهده ما كان أكرم معهدا

ويا عصره أعزز على أن أنقض

هكذا استقبل الشعراء المسلمين في كل الأرض شهر رمضان ، استقبلوه بجوارهم .. وصفوه بقلوبهم قبل أقلامهم .. الشهر الفضيل إحسان الله إلينا .

الكاتب

  • شهر رمضان مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان