السكر والابتسامة السوداء كانا علامتان للثراء في عصر أسرة تيودور في انجلترا
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان استهلاك السكر دائمًا جزءًا من الحياة في كل مكان لعدة قرون حيث تستورد البلدان الحديثة كميات قياسية منه. ففي الهند القديمة واليونان وروما، كان يستخدم كدواء للأمراض المختلفة. حيث لم يعرفوا العواقب المترتبة على اتباع نظام غذائي محمل بالسكر حيث كان العسل والرصاص عادة ما يختارون للتحلية. وحتى مع انتشار زراعة قصب السكر واستخدامه في الطهي في كل مكان، ظل استخدامه باهظ الثمن وكان استخدامه النادر مؤشرًا على الثروة.
ولقد غير الاكتشاف الأوروبي للأمريكتين هذا، حيث كانت البيئة الكاريبية مثالية بالنسبة لمزارع قصب السكر الضخمة والتي كانت بدورها قوة دافعة للاستعباد المحلي والأفريقي. ومع تزايد إنتاجه بشكل كبير، زاد الطلب عليه أيضًا من أغنياء أوروبا. والآن لم تكن قدرة المرء على شراءه رمزاً للمكانة والثراء فحسب بل كانت بمثابة الكمية الذي يستطيع المرء أن يشتريها.
قبل التعرف على السكر كان لدى الناس في الجزر البريطانية أساليب شاملة إلى حد ما لنظافة الفم بما في ذلك مضغ البذور واستخدام معجون الأسنان والاستفادة من غسول الفم. وفي معظم الأحيان، كان هذا هو الحال بالنسبة للطبقات الدنيا في وقت حكم أسرة تيودور. أما بالنسبة للنخبة فإن التوقعات المجتمعية أدت إلى إلقاء هذا التقدم من النافذة. فإن رغبة الملكة إليزابيث الأولى في تناول السكر وقدرتها على شراء كميات كبيرة منه أدت إلى أن تصبح أسنانها سوداء ومسوسة.
إن العديد من أفراد الطبقات العليا في إنجلترا، التي لم تكن راغبة في أن ينظر إليها باعتبارها عاجزة عن تحمل تكاليف مثل هذا النظام الغذائي السكري، فعلت كل ما في وسعها لتكوين مظهر مماثل للملكة. حيث استخدموا معجون الأسنان المصنوع من السكر. طوال ذلك العصر، كانت هذه الابتسامات السوداء ذات مغزى مثل المجوهرات أو الملابس الباهظة الثمن. يبدو أن الغنى في ذلك الوقت كان أكبر مشكلة صحية للانسان.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال