” السيرة والمسيرة “.. مصطفى محرم بين معالجات الأدب الأصيل و الأبطال المتصابية
-
عبير إلهامي
رئيس تحرير سابق لجريدة الحسينية المحلية وخريجة صحافة الزقازيق ومعهد السينما وتكتب فى مجلة سينمائية فصلية اسمها scene
كاتب نجم جديد
كان يدرس لنا فى معهد السينما المخرج الكبير “على بدرخان ” وكان يخبرنا عن تعريف السيناريست فى وجهة نظره بأنه صنايعى شاطر يستطيع أن يفهم وجهة نظر المخرج ليكتبها وهو غير قادر على الإبداع الشخصى لأنه لاجديد تحت الشمس ولكنه يستطيع أن يصبغ المعالجة القديمة بأخرى حديثة تحت توجيهات المخرج أيضا ؛ كنا نتململ ونتأفف من هذا التعريف الذى يجهض حق المؤلفين فى إبداع أعمالهم دون تبعية ولكن ذلك لم يغير من حقيقة الأمر أن أحد صناع السينما الكبار يملك وجهة النظر الظالمة تلك تجاه صانع آخر ورغم الرفض المطلق بداخلنا لكن الواقع أنه فى عصر بدرخان كان هناك مؤلفين مستقلين وكتاب لحرفية السيناريو فقط وكان من أهم كتاب حرفة الحوار والسيناريو الراحل “مصطفى محرم “.
عندما بدأت بحثى فى ملفات “مصطفى محرم ” السينمائية وجدت أسماء كثيرة وغريبة حتى عن الوسط تعطيه القصة وهو يكتب لها السيناريو والحوار ؛ ولكن الملفت فى مسيرة هذا الرجل السينمائية تعامله مع الأدب وكتابته ومعالجتة لقصص سينمائية كانت تنجح كبيرا أكثر من النص الأدبى نفسه ؛ ونذكر منها على سبيل الترتيب التنازلى لأكثر الكتاب الذين تعامل معهم.
المؤهل العلمي للخليفة في القاهرة كابول خيال المؤلف وحقائق الواقع بالأسماء
ومن معالجاته فى الأدب العالمى ” أشياء ضد القانون ” من قصة لليو تولستوي وأيضا ” المجهول ” للكاتب ألبير كامو .
والخارج من عباءة معالجات أدب محفوظ يعرف كيف يكتب جيدا حوارا لأدب المكان أى الذى يكون بطله المكان فكتب مع ” إسماعيل ولى الدين ” الباطنية وحارة برجوان والسكاكينى ودرب الهوى ودرب الرهبة فكون ثنائى مهم معه فى الكتابة ومع ” حسام الدين مصطفى ” فى الإخراج ؛ ومع نجلاء فتحى فى التمثيل وأحيانا الكتابة فهى صاحبة فكرة فيلم ” غدا سأنتقم ” وبطلة فيلم ” المرأة الحديدية ” القائم على تيمة الإنتقام أيضا ، وعن تيمة النصوص الحربية المعروفة بأدب الحروب كتب ” جحيم تحت الارض وحائط البطولات ورائعته التى حصد عنها جوائز كثيرة ” أغنية على الممر” رغم أنه كتب اغنية أخرى ” أغنية الحب والموت ” لنجيب الكيلاني ولكن الأولى كانت أكثر نجاحا على المستوى الجماهيرى والنقدي .
والأجيال الجديدة تعرف ” مصطفى محرم ” فى دراما شهيرة تعرف كأيقونة للثراء المؤجج بالنساء ” عائلة الحاج متولى 2001 ” ومن بعده ” العطار والسبع بنات 2002 ” الأقل شهرة ثم الاقل منه أكثر عيش أيامك 2004 والأعمال الثلاثة من بطولة نور الشريف مع شخصيات نسائية شهيرة جميعهن أصبح لكل واحدة منهن مسلسلا مستقلا على يديه بعدها وحتى الآن وعن ” عيش أيامك ” الذى كان من بطولة “عبلة كامل ” فهو الأرقى فى كل ماكتب محرم من دراما أسرية وهو الأقرب لحال كل النساء المصريات اللواتى ينسين أنفسهن فناء فى كيان عائلاتهم .
وتعود لتتألق ” عبلة كامل ” مع ” سمية الخشاب ” فى ريا وسكينة 2005 وهى معالجة مكرورة فى كل الوسائط لكنها كانت تجربة ثرية مع محرم صنعت نسبة مشاهدة محترمة لاتأتى الا مع خبير معالجات مثله ؛ ثم مشوار امرأة وبنت أفندينا عام 2004 ثم كما صنع أسطورة الزواج المتعدد مع الحاج متولى ، صنعها فى ” زهرة وازواجها الخمسة ” ثم ” سمارة ” مع غادة عبد الرازق واختتم رصيده الفنى بمسلسل ” مولد وصاحبه غائب ” من بطولة هيفاء وهبى .
رحم الله مصطفى محرم فى هذا الشهر الكريم وجعل له فى ميزان حسناته كل عمل صادق حقيقى قدمه لجمهوره عبر الأجيال المتعاقبة .
إنجازات ” مصطفى محرم ” نقلا عن موقع اليوم السابع
الكاتب
-
عبير إلهامي
رئيس تحرير سابق لجريدة الحسينية المحلية وخريجة صحافة الزقازيق ومعهد السينما وتكتب فى مجلة سينمائية فصلية اسمها scene
كاتب نجم جديد