الشاعرة نبيلة قنديل .. ساحرة الكلمات التي لم ينصفها مصممو التترات
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تمثل الشاعرة نبيلة قنديل ظاهرة شعرية متفردة تجعلها هي الأم الروحية لشاعرات الأغاني، حيث كتبت العديد من الأغاني التي صارت علامة مميزة في تاريخ الأغنية المصرية.
أزمة التوثيق والإنجاز
نجحت الشاعرة نبيلة قنديل في صياغة الكلمات بشكل سلس يتسم بالبساطة والبراعة في آن واحد، وأنتجت عددًا من الأغنيات التي لا زالت حتى اليوم عالقةً في أذهاننا بكل الأجواء.
ففي الأغاني الوطنية كتبت «رايحين شايلين في إيدنا سلاح، أم البطل»، وعلى صعيد الأجواء الرمضانية كتبت «أهو جا يا ولاد، وحوي يا وحوي نسخة الثلاثي المرح، سبحة رمضان، أهلاً بالعيد».
رغم تلك الإنجازات فإن سيرة نبيلة قنديل خالية من أي معلومات عن حياتها سوى أنها من وفيات يوم 14 يناير عام 1988م وتاريخ ميلادها غير معروف.
ولدت لأسرة ميسورة الحال في باب الشعرية، وكانت نهمة في القراءة، ثم التقت في بدايتها بالموسيقار علي إسماعيل وقد تقدم للزواج لكنه رُفِض من أهلها، فقررت أن تترك المنزل وتغير اسمها إلى سعاد وجدي، وتعمل في كازينو بديعة.
اقرأ أيضًا
كيف أدى فيلم غرام في الكرنك إلى إحالة عبدالمنعم إبراهيم للتحقيق ؟
خلال عملها كمونولوجست في كازينو بديعة قدمت عدد من الأغاني الشهيرة التي كان يطلبها المتوافدون على المسرح، منها ذهب مع الريح، وخير البر، وماله يا ناس، وقلبي طب، وكنا وكانوا، ومن أين لك هذا، وبريه من الناس، واسأل نفسك.
اقرأ أيضًا
هل انتهى بسبب خيانة جنسية؟..ماذا عن زواج إسماعيل ياسين الأول
هناك أقاويل بأن إسماعيل ياسين تزوج سعاد وجدي ولم تستمر الزيجة طويلاً وقيل أنها انتهت بالطلاق، لكن ذلك لم يؤكده أحد، إلا أن كل المؤرخين ذكروا قصة الحب القوية التي ربطت بينها وبين علي إسماعيل، ومع انضمام زوجها الفنان علي إسماعيل لفرقة رضا، ثم اكتشافه لفرقة الثلاثي المرح، تطورت نبيلة قنديل شعريًا فكتبت معظم أغاني الثلاثي المرح.
لم ينقطع نسل علي إسماعيل الإبداعي رغم موته، إذ أنجبت له نبيلة قنديل الملحن مصطفى علي الذي قام بتلحين عدد من الأغنيات أبرزها الطول واللون والحرية ولو بطلنا نحلم نموت وحرية لـ محمد منير، وأغنية تروح وترجع للمطربة لطيفة.
كتبت الشاعرة عددًا من الأغنيات لفنانين وفنانات مثل أغنية رايحة فين يا عروسة لشادية، ويا طالع الشجرة لمحمد فوزي، ويا أبو عيالي لفايزة أحمد، وأم البطل لشريفة فاضل، وهي الكلمات التي أبكت صاحبتهما، حيث تقول شريفة فاضل «سيطر عليّ الحزن بعد استشهاد ابني في حرب أكتوبر وبعد 3 أشهر طلبت من صديقتي الشاعرة نبيلة قنديل أن تكتب أغنية عن أم الشهيد فكتبت أغنية أم البطل من داخل غرفة ابني الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفىييدها ورقة بكلمات الأغنية، التى هزتني بشدة».
من كواليس تسجيل أغنية أم البطل أن المطربة الراحلة شريفة فاضل لم تتحمل كلماتها وانهمرت بالدموع أثناء تسجيلها فأعيدت عدة مرات، لدرجة جعلت فايزة أحمد احتدت عليها بقولها «لو مش قادرة تغنيها .. بلاش وأي حد يسجلها»، فتدخلت نبيلة قنديل في النقاش، وطلبت من شريفة فاضل أن تستجمع قواها النفسية وذلك لأنها هي الأقدر على غناء الأغنية بإحساس أفضل ممن سواها، لتستجيب لها وتغنيها من مرة واحدة، لتعود إلى البكاء بعدها في تأثر بنجلها الشهيد.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال