السلام سمح .. برعاية مصرية جنوب السودان تقود السلام في الخرطوم بعد إخفاق قطر
-
أحمد المقدامي
كاتب نجم جديد
السلام سمح بتلك الكلمات استقبل الشعب السوداني اتفاق السلام الذي تم توقيعه منذ قليل بين الحكومة السودنية و الحركات المتمردة بعد أعوام من الصراعات المسلحة التي أودت بحياة ما يقرب من 300 ألف شخص و تهجيرمايزيد عن 3 ملايين سوداني.
اقرأ أيضًا
كيف صنعت الجزيرة خبرا مزيفاً ؟ وكيف كشفناه
تاريخ الحرب الأهلية في السودان ومرحلة ما قبل السلام سمح
في الثالث من مارس لعام 1955 اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان، واستمرت مايقرب من 50 عام وخلفت 2 مليون شخص بين قتيل و جريح.
وفي عام 2003 اندلعت الاشتباكات الأكبر في تاريخ السودان بإقليم دارفور غرب السودان، و التي خلفت ما يقرب من 4 مليون قتيل وجريح ومشرد، وهي الحرب التي وضعت رئيس السودان السابق البشير على قوائم مجرمي الحرب المطلوبيين للعدالة.
وفي مطلع يناير 2005 انتهت الحرب الأهلية في جنوب السودان و تم توقيع اتفاق سلام بين زعيم الحركة الشعبية ” جون قرانق ” و الحكومة السودانية ، مما أدى إلى هدوء الأوضاع في جنوب السودان حينها .
ومع تصاعد الثورات في البلاد العربية تحت مسمى الربيع العربي انطلقت شراة الحرب في جبال النوبة عام 2011 بين الثوار و الحكومة السودانية ، وهو ما خلف دمارًا واسع النطاق في القرى و الأرياف، وفي نفس العام أعلنت جنوب السودان إنفصالها رسميا عن السودان و كونت دولة مستقلة عاصمتها ” جوبا ” .
محاولة الدوحة الفاشلة لإنقاذ حليفها البشير وليس من باب السلام سمح
في عام 2013 ومع تصاعد الحروب الأهلية في السودان ، وانهيار الأوضاع الأقتصادية تماما خاصة أن الولايات المتحدة قد وضعت السودان على قوائم الدول الداعمة للأرهاب منذ عام 1993 ، مما أدى إلى فرض عقوبات إقتصادية على السودان أدت إلى انهيار كامل للاقتصاد السوداني ، ما أدى لتصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في المنطقة ، حاولت الدوحة إنقاذ حكومة البشير الإخوانية بعقد مؤتمر للدول المانحة لدعم وتنمية و أعادة إعمار إقليم “دارفور” و لكن المؤتمر فشل تماما ، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات مرة أخرى واستمرت حتى عام 2016 .
امتدت الاشتباكات لتشمل دارفور و النيل الأرزق و كردوفان ، وحاولت الدوحة مرة أخرى بشكل أكبر إنقاذ البشير بإنهاء الحرب الأهلية في إقليم ” دارفور “، حتى أن أمير قطر “الشيخ تميم بن حمد آل ثاني” ذهب بنفسه لحضور إتفاق السلام، والذي ادعت الدوحة نجاحه غير أن المفاوضات فشلت تماما بين الثوار و الحكومة السودانية ، واتهمت الأمم المتحدة السودان باستخدام أسلحة كيميائية في الصراع ضد المتمردين.
جوبا من عاصمة التمرد إلى عاصمة السلام
جوبا عاصمة دولة جنوب السودان كانت بداية انطلاق شرارة الحرب الأهلية في السودان ،ودعمت حركات التمرد في دارفور و جبال النوبة و كردوفان ، وبعد انفصالها عن الخرطوم و تأسيس دولتهم الخاصة، خشي الثوار في المناطق الأخرى من انقطاع الدعم الجنوبي لهم فأسسوا عدة حركات ثورية وشعبية مسلحة لمواجهة نظام البشير الأخواني، وإنتهى المطاف بخلع البشير من الحكم على يد الجيش السوداني بعد مظاهرات شعبية هي الأكبر في تاريخ السودان.
اقرأ أيضًا
لماذا يجب أن تختار السودان مصر دونًا عن إثيوبيا “بعيدًا عن الإنشاء التاريخي”
بعدها بدأت جوبا في تمثيل الوساطة بين الحركات الثورية المسلحة و الحكومة السودانية الجديدة ، وعملت على تهدئة الأوضاع ، والتمهيد لعملية سلام شامل .
بدأت عملية السلام في يناير لعام 2020 بتدشين تحالف بين 9 حركات ثورية في مناطق النزاع السودانية ، لتوحيد الأهداف والجهود والطلبات، وفي 16 يوليو 2020 بدأت المحادثات الختامية لمعاهدة السلام بين المتمردين و الحكومة السودانية لينتهي بتوقيع إتفاق سلام مبدئي في أغسطس يقضي بدمج الحركات المليحة بالجيش السوداني و تقاسم للسلطة و توزيع عادل للثروات .
وتحت رعاية مصرية و سعودية وإماراتية تم توقيع إتفاق السلام النهائي بين 5 حركات مسلحة و 4 حركات سياسية بالاضافة للحكومة السودانية على تقسيم فيدرالي لمناطق النزاع وتوفير مئات الوظائف الخدمية و الأدارية لدمج تلك المناطق في الحكم ، ليسدل الستار على أطول صراع عرقي في السودان أدى إلى انفصال جنوبها و كاد أن يودي إلى انفصال مناطق أخرى
الكاتب
-
أحمد المقدامي
كاتب نجم جديد