السيدة عائشة .. عفوية وغيرة لافتة لمدللة النبي
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نبغت السيدة عائشة في العلوم الشرعية والدينية، و الأدب و علوم الطب، و كانت رضي الله عنها ذات عقلية فقهية نقدية فذة، لكنها امرأة محبة غيور، أرادت أن تقتنص اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم لها وحدها ، فكانت المواقف الطريفة المضحكة مع زوجات النبي الأخريات أحيانا ، و المحزنة أحيانا أخرى.
هذه بتلك
كانت أمنا عائشة من أشد النساء غيرة، و حملت تلك الغيرة على تلطيخ وجه أم المؤمنيين “سودة بنت زعم”، وبرغم أن السيدة عائشة كانت تحب ” سودة ” حبا كبيرا وتمنت أن تكون نسخة منها حسبما قالت ذات مرة ” ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له أي أنها أتته بنوع من الطعام ، فقالت لسودة و النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهما: كلي، فأبت. فقلت: لتأكلين أو لألطخن وجهك. فأبت، فوضعت يدي في الحريرة، فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع بيده لها، وقال لها: الطخي وجهها أي أنه وضع من تلك الحريرة في يده لسودة لتلطخ وجه عائشة رضي الله عنها -، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لها، وقال لها هذه بتلك .
غارت أمكم
و من أشد القصص التي يتبسم لها القلب من شدة غيرة السيدة عائشة على النبي الذي ملئ قلبها حبا وإجلالا كسرها طبقا لإحدى أمهات المؤمنين أهدت فيه طعاما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم في بيت عائشة، فروى أنس بن مالك رضي الله عنه “كان الرسول صلى الله عليه و سلم في بيت عائشة، و كان لديه بعض الضيوف دعاهم إلى تناول الطعام فسمعت زينب بنت جحش بذلك فأرسلت مع خادمتها صحفة فيها ثريد عليه ضلع شاة و هو الطعام الذي تعرف أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يفضله على سائر الأطعمة الأخرى ، و ما كادت عائشة ترى الصحفة في يد الخادمة حتى ضربتها بيدها فوقعت الصحفة على الأرض، و تناثر منها ما كان بها من طعام و انفلقت الصحفة و دخلت عائشة تبكي في غرفتها، أما الرسول صلوات الله عليه فابتسم و قال لمدعويه “غارت أمكم…غارت أمكم…”.
غيرة لا تدانيها غيرة
بلغت غيرة أمنا عائشة مبلغا عظيما من زوجة النبي الأولى السيدة خديجة رغم أن النبي تزوجها وقد فارقت الحياة، لكن سبب غيرتها من السيدة خديجة، أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يذكرها كثيرا، ويثني عليها وعلي مواقفها معه بل إنه كان إذا ذبح شاة أرسل لصديقاتها وعندما كانت السيدة عائشة تعترض كان يقول إن بر صديقاتها بر لها، و يلخص ذلك هذا الحديث الذي أخبرت به عائشة ذات يوم فقالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيُحسن الثناء عليها؛ فذكرها يوما من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً أبْدَلَكَ اللهُ خيرًا منها؟!”، وقصدتْ بذلك البديل نفسها.
مدللة النبي
أرادت أمنا عائشة ذات ليلة أن تعرف ما يتطلف به النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه الأخريات ، فاستبدلت بعيرها ببعير أم المؤمنين حفصة، وكانا مع الرسول في إحدى غزواته، فراحت عائشة تقترب وتتسمع لتعرف ما سيقوله النبي لحفصة ففطن النبي لذلك وأراد أن يعطي لها درسا فتظاهر أنه لم يدرك ما فعلته ودخل خيمة حفصة وبات فيها، وظلت الغيرة تنهشها حتي إنها مشت حافية عارية القدمين على أعشاب الصحراء وهي تتمنى م كما قالت بعد ذلك أن يخرج إليها عقرب لتلدغها..!
ومهما فعلت عائشه رضي الله عنها، فهي مدللة النبي كما أقول أنا ، هي تلك السيدة العظيمة التي عندما سُئل زوجها بحضور وجهاء القوم و كبار الصحابة عن أحب شخص إلى قلبه قال فقال: عائشة، فغيرتها كانت على من ملك قلبها حبا وإجلالا.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال