الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 “قراءة تاريخية نفسية لقصص حياة الإرهابيين”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأ البحث عن الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 بعدما طرح المنتج تامر مرسي بوستر الجزء الثاني من العمل، ومن المؤكد وليس المتوقع أن الجزء الثاني سيكون أكثر إثارةٍ من الجزء الأول ولأقصى حد إذ أن أغلب أحداثه وشخصياته لها صلة بالعمق المصري في الداخل وأغلبهم على قيد الحياة.
اقرأ أيضًا
لأسباب فكرية أكثر منها وطنية أو فنية .. لماذا أرشح مسلسل الاختيار للمشاهدة
خلال هذا التقرير نستعرض الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 وتحديدًا الإرهابيين الذين أساؤوا الاختيار، للتعرف على تكوينهم النفسي عبر دراسة تاريخهم.
الحدث الأبرز والأحداث المتفرعة في مسلسل الاختيار 2
يتناول الجزء الثاني من مسلسل الاختيار 2 أعمال الإرهاب التي شهدتها مصر قبيل ثورة 30 يونيو وحتى عام 2018 حيث مقتل التكفيري جمال حنفي الضابط السابق في وزارة الداخلية.
هناك حدث آخر كان هو محور عمل الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 وهو محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي.
تاريخيًا تصنف محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي كإحدى أخطر عمليات الاغتيال السياسي التي تعرض لها 3 من رؤساء مصر وهم جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، وذلك لأسباب متعددة سنكتشفها بعد عمل مقارنة بسيطة مع من سبقه.
سمة مشتركة بين محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي وغيره من رؤساء مصر وهي وجود شخصيات عسكرية منشقة أو لها صلة بالإخوان والتكفيريين، فجمال عبدالناصر تعرض لمحاولتي اغتيال كانت واحدة منها سنة 1965 م على يد عنصر في الحرس الجمهوري وهو إسماعيل الفيومي، أما اغتيال السادات سنة 1981 م فقد تم بمشاركة 5 ضباط هم عبود الزمر وخالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبدالحميد عبدالسلام؛ بينما محاولة اغتيال مبارك تمت مرتين إحداهما مشهورة وهي سنة 1995 في أديس أبابا، أما الأخرى فكانت سنة 1994 في تمت بمشاركة الضابط مدحت عبدالعال الطحاوي في مطار سيدي براني
الاختلاف الأول بين محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي وغيره من الرؤساء تكمن في كمية العناصر الأمنية المنشقة في الفترة بين اختياره وزيرًا للدفاع وتوليه رئاسة الجمهورية، حيث وصل مجموع الضباط المنشقين إلى مالا يقل عن 100 ضابط.
ثاني الاختلافات تكمن في كمية المشاركين في محاولة اغتيال الرئيس السيسي حيث وصل مجموعهم إلى 6 ضباط برتب مختلفة في خلية أسسها ضابط.
أما ثالث الاختلافات وأبرزها أن كافة الضباط المتورطين في حادث اغتيال الرئيس السيسي كانوا أمام أعين جموع الشعب المصري قبل انشقاقهم ومشهورين جدًا وكان لهم حِرَاك في الشارع المصري وبروز إعلامي.
أما رابع الاختلافات فتمثلت في التحضيرات، فقد كان الحظ لاعبًا أساسيًا في موت السادات وغائبًا عن محاولة قتل عبدالناصر، بينما مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تمت المحاولة بتحضيرات مالية ضخمة ومحكمة فضلاً عن الدعم الخارجي لهم والشبكة التي يتصلون بها جميعًا.
أبرز أسماء الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 من فصيل الإرهاب
أبرز الضباط المنشقين الموجودين في مسلسل الاختيار 2 هم «محمد السيد الباكوتشي، محمد جمال الدين عبد العزيز، وخيرت سامي عبد المجيد، وإسلام وئام أحمد حسنى، وحنفي جمال محمود سليمان، وكريم محمد حمدي حمزة».
أما أبرز المدنيين الموجودين في خلية الإرهاب فهم «عصام محمد السيد عناني، علي إبراهيم حسن محمد، أحمد عبدالعال بيومي الطحاوي، سعيد عبدالحافظ، حنان بسيوني عبدالله، ميرفت فتحي يوسف».
في أي شيء اتفق هؤلاء ؟
الخلية لها جذور مبكرة تعود لما قبل فض اعتصام رابعة 2013 حيث أن الضباط الصغار (مواليد التسعينيات) كانوا أثناء خدمتهم في الأمن المركزي والقوات الخاصة بعد ثورة 30 يونيو، على قناة اتصال مع أعضاء حركة الضباط الملتحين سنة 2012 م، وبعد فض رابعة تحولت صلاتهم من مجرد تواصل زملاء إلى أعضاء حركيين في الإرهاب.
كانت حداثة السن على رأس السمات التي اشترك فيها 4 من الضباط المتورطين في محاولة اغتيال السيسي فهم مواليد 1990 و 1991 م عدا الباكوتشي بالتالي وهم في أواخر عشرينيات عمرهم تم إشراكهم في عملية ضخمة مثل فض رابعة وهم على جهل ديني وغير مؤهلين دينيًا أو نفسيًا، بالتالي وقعوا فريسة سهلة ومغرية بالنسبة للتكفيريين الذين تاجروا بالدماء لاحقًا.
يؤيد ذلك أقوال طبيب الأسنان علي إبراهيم حسن محمد حيث قال في التحقيقات «الضابط كريم كان بيسألهم قبل الفض إن عندهم تعليمات بفض الاعتصام، ولو جاءت تعليمات بضرب النار أعمل إيه فرد عليه عصام العناني حاول متموتش حد علشان متتحملش ذنبه، وحصل الفض، وكريم كان له صديق من الضباط الملتحين يدعى «أحمد» مات أثناء الفض، وهو ما ترك أثرًا فى نفسية كريم».
السمة الثانية مسألة الثأر الشخصي، فكما كان كريم يريد الثأر لصديقه أحمد كان أيضًا أحمد عبدالعال بيومي الطحاوي (مواليد 1983) على نفس الغاية، فهو يعمل مدير الإشراف الداخلي بفندق سويس أوتيل مكة بالمملكة العربية السعودية، وأراد اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي بصفته رئيس الدولة، ثأرًا لأخيه الذي تم إعدامه في قضية محاولة اغتيال مبارك في التسعينيات.
سمة ثالثة في الذين حاولوا اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي من الضباط الصغار وهي الجهل الديني من نفس ذات المصدر، ويتحمل نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك هذا الجهل؛ فجميع هؤلاء الضباط ثقافتهم كانت من مساجد السلفيين التي فتحها مبارك على مصراعيها للمتشددين بهدف ضرب شعبية الإخوان، مع تقزيم لدور الأزهر ودار الافتاء؛ وباستقراء المساجد والشيوخ الذين كان لهم دور في التطرف الديني نجد أنهم أخذوا دروسهم في مسجد بمدينة نصر، ومسجد التوحيد في مصر الجديدة، وزاوية مصطفى العدوي في سمنود.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال