يرويها زكوة.. الحلقة الثانية
-
عبد الجواد
كاتب نجم جديد
سألني أين تعلمت كل ذلك ؟ كان يجلس خلف طاولة مستطيلة بين الأستاذين كرم مطاوع و صلاح أبو سيف المخرج السينمائي و إثنين غيرهما عرفت فيما بعد أن أحدهما د . علي فهمي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية و أن الآخر هو د رشاد رشدي الأكاديمي و مؤلف المسرح و الناقد المعروف.
في مدرسة الصنايع ( قلت )
صمت برهة ثم طلب مزيداً من المعلومات فأخبرته بمكانها في مدينة الزقازيق و أوضحت له تخرجي من قسم ميكانيكا تخصص خراطة و أنني كنت قائد فريق التمثيل هناك ، توقف عن إستجوابي ، لم يتحدث الآخرين كذلك و إستمروا في تحديقهم إلي ، إنتهت مدة إختباري ، خرجت و أنا أشعر بوخز شديد في بطني.
إقرأ أيضًا…صدق أو لا تصدق عبد الحليم حافظ صاحب أول تجربة أندر جراوند في مصر
بالفناء وقفت بين جموع المتقدمين للقبول مثلي بالمعهد متوزعين على مجموعات صغيرة يتسامرون جميعاً بينما أنا وحدي أقاوم الألم و الحزن محاولاً منع رأسي من نسج عبارات مسرحية ضخمة مثل تلك الجملة البائسة :
”““ كبرت رغم أنف اليتم لكن حلمي مات في مهده رغم عنايتي به ”““
– إتلهي ( تمتمت )
تذكرت سريري الثقيل الذي حملته كل تلك المسافة غير متصوراً إلا نجاحي و بقاءنا معاً في القاهرة فإبتسمت في مرارة ، تجولت ناظراً حولي لأتيح لذاكرتي إلتقاط تفاصيل المكان قبل أن أودعه فسمعت أحدهم يتحدث مع شلته عن خاله المذيع الذي حضر منذ قليل ليوصي عليه أصدقائه الأساتذة فأخبره د نبيل الألفي بلهجة معاتبة رفضه للمجاملات حتى لا يُظلم أصحاب المواهب ثم حكى له عن شاب أسمر ، ريفي ، خراط ، يمتلك موهبة مدهشة و قد حصل على أعلى التقييمات بين المتقدمين لإختبارات القبول ، فوجئ الشاب و أصدقائه أنني أقف في مركز الدائرة التي يكونوها ، كانت فرحتي بما سمعته يغلب خجلي من إقتحامهم .
هو إللي كان عمال يسألني جوه ده يبقى دكتور نبيل الألفي ؟ ( سألت )
تجاهل الشاب الرد ، زال الصمت على صوت نداء أحد الموظفين يعلن عن تعليق كشوف بأسماء المقبولين فهرولت في إتجاه المبنى ثم صرت أعدو و كأنني في سباق ، هدأت من سرعتي و أنا أقترب من الحائط الذي أشار الموظف إليه ، رأيت في أعلى الورقة الأولى رقم ( ١ ) يليه إسمي ( أحمد زكي عبدالرحمن بدوي ) و أسفله باقي أسماء المقبولين ، إستدرت فحجبت الرؤية عن زملائي القلقين على مصائرهم ، حاولوا إزاحتي بينما إخترقتهم إلى الفناء حاجلاً .
أنا واد خطير …. ( غنيت )
نظرت حولي ، لم أجد أحد يتابعني ، توقفت عن القفز و الصياح ، سرت متصنعاً الرصانة و أنا أدندن بباقي كلمات الأغنية .
الكاتب
-
عبد الجواد
كاتب نجم جديد